غدا..أول رمضان فلكيا
تستطلع دار الإفتاء المصرية اليوم الثلاثاء( الموافق29 شعبان) هلال شهر رمضان المبارك بالتعاون مع علماء الفلك بمرصد حلوان وهيئة المساحة ومندوبي وزارة الأوقاف بالمحافظات.
والتي يتم رصد الهلال من خلالها في7 مواقع علي مستوي الجمهورية.وتؤكد الحسابات الفلكية أن الهلال سيولد بعد حدوث عملية الاقتران في الساعة السادسة و8 دقائق صباحا بالتوقيت المحلي ويبقي في سماء مكة المكرمة بعد غروب الشمس لمدة11 دقيقة, وفي القاهرة لمدة7 دقائق وفي باقي المحافظات من6 الي10 دقائق.
وفي مكة المكرمة يبقي الهلال لمدة11 دقيقة وفي بقية الدول الاسلامية من دقيقة الي23 دقيقة, وفي داكار22 دقيقة وفي المدينة المنورة وكوالامبور9 دقائق, وفي الرياض وفاس بالمغرب8 دقائق, وفي طرابلس, ومسقط7 دقائق والكويت6 دقائق, والجزائر, وعمان ودمشق, والقدس وكراتشي5 دقائق وتونس4 دقائق والعراق3 دقائق, وفي طهران لمدة دقيقة واحدة, وفي أنقرة يغرب مع غروب الشمس.
وبذلك سيمكن رؤية الهلال الجديد من خلال المراصد العلمية لبقائه فترة مكث تسمح برؤيته الأمر الذي يعني أن غدا الاربعاء الموافق11 اغسطس هو أول أيام شهر رمضان المبارك وعدد أيامه30 يوما.
أمر متفق عليه
يؤكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الرؤية البصرية هي الأساس في تحديد بدايات الشهور الهجرية سواء كانت الرؤية بالعين المجردة أو بالعين المسلحة التي تعتمد علي المراصد والآلات الأخري ووفقا للحساب القطعي الفلكي الذي يقرر نزول الهلال قبل الشمس بدقيقة أو بدقيقتين.
ويضيف أنه لم يحدث خلاف طوال الاربعين عاما الماضية بين الرؤية الشرعية والحساب الفلكي, حيث تمت رؤية الهلال خلال هذه المدة80 مرة, وينطبق هذا علي كل شهور السنة أي بما يعادل480 مرة.
وحول وجود7 مراصد في محافظات مختلفة وكونه غير كاف في الوقت الذي يوجد200 مرصد بالمغرب فقط يؤكد فضيلته أن العبرة ليست بعدد المراصد ولكن بشروط هذه المواقع التي تتطلب توفير20 شرطا أساسيا حتي يمكن رصد الهلال ومنها الخلو من الجفاف والتلوث والرطوبة والبعد عن المسطحات المائية أو المناطق التي يكثر فيها الغيوم أو التلوث البيئي أو الضوئي الذي ينتج عن الأشعة الكثيرة التي تسببها الكهرباء وغيرها, مشيرا الي أن هناك بعض المراصد التي تم إلغاؤها لعدم توافر الشروط مثل برج الجزيرة ومنطقة القطامية.
ويوضح أن الحساب القطعي الفلكي مقدم علي الحساب الظني الرؤية البصرية لأن الحساب القطعي ينفي وجود الهلال أو يثبته مع الاعتماد علي الرؤية البصرية الصحيحة والاستئناس به كما اتفقت عليه المجمعات الفقهية مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما فالرؤية في الحديث رؤية عامة تشمل البصر والعلم.
لا خلاف
في السياق نفسه يؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب أنه لا خلاف بين الحساب الفلكي ورؤية الهلال بدليل أننا نقيم الصلوات الخمس يوميا بالحساب الفلكي فما المانع من أن نلتزم بذلك الحساب, مشيرا الي أن هناك رأيين في هذا الأمر ولابد من ترجيح أحدهما, يقول أهل الرأي إن الأولي إذ رأي الهلال في بلد يشترك مع بلد آخر في جزء من الليل فيجب إتباع ذلك البلد والصيام مع أهله, والرأي الثاني يقول إنه لابد من كل شخص أن يري الهلال كما ورد في حديث لصحيح مسلم. ويدعو الدكتور هاشم المسلمين الي التوحد وصلة الارحام في هذا الشهر الكريم واستقباله بالصفاء والنقاء والرجوع الي الله سبحانه وتعالي والاقلاع عن المعاصي والفوز بنفحات رمضان, مشيرا الي أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يستقبل هذا الشهر بالدعاء اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والاسلام ربي وربك الله هلال يمن وخير ورشد.
قطعي.. ومراحل
من جانبه يؤكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أن الحساب الفلكي أصبح قطعيا وعلما يقينا صحيحا والرؤية أصبحت ظنية واذا غلب القطعي علي الظني يؤخذ به, مشيرا الي أن هذا الرأي اتجه اليه علماء الفلك والشريعة في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في مايو الماضي بدولة الامارات.
ويشير شلتوت الي أن رؤية الهلال لأهل الأرض من الأرض ومن السماء لأهل السماء, مشيرا الي أنه يمكن رصد الهلال عن طريق الأشعة تحت الحمراء لحظة الاقتران في أي وقت.
ويقول الدكتور محمد سليمان أستاذ العلوم الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية إن هناك خمس حالات قاطعة تؤكدها الحسابات الفلكية وهي الحالة الاولي بأن يغرب القمر قبل غروب الشمس في جميع البلاد الاسلامية وبهذا لن يري الهلال ويكون اليوم الثاني هو المتمم للشهر, والثانية أن يغرب القمر بعد غروب الشمس في جميع البلاد الاسلامية, وبذلك يمكن أن يري الهلال ويكون اليوم التالي هو بداية الشهر الجديد.
والثالثة أن تغرب الشمس كاسفة في حالة كسوف بمعني أن القمر واقع بين الارض والشمس وبذلك لايري الهلال ويكون التالي هو المتمم للشهر.
والحالة الرابعة أن يولد الهلال بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين وبذلك تستحيل رؤية الهلال ويكون اليوم التالي المتمم للشهر. أما الحالة الخامسة فيري فيها الهلال الجديد في بعض البلدان الاسلامية الغربية ولايري في البلدان الشرقية مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولايري في السعودية ودمشق وبغداد وهي تمثل نسبة2% من حالات الرؤية وهي حالة نادرة جدا.
ويقول الدكتور أنس عثمان أستاذ الفيزياء الفلكية بمرصد حلوان إن الهلال الجديد لن يشاهد في مصر لأن فترة بقائه في السماء لن تزيد علي7 دقائق, بالاضافة الي وجود الشفق الأحمر, مشيرا الي أنه يمكن مشاهدة الهلال في أمريكا الجنوبية بسهولة جدا لاختلاف المطالع.
ومن جهته أعلن الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حالة الطواريء بالمعهد وقرر تشكيل7 لجان للمشاركة في رؤية الهلال في المواقع التي تم تحديدها بالمحافظات مزودين بأجهزة التلسكوب المحمولة وخرائط علمية توضح موقع الهلال في السماء وفترة المكث ولحظة الاقتران التي تزيد علي12 ساعة تقريبا, مشيرا الي أنه تم تشكيل غرفة عمليات بالمعهد لاستقبال البيانات الخاصة برؤية الهلال وإبلاغها الي فضيلة المفتي في نفس اللحظة.
نموذج للقمر
حول مشروع القمر الصناعي الاسلامي تقول الدكتورة ميرفت عوض أستاذة علوم الفضاء والمشرفة علي تصنيع القمر الصناعي الاسلامي انه تم الانتهاء من عمل نموذج للقمر وتم ارساله الي هيئة الاستشعار عن بعد وهي الجهة المسئولة عن تنفيذ المشروع الذي تبلغ تكاليفه5 ملايين دولار, مشيرة الي انه تم إرسال تقارير علمية حول أوجه الاستفادة من المشروع لممثلي56 دولة إسلامية مشاركة في المشروع.
أخيرا يقول المهندس محمد عبداللطيف رئيس هيئة المساحة إن الهيئة استعدت لرؤية الهلال الجديد بإرسال7 فرق علمية الي7 مواقع سيتم رصد الهلال من خلالها بالتعاون مع مندوبي وزارة الاوقاف ومرصد حلوان, مشيرا الي أن الفرق يتم تزويدها بكاميرات حديثة.
وأضاف أنه أصدر توجيهاته لعمل إمساكية عالمية للصائمين في عواصم الدول الاسلامية والعربية تتضمن مواقيت الافطار والإمساك بالمدن العالمية طبقا للتوقيت المحلي لكل مدينة وموقعها الجغرافي, وذلك لخدمة المجتمعات الاسلامية بها.
ساحة النقاش