مع الجديد في عالم تكنولوجيا المعلومات فقد استطاعت مجموعة من الباحثين من الولايات المتحدة وبريطانيا ابتكار شخصية متحركة ثلاثية الأبعاد، لتساعد الأطفال الصم وضعاف السمع في تطوير قدراتهم الخطابية، حيث يتركز عمل هذه الشخصية على تعليم الأطفال الصم كيفية فهم وإنتاج لغة منطوقة، فهي تعمل على نقل طريقة تعلم اللغة لهم، كما يمكنها مساعدة الأطفال في إصلاح عيوب النطق من أجل نطق اللغة بصورة دقيقة وواضحة.
وقد أطلق الباحثون على تلك الشخصية اسم (بالدي) Baldi، ويقوم (بالدي) معلم التخاطب والمزود بفم وأسنان ولسان بتحريك ملامح وجهه بشكل دقيق ومتزامن مع صوت الكلام الذي يتم سماعه، والذي يمكن أن يكون إما تسجيلاً لصوت آدمي وإما صوتاً من أصوات الكمبيوتر، ويتميز (بالدي) بإمكانية تعديل البرنامج الخاص به؛ ليناسب مستوى المتلقي ويتطور معه؛ لينتقل به بسلاسة من مستوى إلى مستوى، أو يمكن أن يتم تعديله بحيث يقوم المعلم أو الآباء بإدخال الكلمات أو المقاطع التي يريد أن يتعلمها الطفل.
بدأ التفكير في هذا الابتكار مع منتصف التسعينيات، حيث كان هناك حلم بتطوير برامج لنظم اللغة المنطوقة وتعلمها وما يلزم هذا من تقنيات مختلفة، واستمر العمل لإنتاج وتطوير (بالدي) لمدة ثلاث سنوات تكلفت خلالها الأبحاث الخاصة به حوالي 1.8 مليون دولار، وقد ساعد على تطوير «بالدي» بشكل عملي وفعّال تطبيقه كوسيلة تعليمية في إحدى مدارس الصم وضعاف السمع حيث تم استخدامه للأطفال الصم الذين تم تحسين مستوى سمعهم إما بواسطة مضخم للأصوات وإما عن طريق منبه كهربي لقوقعة الأذن حيث ساهم كل من المعلمين والطلبة في وضع التصميم النهائي للبرنامج الخاص ب (بالدي) وتطبيقاته المختلفة، وبمشاركاتهم وفَّروا للباحثين تغذية مرتجعة حقيقية لنظام بالدي ساعدتهم في تلافي معظم العيوب التي ظهرت خلال التطبيق التجريبي له في تصميمه النهائي، وقد أوضحت التقارير الخاصة بالأطفال الذين تعاملوا مع (بالدي) والتي وضعها كل من معلّميهم و أخصائيي التخاطب تقدما مثيرا في القدرات التعليمية والتخاطبية لهؤلاء الأطفال، وحيث إن (بالدي) شخصية تخيّلية فهو لا يكل ولا يمل من التكرار؛ لذا فهو يعطي الطفل إحساسا بالارتياح، ويهيئ له الفرصة للدراسة الدقيقة لحركات الوجه التي تنتج الأصوات المختلفة.
ويُعَدّ هذا هو أول برنامج يقوم بدمج تقنيات اللغة المختلفة لابتكار شخصية متحركة تقوم بتعليم النطق والتخاطب، فهو يتفرد بدمج كل من أساليب إدراك منطوق اللغة مع التراكيب المختلفة لها مع التقنيات الخاصة بحركة ملامح الوجه المصاحبة لتلك اللغة، ولكي يكون (بالدي) شديد الدقة في أسلوب النطق وحركة الملامح المصاحبة لها تمت الاستعانة بقاعدة بيانات مكونة من عينات لغوية لأكثر من ألف طفل تم استخدامها لرصد أدق التفاصيل لطرق نطق الأطفال، حتى يمكن أن تكون حركة ملامح وجه «بالدي» دقيقة بالشكل الذي يجعلها مفهومة للمستخدمين الذين يقومون بقراءة الشفاه.
وهكذا يمكن أن يكون ل«بالدي» العديد من التطبيقات سواء في تعليم النطق للصم وضعاف السمع أو في تعلم اللغات المختلفة أو في كشف وعلاج عيوب النطق والقراءة لدى الأطفال.
نشرت فى 16 يونيو 2012
بواسطة elmadboly
حسن علي المدبولي
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
91,110
ساحة النقاش