لغة الاشارة للصم والبكم
لغة الإشارة تختلف من بلد إلى أخر ومن جهة إلى أخرى . وأول من بادر إلى تنظيمها وتقنينها هو الأب ( دولابي ) الذي نظم الإشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير ، وأصبحت هذه اللغة اللغة الأساسية في المدارس التي كان يشرف عليها ، ومن بين من شارك في نشر هذه اللغة ( غالوديه ) الذي سافر سنة 1817 إلى أمريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل إلى اليوم اسمه بعد ما تطورت ، إلى أن أصبحت اليوم أول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ، ويشكل الصم نسبة عالية من الأساتذة ، وتعتمد فيها لغة الإشارة بالدرجة الأولى .
وقد تعرضت الطريقة الاشارية في السابق إلى النقد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد علم 1880 في مدينة (( ميلانو )) وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريبا في أوروبا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة ، فكان يمنع على الصم منعا باتا استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم .
وعاد الاهتمام بلغة الاشاره بدءا من ستينات هذا القرن ، اذ نما وعي لدى الصم الأمريكيين أن فرض الأسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل في أمورهم ، فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الأسوياء ، وقامت أبحاث حول لغة الإشارة في جامعة غالودية إعادة شيئا من الاعتبار لهذه اللغة . ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها أما في أوربا الغربية ولا سيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة إلا في منتصف السبعينات .
أهمية لغة الإشارة وخصائصها
أصبح الاهتمام بلغة الإشارة للصم ، بعد أن أصبحت لغة معترفا بها في كثير من دول العالم في المدارس والمعاهد ، بل لقد أصبح لدى المبدعين من الصم القدرة على إبداع قصائد شعرية ومقطوعات أدبية ، وترجمة الشعر الشفوي إلى هذه اللغة التي تعتمد – اساسا- على الإيقاع الحركي للجسد ولا سيما اليدين ، فاليد وسيله رائعة للتعبير بالأصابع وتكويناتها ، يمكن أن نضحك ونبكي ، ان نفرح ونغضب ، ونبدي رغبة ما ، ونطلق انفعالا ، ونفرج عن أنفسنا ...... الخ .
وربما التصور ر الخاطئ الأكثر انتشارا هو أن لغات الإشارة جميعها متشابهة وهذا ليس صحيحا ، ولغات الإشارة متمايزة كل منها عن الأخرى مثلها مثل لغات الكلام المختلفة .
وهنا يجب أن ندرك أن لغة الإشارة تنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية .
وتؤدي لغة الإشارة بيد واحدة او بيدين تؤديان تعبيرا في أماكن مختلفة من الجسم او أمام المتحدث بالإشارة ، وتشمل هذه التعبيرات الحركة ، والتحديد المكاني ، وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعه واسعة يطلق عليها الإشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الإشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع متسلسل مثل خروج الأصوات في اللغة المحكية . فلغة الإشارة ليست مجرد حركة يدين بل يساهم في إنتاجها اتجاه نظرة العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه . وكثيرا ما تكون هذه الإشارات غير اليدوية هي السمة الأكثر حسما في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة .
أنظمة الاتصال لدى الأصم
1. الأسلوب الشفوي : وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الإشارة ، او التهجئة بالأصابع ، فلا يستخدم للاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة .
2. الإشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق : وهي أشكال عفوية من تحريك اليدين وتهدف إلى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة ، وتمثل بوضع اليدين على الفم او الأنف او الحنجرة او الصدر ، للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي.
3. قراءة الشفاة : وتعتمد الانتباه وفهم ما يقوله الشخص بمراقبة حركة الشفاه ، ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق ، أثناء نطق الكلام .
4. لغة التلميح : وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة ، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد ، تنفذ قرب الفم ، مع كل أصوات النطق ، وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشفاه والمعلومات التي توضح ما يلتبس عليه في هذه القراءة وجعل الوحدات الصوتية غير واضحة ، مرئية .
5. أبجدية الأصابع الاشارية او التهجئة بالأصابع : وهي تقنية الاتصال والتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الأبجدية بأوضاع مختلفة للأصابع ، أسلوبا للتهجئة ، بحيث تمثل كل حركة في أصابع اليد حرفا من الحروف الأبجدية . وتستخدم غالبا في أسماء الإعلام او الكلمات والمعاني التي ليس لها إشارة متفق عليها .
6. طريقة اللفظ المنغم : تعتمد جملة من المبادئ أهمها أن الكلام لا ينحصر في خروج الأصوات بطريقة مجردة بل أن الكلام تعبير شامل تتدخل فيه كل حركات الجسم كالإيماء وملامح الوجه والإيقاع والنبرة والإشارات . فالمتكلم يستخدم كل إمكانيات التعبير ، وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة .
7. لغة الإشارة
8. الاتصال الشامل (الكلي) : ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والإيماءات والإشارات وحركات اليدين والأصابع والشفاة والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره .
والاهتمام بلغة الاشاره في الوطن العربي لا يقل عن الاهتمام بها في الدول المتقدمه فقام الاتحاد العربي لرعاية الصم بتوحيد مجموعه من الاشارات ضمن القاموس الاشاري الموحد.
ساحة النقاش