“العباية” التي قد يراها البعض ثوباً أسوداً عادياً لا يكلف  شئ آن له أن يغير نظرته هذه لأن هذا الزي يستدعي من صاحبته المرور بأربع مراحل بدءاً بشراء القماش ومرورا باختيار الموديل ثم الاكسسوارات وقوفاً لدى الخياط للحصول عليه أخيراً بالشكل المطلوب وقد تطول وتقصر رحلة العباية لأن الشكل النهائي لا تحدده غير صاحبته. فخصوصية المرأة الخليجية تختزل في عبائتها التي تميّزها عن غيرها من النساء العرب،حيث توليها العناية الفائقة ما دامت تشكّل انتمائها الخليجي.
عندما أراد صاحب مشروع مركز “لكِ” التجاري الشيخ خالد القاسمي افتتاح مركزه التجاري في الشارقة خامرته فكرة الاستثمار في العباية والشيلة الخليجية وكل متعلقاتها وارتأى أن يضمها تحت سقف واحد،لتتخلص النساء من المشاوير الطويلة التي قد لا تنتهي نهاية سعيدة دائماً فمحلات كثيرة في الشارقة لا تزال تقبع فيها عبايات طلبتها النساء ونستهن أو تناستها بفعل فاعل أو تخلين عنها نكاية في الخياط الذي شوهها ولم يتم عمله كما اتفق عليه مسبقاً. والنتيجة عبايات يتيمات بكل الأشكال والأحجام حيث لم يتوقف عندها “أمجد” وهو صاحب محل نور الأمل للعبايات” بالشارقة فقد بدأ ببيع هذه العبايات بعد أن طال بها التعليق وبأسعار أقل وبالنسبة للأجحام فيتم تخصيرها وتقصيرها حسب الحاجة فالمهم لديه التخلص منها وفقط .
لكن نظام البيع في  مركز لكِ “غير” فقد افتتح هذا المركز قبل أقل من شهر في شارع البطينة بالشارقة. قبل الدخول إلى مقر المركز قد تقابلك عبارة “للعائلات فقط” نعم فالمركز للعائلات فقط ولكن مدير التسويق بالمركز السيد سهيل أحمد يقول بأن الإدارة لا تمانع حالياً في استقبال العزاب فهم أيضاً يتسوقون لخطيباتهم ً خاصة أن ولادة هذه الفكرة جاءت في ظل ظرف اقتصادي صعب والاهتمام منصبٌ حالياً لجذب الزبائن بالعروض الترويجية لهذا  فالكل مرحب به كما أن المركز في أولى خطواته ولكن المستقبل كفيل بأن يصبح هذا المكان وجهة العائلات والنساء فقط.
يتكون المركز من ثلاث طوابق يتوزع فيها أكثر من ٢٠٠ محل مخصصة بأكملها للوازم النساء في حين بدأ العمل  حالياً في ٣٠ محل على أن تكتمل كل طوابق المركز بحلول شهر رمضان. يختص الطابق الأول بأكمله بالعبايات والشيل فقط، يوجد به قسم خاص بالعبايات السادة وآخر بعبايات الأطفال (أكثر من ٢٠٠ تصميم) على غرار محلات الأطفال حيث تتميز هذه التشكيلة بنقوشها ورسوماتها المستمدة من شخصيات الرسوم المتحركة الشهيرة ولكن المميز أنه لم يسبق أن وجد جناح للأطفال يختص باللباس الوطني الخليجي،فيما تتنوع تصاميم العبايات فيه في أشكال وأنواع مختلفة، نظام البيع هناك مختلف جداً فكما ألف الجميع أسلوب الترويج عن طريق شراء شيئين للحصول على الثالث مجاناً الأمر كذلك متبع في المركز فشراء عبائتين يتيح الثالثة مجاناً والأدهى أنها تصاميم جديدة وليس كما تقوم به محلات الملابس بطرح التشكيلات القديمة يضيف سهيل أحمد وإن لم تشأ الزبونة العباية بإمكانها اختيار شيلة فخمة، وبإمكان الزبونة اختيار التصميم الذي تريد إن لم يتوفر ما تريده من المعروض هناك وبإمكانها أيضاً التبديل وإرجاعها في حالة ما فقدت إحدى الفصوص الكريستالية أو بحصول تشوه ما أثناء الكي أو الغسيل حيث يتم تركيب وتصليح ما شانها لأن “ضماناً” موجود على العباية  وفصوصها! والنقود في مركز لكِ تعاد للزبونة بدون أية مشكلة، واعتبرمسؤول الإدارة مازن بأن توقيت المحل جيد حيث لا يغلق كما تغلق محلات الخياطة فترة الظهيرة وهو مناسب لإكمال الطلبات في وقتها.
مشروع هذا المركز يحتضن كل المصممات المواطنات العاملات بالبيت ومن لديهن رغبة في إظهار تصاميمهن ولكن المال خذلهن حيث يقدم لهن المركز تسهيلات عديدة بدءً من المحلات المجهزة كما يعطيها قرضاً لبداية العمل ويوفر لها المادة الخام واليد العاملة وما عليها سوى طرح أفكارها على طاقم المعمل الذي يتوفر لدى المركز حيث يمتلك مصنع خاص بتفصيل وصنع وكي العبايات قوامه مجموعة من المصصمات والعاملين وقد خصصت صالتين كبيرتين بالمركز لأخذ القياسات من طرف فتيات وليس كما يحصل في المحلات الخارجية من طرف خياطون رجال، إضافة إلى  أن كل بائعات المركز نساء ولن تحس المرأة بحرج في التسوق. ضف إلى ذلك فإن هناك جناح خاص بعبايات الشخصيات المهمة (VIP) سيخصص لها مكتب خاص لاحقاً حيث تقوم مصممات “شيخات” بهذه المهمة وتحت سرية تامة إذ ستقوم هذه الخدمة بتفصيل عباءات حصرية أي أن موديلاً واحداً فقط من هذه العباية سيكون متوفراً ولكن عند صاحبته فقط التي سيدون إسمها على العباية، كما سيدخل قسم المخاوير الخدمة حيث بإمكان الزبونة “تخوير” وترصيع ملابسها كيفما شاءت وفي نفس المكان بدل الذهاب لكل محل خدمة على حدى وسيدخل خط للملابس القطنية أيضاً والأهم من كل هذا أن الجناح العلوي سيختص باللانجري حيث لن يكون متاحاً في المساحات المكشوفة بل في جناح مغطى لا يصل إليه الرجال، يضيف سهيل أحمد بأن منصة عرض الأزياء أيضاً ستكون ممنوعة على الرجال كما ستتمتع بنات حواء أيضاً بكوفي شوب وخدمات انترنت تجد فيها كل راحتها ويمكن لها أن تضع عبايتها وشيلتها على جنب للشعور بأريحية أكثر عند جلسات المشروبات بعد التسوق كما ستلحق بالمركز خدمات العناية بالشعر والأظافر. في المركز تتهادى البائعات في “يونيفورم” عبايات تحمل إسم المركز أو إسم المحلات يستقبلون الزبونة ويساعدنها في كل شئ، أميرة فتاة فلسطينية تعمل هناك تبدو متحمسة فهي تحس براحة كبيرة أيضاً لتعاملها مع بنات جنسها ولا يخفي الشاب السوري إياد وهو بائع عبايات أيضاً إعجابه بعمله هذا إذ يقول بأن الزبونات لم ترجعن شيئاً منذ أن اشترين من عنده كما أن الأسعار مشجعة أيضاً وأكثر الطلبات حالياً تفصيل والتصاميم زادت الزبونات عليها قصاتهن المفضلة. ولم يخف أن المبيعات متأثرة في كل مكان وليس فقط لجدة المركز. أما ركن الطعام فقد آثر المركز أن يكون خفيفاً (سناكس) تجنباً لتأثر الملابس بروائح الطعام. وقد خصصت الإدارة غرفة للخدم يمكنهن أيضاً تجليس الأطفال لكي تنعم النواعم بالتسوق على آخر راحة. فهنيئاً لبنات حواء وعقبال شقائق النساء.
إضاءة:
استمع المجلس التنفيذي للشارقة الأسبوع الماضي بمقترح قدمه المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية علي بن سالم المحمود والذي يقضي بتخصيص بائعات إناث في المحلات ذات الأنشطة النسائية حيث أوضح أن الحملات التفتيشية التي تقوم بها الدائرة على المحلات التجارية لاحظت أن العديد من الأنشطة التجارية تتطلب توفر العنصر النسائي فيها دون الرجال وأنشطة أخرى تختص بالنساء حيث اقترح مزج الجنسين للعمل فيها مراعاة لخصوصية المرأة في التعاملات التجارية والسلع النسائية.

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1182 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2010 بواسطة elle

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

41,433