تعد سفينة نوح عليه السلام معجزة من عدة جوانب تتعلق بالتكنولوجيا والتصنيع الذى يعجز البشر فى كل مكان وزمان أن يأتو بمثله الى يوم القيامه وذلك من عدة جوانب

الجانب الاول

سفينة هائلة الحجم

إن حجم السفينه كان عظيما فكان طولها بقياسنا الحالى 2000 مترا وعرضها 1000 مترا أى أن مساحتها 2000000 (2مليون مترا مربع) اى مايقرب من مساحة 500 فدان وكانت ثلاث طوابق وبذلك تكون مساحتها الاجمالية 6مليون مترا مربع أى حوالى 1500 فدان وكان ارتفاعها حوالى 50 متراأى مايعادل ارتفاع عمارة مكونة من 18 طابقا.

وحجم هذه السفينة يتسع لكمية من البضائع تعادل كمية البضائع التى يمكن ان تحملها سفن العالم المعاصرة مجتمعه لمدة 5سنوات.

ولو قارنا هذه السفينة المعجزة بأكبرسفينه تم صنعها فى العصر الحالى لأمكن لسفينة نوح ان تحمل فى داخلها وعلى ظهرها عدد 1000 سفينه من اكبر سفن هذا العصر حجما ووزنا.

الجانب الثانى

سفينة نوح من الخشب فقط

ان المادة التى صنعت منها سفينة نوح على ضخامتها لم تكن سوى خشب يقول تعالى" ذات الواح ودسر"

والدسر: تطلق على قطع الخشب الرقيقة التى تركب بين لوحين كبيرين لربطهما ببعضهما كما تطلق على كل ما يقوم هذا المقام ولو صنع من معدن او غيره. ويستنبط من الايه ان السفينة كانت من الواح الخشب ودسر الخشب ايضا ذلك لأن تخصيص السفينة بأنها ذات الواح ودسر واللوح وصف هيئه وليس اسم مادة فقد يكون من الخشب والورق أو المعدن أو غيره والدسر ايضا وصف هيئه وليس من الفصاحة ان تجتمع فى جملة واحدة كلمتان معطوفتان لإسمين وصفيين دون ذكر مادتهما الا اذا كانتا من مادة واحدة فلا يكون فصيحا من يعطف الواح الخشب على دسر الحديد فلو كانت الالواح من الخشب والدسر من الحديد كان الافصح ان يقال ذات خشب وحديد أو ذات الواح ودسر حديد الا أن تكون الالواح فى الخشب خاصة والدسر فى الحديد خاصة وهو ما ليس بصحيح.

كما انه من تمام الاتقان ان تكون السفينة من مادة واحدة فما زال الناس تتبارى فى التجويد بصناعة التحفة من مادة واحدة بل ان اجود انواع المصنوعات الخشبية من الاساس وغيره ما كانت من الواح الخشب ودسره وليس بها المسامير المعدنية ومن المعلوم ان تثبيت لوحى الخشب فى السفينة بدسرة من الخشب اشد متانة إذ عندما تبتل السفينة بالماء يتمدد الخشب فى كل من الألواح والدسر فيزيد الإليصاق ام إذا ما تم التثبيت بالمسامير المعدنية فسرعان ما تنفلت الألواح من المسامير عند تعرضها للماء.

وتختلف الدسرة عن الأسفين حيث ان الدسره تناسب استعمال الألواح والأسافين تناسب استعمال العوارض والدعامات.

الجانب الثالث

سفينة نوح ذات قوة تحمل جبارة

إنها تحملت هيجان الفيضان وإرتفاع الأمواج التى وصفها الله تعالى بقوله ( وهى تجرى بهم فى موج كالجبال) ولو تصورنا ان المياه وقد عمت الارض إلى ارتفاع اعلى قمة جبل على الأرض (وهى قمت جبل شمبورازو بأمريكا الجنوبية وتصل إلى 10826 متر فوق سطح البحر) فتكون كمية الماء التى غطت سطح الأرض حين إذن 6.66 الف مليون كيلو متر مكعب أى قدر كمية المياه الموجوده على الأرض حاليا فى المحيطات والبحار وغيرها قرابة خمس مرات أو بمعنى اخر يكون حجم هذا المحيط الضخم من الماء عمقا وسطحا قدر حجم المحيط الأطلنطى 160 ألف مرة وبناء على ذلك وبحساب ارتفاع الأمواج فى مثل هذا المحيط مع حركة المد والجزر تصل الى حوالى (70 مترا) فى المتوسط أى ما يعدل ارتفاع جبل المقطم فهى حقا كانت تجرى بهم فى (موج كالجبال)

وهذه الأمواج تنشأ عنها قوة ضغط وتدمير تزداد مع حجم السفينة ويمكن حساب القوى التدميريه للأمواج إذا علمت إرتفاعاتها وعلمت أحجام الأسطح المعرضة لها فإذا قمنا بحساب هذا الضغط كان فى إمكان هذه الأمواج ان تحطم أعظم سفينة وامتن سفينة فى العصر الحديث بل وتبتلعها فى لحظات معدودات. ويمكنك ان تتخيل القوة المؤثرة على سفينة نوح من مثل هذه الأمواج بأن تعلم ان الموجة الواحدة من هذا النوع تؤثرعلى السفينة بقوة تزيد عن 10 الاف مليون حصان أى ان القوة التدميرية للموجة الواحدة على السفينة تعادل قوة 1.5 مليون من مادة  شديدة الإنفجار أى القوة التدميرية لـ ت.ن.ت 37 قنبلة ذرية مثل التى القيت على مدينة هيروشيما.

فإذا علمنا أن هذه السفينة ظلت فوق الطوفان 150 يوما كما ذكرت التوراه والمؤرخون لعلمنا انها تعرضت لضغوط وقوة رهيبه من أمواج المياه التى كانت كالجبال ومع ذلك نجت منها بسلام بعناية الله وفضله يقول تعالى (وحملناه على ذات الواح ودسر تجرى بأعيننا) كما انه سبحانه كان حارسها بعنايته اثناء ابحارها إذ يقول تعالى (باسم الله مجراها ومرساها).

الجانب الرابع

كانت سفينة نوح سريعة مع خلوها من وسائل الدفع

سفينة نوح كانت خالية من وسائل الحركة والدفع والتوجيه فلم يكن بها شراعا ولا مجاديف ولا دفة ولم يكن بها اى نوع من انواع المحركات ولم يكن بها عجلة قيادة من مثل التى يعرفها البشر ومع ذلك ومع ضخامة هذه السفينة كانت تجرى بسرعة كبيرة إذا نسبت إلى سرعة السفن التجارية حتى تلك التى تسير بالمحركات الحديثة المتطورة فى العصر الحديث.

ورد فى التوراة وبعض اقوال السلف ان سفينة نوح دارت حول الأرض مرة من الجنوب إلى الشمال ومرة من الشرق إلى الغرب ولو حسبنا تلك المسافة وقسمناها على المدة التى بقيت فيها على الطوفان وهى 150 يوما وعلى فض انها كانت تجرى ليل نهار بدون توقف تكون سرعتها حوالى 25 عقدة بحريه فى الساعه وهذه السرعة اكبر من اسرع سفينة تجارية امكن صناعتها فى العصر الحديث مرة ونصف تقريبا.

وما الغرابة فى ذلك وقد كان جريانها باسم الله ومرساها بإسمه سبحانه

الجانب الخامس

وكانت سفينة نوح مشحونة

الوجه الخامس من أوجه الإعجاز فى سفينة نوح انها شحنت بأعداد كبيرة من الحيوانات والنباتات فمن المؤكد الذى لا يقبل الشك أن جميع الأحياء من نبات وحيوان موجودة على اليابسة الا أن كانت اسلافها الأوائل زوجين حملا على سفينة نوح يقول الله تعالى ( واحمل فيها من كل زوجين اثنين) وهذا العدد لا يقل عن مليون نوع من الحيوانات أى 2 مليون زوج بلإضافة غلى بذور وعقل وتقاوى لنصف مليون نوع من النباتات المختلفة وتلك هى انواع الحيوانات والنباتات البرية التى عرفت حتى الأن.

فكيف يمكن لقدرات البشر من جمع كل هذه الحيوانات من طيور وحشرات وديدان وجراثيم فى مكان واحد فيشحنون فيه شحنا ويبقون فيه اكثر من 150 يوم مع اختلاف بيئاتهم وطبائعهم وغذائهم إنها كانت سفينة مشحونة حقاً كما وصفها رب العزة بقوله تعالى (وانجيناه ومن معه فى الفلك المشحون) وبذلك كانت هذه السفينة هى معجزة سيدنا نوح عليه السلام التى تفوق فى صناعتها وحجمها وقوتها وسرعتها وسعتها وحمولتها وركابها كل قدرات البشر فحق عليها وصف الله لها حيث قال ( وجعلناها اية للعالمين) أى معجزة للخلق اجمعين.

المصدر: كتاب طوفان سيدنا نوح عليه السلام للدكتور خمساوى احمد الخمساوى
  • Currently 140/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 8233 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2010 بواسطة elkhemsawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

21,467