هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

 

عقد زواج!!

بقلم

محمود سلامه الهايشه Mahmoud Salama El-Haysha

كاتب وباحث مصري

[email protected]

 

الساعة الثانية ظهرًا.

انتهى الدوام.

خرج الموظفون من مقَرِّ الشركة، لكنَّ (مصباحًا) ما زال أمام (الكمبيوتر) يتحدث مع زوجته على (الإنترنت).

 

جاءه مُشرِف الأمْن في الشركة:

هيا يا أستاذ، لا بدَّ أن نغلق الشركة الآن.

حسنًا، دقيقةً واحدةً من فضلك، سوف أُنْهِي حديثي وأُغلق الحاسوب، وأنزل على الفور.

 

توجَّه إلى المِصعد، وضغط على الزِّرِّ يطلبه، وصل المصعدُ، دخَلَه، فوجد بداخله رجلاً واقفًا:

• السَّلام عليكم.

• وعليكم السلام.

 

بدأ الرجل يوجِّه لمصباحٍ الكلام:

• يا أستاذ، هل لي أنْ أطلب منك خدمةً؟

فابتسم مصباحٌ وعلامات الدَّهْشة تبدو في عينه:

• بكل سرور، ماذا تطلب؟

• هل يمكِنُك أن تنْزل معي للطَّابق الثاني؛ تشهد على عقْد قِراني، فالمأذون في انتظاري، وأنا أبحث عن شاهد ثانٍ!

• مبارك، هيا بنا.

• آسف جدًّا، سأعطلِّك عشْرَ دقائق، أعلم أنك أَنْهيت عملَك، وتريد الآن أن تذهب إلى بيتك.

• لا عليك يا عروس، شيء جميل الشهادةُ على الزواج، فثوابه عظيم إن شاء الله.

 

انفتح باب المصعد، فقال العريس: هيا أستاذي، قد وصلنا، هذه هي الشقة.. لم أتعرَّف على اسمك الكريم.

• اسمي مصباح.

• وأنا أخوك عبدالله.

• تشرَّفْتُ بمعرفتك.

 

خرجا سويًّا، التفَتَ الرجل لمصباح:

• هل معك هُوِيَّتُك الشخصية؟

• نعم.. نعم، معي الهوية.

• جميل جدًّا، الحمد لله.

 

رفع عبدالله يده يضغط على زر جرس الشقة، فتح البابَ ولدٌ صغير:

• مرحبًا بكم، تفضَّلوا.

فأشار عبدالله لمصباح:

• تفضل بالدخول، البيت بيتك، السلام عليكم يا جماعة.

 

فرَدَّ جميع الحاضرين:

• وعليكم السلام، تأخرتَ علينا يا عبدالله، أين كنتَ؟

• كنت أبحث عن شاهد ثانٍ.

 

فنظر المأذون إلى مصباح، مَدَّ يده:

• ممكن هويَّتُك يا أستاذ مصباح؛ حتى نثْبِت بياناتِها بالأوراق.

 

فمد مصباحٌ يده في جيبه، وأخرج محفظته، وأمسك بالهوية، وأعطاها للمأذون، بدأ المأذون في ملء بيانات الشاهد الثاني في قَسيمة الزَّواج.

 

كان يجلس بجواره والدُ ووالدةُ العروس والشاهدُ الأول، وذلك الولدُ الصغير الذي فتح الباب.

 

انتهى المأذون من كتابة بيانات مصباح، أعطاه هويته:

• تفضل أستاذ مصباح، نخدمك دائمًا في المسرَّات.

• أكرمَك الله!

 

أدار المأذونُ رأسَه تجاه العروسة التي كانت جالسةً في الجهة المقابلة لمصباح:

• يا ابنتي، يا سيدة العرائس، هل لديكِ أيُّ شروط ترغبين كتابتَها في عقد الزواج؟

سكتَتْ قليلاً، وعينُها تنظر في جميع الاتجاهات:

• نعم، لي شروط!!

فسكت الجميعُ وكتموا أنفاسهم ينظرون إليها، ينتظرون ماذا ستقول:

• لي ثلاثة شروط:

الأول: أن أُكمل تعليمي بالجامعة، ولا يمنعَني من الحصول على شهادتي.

الثاني: يسمحَ لي بركوبِ وقيادة السيارة، ثم سكتتْ مرَّةً أخرى!

 

فقال المأذون:

• ما هو الشرط الثالث؟

• ألاَّ يمنعَني مِن زيارة أهلي؟

• ما رأيك يا عريس في تلك الشروط؟

• أنا موافقٌ على جميع شروطها الثلاثة.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 383 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2018 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,738,111