وماذا بعد قناة السويس؟!
بقلم
أ.د. مصطفى سعيد
كاتب وأكاديمي مصري
أرجو ان لا تقوم الحكومة بالاستغناء عن الشركات التي تقوم بحفر المجرى الملاحي الجديد لقناة السويس بعد انتهاء عملها لان هناك عمل لا يقل أهمية في انتظارها .
فهناك 4مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي تصب سنويا في البحيرات الشمالية وهى المنزلة والبرلس وادكو ومريوط وتقتل الحياة فيها وتقضى على الثروة السمكية هذه البحيرات التي كانت انقي بحيرات العالم وأغناها في الثروة السمكية وكان يعيش عليها عشرات الآلاف من الأسر التي تمتهن الصيد كحرفة لها وكانت تعيش حياة رغدة نظرا لغلو قيمة الأسماك التي تحتويها البحيرات هذه الأسر أصبحت الآن تعيش في أفقر حال وأصيبت بمختلف الأمراض بعد التلوث الذي أصاب البحيرات لذلك كان لزاما علينا تحويل مسار المصارف التي تصب فى البحيرات إلى الصحراء لزراعة آلاف الأفدنة بأشجار الجتروفا التي يمكن زراعتها على هذه المياه خاصة بعد نجاح تجربة وزارة البيئة في زراعة أشجار الجتروفا على هذه المياه فى محافظة الأقصر وتنتج هذه الأشجار بذورا يستخرج منها وقود الطائرات وهو غالى القيمة الاقتصادية وبذلك نقضى على تلوث البحيرات ونقوم بتطهير البواغيز للسماح بدخول مياه البحر إلى البحيرات وبالتالي دخول الأسماك إليها.
ان الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع إضافة إلى مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة بالجاتروفا لا تقدر بمال فتنقية البحيرات الشمالية يعيد الأسر التي هجرتها كما يقضى على الأمراض التي تفشت بسبب التلوث إضافة إلى عودة الثروة السمكية إلى البحيرات.
ويجب على الحكومة ان تقوم على الفور بتحديد المسارات الجديدة لقنوات الصرف الصحي وتحديد المناطق الصحراوية التي ستزرع بهذه المياه بعد تنقيتها وإعداد الكوادر العاملة في هذا المشروع وتدريبها
وهناك العديد من الشركات المصرية والأجنبية العاملة فى مجال تنقية المياه لديها من الوسائل التكنولوجية القادرة على تنقية هذه المياه لتصبح صالحة للزراعة بل من الممكن الوصول بها الى ان تكون صالحة للشرب.
ساحة النقاش