هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

authentication required

 # مؤتمر دور المثقف بعد 25 يناير بالمنصورة

# مؤتمر اليوم الواحد باتحاد كُتّاب المنصورة: دور المثقف بعد 25 يناير

# هل للمثقف دور في ثورة مصر؟ بمؤتمر اتحاد كُتّاب الدقهلية ودمياط

تحت عنوان "دور المثقف بعد 25 يناير" جاء مؤتمر اليوم الواحد لاتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط:

متابعة وتغطية: محمود سلامة الهايشة-المنصورة:

     عقد اتحاد كُتّاب مصر فرع الدقهلية ودمياط مؤتمره السنوي لليوم الواحد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2011 بإستاد المنصورة الرياضي، وكان عنوان تلك الدورة "دور المثقف بعد 25 يناير"، حيث طبع كتاب المؤتمر بهذا العنوان، ولكن المشاركين بالمؤتمر أضافوا لهذا العنوان كلمة (وأثناء) كي يصبح العنوان (دور المثقف بعد وأثناء 25 يناير) على اعتبار أن الثورة لم تنتهي بعد، حيث واكب انعقاد المؤتمر الجولة الثانية من الثورة والتي اندلعت يوم التاسع عشر من نوفمبر، فالثورة مازالت مستمرة والمشوار طويل. وفي بداية المؤتمر وقف جميع الحاضرين دقيقة حداد على أرواح جميع شهداء الثورة، كما نعى المؤتمر الشاعر الفذ الذي رحل أن دنيانا منذ أياماً قليلة الأستاذ/ أحمد عقل.

      ترأس المؤتمر المؤرخ والناقد الكبير الأستاذ الدكتور/ محمود إسماعيل – أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أما الرئيس الشرفي للمؤتمر فكان الأستاذ الدكتور/ جمال التلاوي، أمين عام المؤتمر الشاعرة/ فاطمة الزهراء فلا – رئيس اتحاد كُتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط.

      أشرف على إعداد وتنظيم المؤتمر أسرة مجلس إدارة فرع الاتحاد بالدقهلية ودمياط من تمثلاً في رئيس الفرع، أ.السعيد نجم-نائب رئيس الفرع، أ.مصباح المهدي-السكرتير، أ.عبده الريس-أمين الصندوق، أ.فرج مجاهد-مقرر لجنة النشاط الثقافي، وجاءت كلمة مجلس إدارة الفرع تقول: "لا تزال الفرصة مواتية للإصلاح وتصحيح الموقف وتصحيح المسار واستعادة الثقة نقول ذلك لأن البديل مخيف وكارثي ولعلع من الأهمية بمكان أن نشدد على دور المثقف في هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر- مرحلة التحول الديمقراطي التي تحتاج منا إلى الوعي وإلى توعية هذا الشعب الصابر الصامد بدلاً من أن نعود إلى المربع الأول".

      وقد حضر ممثلا لمجلس إدارة اتحاد كُتاب مصر بالزمالك كلا من الأديب الأستاذ/ جابر بسيوني- رئيس لجنة الفروع بالاتحاد والذي كان سعيداً جداً بعدم إلغاء هذا المؤتمر في هذا التوقيت الصعب الذي ينبغي أن يكون للأدباء والمثقفين والكُتاب موقف واضح من هذا الظرف الراهن، . كما حضر الشاعر والناقد الأستاذ/ محمود بطوش والذي قال: "نحن الآن كمثقفين لدينا فرصة العمر وفرصة ذهبية، فنحن أمام ثورة التحرير الثانية الأكثر ضراوة، كنت في الماضي انقد أي عمل أدبي من وجهة النظر الجمالية وفقد دون الالتفات للفكر الأيدولوجي الموجود به والدور الوطني الموجود به، الكتابة في الأصل هي ثورة حتى ولم تكن ناضجة".

      وكان من المقرر أن يتم تكريم الروائي والقاص الأستاذ الكبير/ الحماقي المنشاوي في تلك الدورة من المؤتمر كأحد الأدباء المهمين في فرع الاتحاد بالدقهلية ودمياط، لكن قررت أسرة الاتحاد بتأجيل هذا التكريم في تلك الظروف الصعبة والدقيقة التي تشهدها مصر وأن لا يكون من ضمن فعاليات المؤتمر أي نوع من التكريم أو الفرح أو الاحتفال، وقد رحب أ.الحماقي المنشاوي بهذا الأمر تضامنا ومشاركتا منه في الأحداث التي يشهدها الشارع المصري، وفي هذا الشأن أكد الأديب الأستاذ/ جابر بسيوني بأنه سوف يتم تكريم الأديب/ الحماقي المنشاوي في احتفالية كبيرة سوف يقيمها اتحاد كُتّاب مصر وسوف يكون واحداً من ضمن خمسة أدباء يتم تكريمهم على مستوى جمهورية مصر العربية.

       تم توزيع بيان اتحاد كتاب مصر بشأن الممارسات الوحشية ضد المعتصمين في ميدان التحرير خلال المؤتمر، كما تم تشكيل لجنة من أعضاء الاتحاد من فرعي الدقهلية ودمياط لصياغة بيان عن أعضاء الاتحاد بحيث تكون منعقدة بصورة دائمة لصياغة موقف الكُتّاب مما يحدث أولاً بأول وفقاً لتطورات الأحداث مما يحدث في الموجة الثانية من ثورة 25 يناير، والتي بدأت منذ 19 من نوفمبر 2011. 

     وقال الشاعر/ سمير الأمير الذي قدم في كتاب المؤتمر قصيدة بالعامية بعنوان "أمك مش أمك": "لا يمكن اختصار الوطن في جماعات أياً كانت تلك الجماعات"، بينما يقول د.أشرف حسن عبد الرحمن صاحب دراسة "أنقذوا مصر والثورة من الفتنة الطائفية": "تم استبدال سلطة الأب القديم بأب جديد، وهناك أيدي خفية فيما يحدث الآن".

    "كان الفرد في العصر السابق وقبل السابق بلا قيمة" هذا ما قاله الناقد الأستاذ/ فكري داود صاحب دراسة "عندما عادت القيمة للفرد اندلعت الثورة (مجرد تعليق على بعض الظواهر)" وقد استشهد بقيمة الفرد لدينا في مصر وقيمته بإسرائيل وضرب مثل لصفقت الجندي "شاليط" الأخيرة.

       يجب أن يكون المثقف صاحب فكراً تنويرياً، فعلى "المثقف أن لا يكتب بشكل مباشر لليوم وفقط بل عليه أن يمتلك نظرة مستقبلية للغد" جاء ذلك على لسان الأديب الكبير ابن محافظة دمياط الأستاذ/ سمير الفيل الذي كتب دراسة بعنوان "الثقافة المصرية:محاولات التنوير وآليات التثوير (محاولة لفهم ما يحدث وتبيان دور المثقف في الفعل الثوري)" وأبدى "الفيل" تخوفه وقلقه الشديد مما سوف تسفر عنه نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة وما سوف تنتج عنه من تدهور وانحدار الثقافة ورجوعها إلى ما قبل عصر الغمام محمد عبده وما قبل عصر التنوير.

    ومن العبارات التي استوقفتني في كتاب المؤتمر كلمات الأستاذ/ إبراهيم جاد الله الذي كتب دراسة بحثاً بعنوان "مثقف ثورة أم ثورة مثقف؟ خيانة، واحتواء، واستشهاد" إذ يقول: "فما فعله نظام مبارك لم يفعله نظام عبد الناصر ولا حتى السادات، فقد نجح هذا النظام فير المثقف في إفساد الجميع، وكان المثقفون في العربة الأولى من قطار الفساد".

      وقبل أن نختتم تلك التغطية الموجزة لابد وأن نذكر بعضاُ من كلمة الأستاذ الدكتور/ محمود إسماعيل – رئيس المؤتمر إذ يقول: "لعل من المفيد أن نحاول فض الالتباس حول مصطلح "الثقافة" ومن ثم تعريف "المثقف" بعامة "والمثقف الثور" علي نحو خاص. من الحقائق الدافعة- قبل قيام الثورة وإلى الآن – أن المثقفين يخلطون بين مصطلح "المفكر" أو الفيلسوف وبين مصطلح "المثقف" من ثم يختلفون حول دلالة مصطلح "الثقافة" بداهة وحسبنا أن المفكر المرموق "الأب قنواتي" قد أجرى استبيانا بين خمسمائة من أعلام المثقفين بصدد مفهوم "الثقافة" انتهى إلى أن اثنين منهما لم يتفقا على تعريف واحد. وإذا كان مفكر مرموق مثل المرحوم "زكي نجيب محمود" قد عرف الثقافة بأنها جماع معارف المثقف وحصاد تجاربه التي استقرت في ذاكرته" فإن معظم الأكاديميين يرون إن الثقافة ما هي إلا إبداعات عقلية ووجدانية وروحية وأخلاقية فهي من ثم تشكل جانبا من جوانب "الحضارة" التي تضيف إلى ذلك الإنجازات المادية. إما الانثروبولوجيون فيرون أن مصطلحي الثقافة والحضارة ذات دلالات واحدة خصوصا المجتمعات البدائية. على أن الفيلسوف المعاصر "هابر ماس" يعرف الثقافة بأنها "نمط حياة" ومن ثم تختلف دلالتها بين المجتمعات المختلفة. وإذ ينحاز المفكر والأديب المغربي "محمد براده" لهذا التعريف فقد أضاف إليه بأن "نمط الحياة" ما هو إلا ترجمة سلوكية لخيال المثقف بمعنى أن المثقف الحقيقي هو الذي تتسق أفكاره مع سلوكياته".

     حضر المؤتمر كوكبة ونخبة كبيرة من الأدباء والشعراء والمثقفين من الدقهلية ودمياط والغربية والشرقية والقاهرة؛ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مع حفظ الألقاب: شوقي وافي، يوسف عبد الله، صفي الدين ريحان، محمد عبد المنعم عطا الله، علي عبد العزيز، علي عوض، محمد خيرت حماد، مجدي شلبي، أحمد الحديدي، حنان فتحي، فتحي البريشي، وحيد راغب، د.سمية عودة، د.علي السيد، محمود سلامة الهايشة، ممدوح صابر علوان، إبراهيم عطية، محمد الوصيف... وآخرون.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 434 مشاهدة
نشرت فى 25 نوفمبر 2011 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,701,729