زهرة الصبار المسافرة إلى الشمس بقلم/ محمد فريد عدس
الأديب الفنان/محمد العشماوي اسماعيل (تصوير:محمود الهايشة)
من بين ظلال الظلال والشتات والآمال الغاربة وتكثيفات المرارة التي تلف الحياة الأدبية للشباب ينطق موالا للعودة غريداً عذب النغمات عند محمد العشماوي.
ولعل هذه الرؤية المشرقة لدى شاعرنا هي التي تتيح له بادئ ذي بدئ مكانا منفرداً فهو لا يقف عند البكائيات بالمرئيات وندب الحظ العاثر ولكنه يواجه المرارة بإرادة شابة؛ ثم بديناميكية أكثر يمكنه أن يرحل عبر الأحزان باحثاً عن نسيانها بسرعة فائقة.. بل أن معادلة الحياة لديه هي الأمل فإذا ما جلنا في أشعار محمد العشماوي انزاحت سحابة هذا الاستغراب.. وانفجرت قضية ذات أهمية فدفقه الأمل والخصوبة لديه ترجع إلى التصاقه ببيئة مصر المعطاءة الخيرة علي عكس الذين غربوا بعقولهم.
والشاعر رغم محليته وإقليميته إلا أنه كشاعر يعبر فوق هذه الحدود إلى آفاق أرحب محلقاً.. وهو في كل ذلك ليس مجرد حالم أو قانع بمعطيات قائمة.
فعندما تتكاثف حوله الدوامات بشدة يقابل ما بين زهرة الصبار والياسمين في قصيدة تحمل هذا العنوان وحتى زهور العشماوي زهور مصرية تفوح بعطر مصر ومن ينبوع الأصالة المصرية عند شاعرنا يقيم من نفسه متراساً ودرعاً تتكسر عليه السهام المغرضة.
ويبرز خط شاعرنا العاطفي بصورة جلية في كتاباته للأغنية فالحب عنده عاطفة متبادلة وليست على الإطلاق من طرف واحد فالحب لديه لا يعني الصد والهجران والاغتراب واللوعة؛ تلك المعاني المتداولة بعقم في أغانينا الخالية وكلا الطرفية في حاجة ماسة للآخر.
ساحة النقاش