ثورة جديدة
المتابع لتاريخ الثورات يجد ان بعد كل ثورة يتم القصاص من أعداء الشعب الذين قهروه وأفقروه وأمرضوه واستولوا على ثرواته بل ويعاملونهم بأشد قسوة يسموهم بأعداء الشعب
أما في ثورة الشعب المصري فان ما يحدث يثير العجب فنستعمل كل أشكال الرحمة والشفقة مع أعداء الشعب حتى ان طائفة منهم خرجت لتقول لا الفساد فيهم نحن متأسفين ويقول آخرون لا تهينوهم فأنهم رموز لهذا البلد.
وذلك على الرغم مما حدث لكثير من أبناء هذا الشعب من ترويع وتعذيب وقتل وسجن وانتهاك للأعراض وسرقة وخوف من الاعتقال في نصف الليل او خطف من الشوارع مما أوصل أهل هذا البلد لان 9 مليون إنسان منهم يعيشون في عشوائيات اى منازل بلا سقوف وأحيانا بلا حوائط وملايين الشباب في ربيع العمر يضيع شبابهم بلا عمل وبلا زواج وبلا أسرة وما زالت هذه الحالة مستمرة ومرض أصاب الناس من افتك أنواع الأمراض من أورام وفشل كلوي وسرطان.
أنني أدعو ان نتنبه لهذا الطابور الخامس وادعوا إلى ثورة جديدة
يتم فيها مصادرة أموال الفاسدين والمفسدين لصالح الشعب لنعوضه عن سنين الحرمان ونقول لهم أننا آسفون على ما فرطنا في حقكم ونقول للفاسدين لا رحمة معكم ولتقطعن أيديكم جزاء لما كسبتم فهذا حكم الله على السارق وعلى المفسد.
وان الأمراض التي أصبت أهل هذا البلد نتيجة الفساد والفقر الذي عانى منه الكثير حتى تمتلئ خزائن اللصوص بالمليارات والجوع الذي عانى من الصغار وباتوا جوعي وأهلهم لا يملكون لهم شيء كل ذلك لا يكون جزاؤه الصفع بل الصفع والشباب والفتيات الذين كبرت أعمارهم دون ان يستطيعوا الزواج لا نقول لمن أعجزهم سامحكم الله فهذه رفاهية لا نقدر عليه بل نقول لأعدائهم سنسقيكم من نفس الكأس.
ولن نسمح بان يرد إلينا السارقون الفتات مما سرقوه لنتركهم بعد ذلك يتنعمون بما سرقوا بل سنأخذ منهم كل أموالهم وسنسقيهم الذل ليتجرعوه كما تجرعه الملايين على مدار السنين.
أنني ادعوا الشرفاء من الدعاة ان يخرجوا إلينا ليفتونا بالفتوة الحق فيا من سرق ونهب وعذب لن نترك حكم الله إلى أي حكم آخر.
بقلم: د. مصطفى سعيد – كاتب وأكاديمي مصري
ساحة النقاش