جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كيف يكون الرئيس القادم
مصر تحتاج إلي رئيس يقتدي بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ..
وقفة مع بعض ما جاء في سيرة الفاروق رضي الله عنه ، تخبرنا بمواصفات الرئيس الذي يستحق أن يحكم مصر ..
نريد رئيسا يبكي لبكاء أطفال لا يجدون الطعام .. كما جاء في سيرة الفاروق أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ طَافَ لَيْلَةً ، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِي جَوْفِ دَارٍ لَهَا ، وَحَوْلَهَا صِبْيَانٌ يَبْكُونَ ، وَإِذَا قِدْرٌ عَلَى النَّارِ قَدْ مَلَأَتْهَا مَاءً ، فَدَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْبَابِ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أَمَةَ اللهِ ! لأي شئ بُكَاءُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ ؟ فَقَالَتْ : بُكَاؤُهُمْ مِنَ الْجُوعِ . قَالَ : فَمَا هَذِهِ الْقِدْرُ الَّتِي عَلَى النَّارِ ؟ فَقَالَتْ : قَدْ جَعَلْتُ فِيهَا مَاءً هُوَ ذَا أُعَلِّلُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا ، وَأُوهِمُهُمْ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا . فَجَلَسَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَبَكَى ، قَالَ : ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَارِ الصَّدَقَةِ ، وَأَخَذَ غِرَارَةً ، وَجَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ وَشَحْمٍ وَتَمْرٍ وَثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ حَتَّى مَلَأَ الْغِرَارَةَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَسْلَمُ ! احْمِلْ عَلَيَّ . قَالَ : فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ . فَقَالَ لِي : لَا أُمَّ لَكَ يَا أَسْلَمُ ، أنت تحمل عني وزري يوم القيامة. قَالَ : فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلَ الْمَرْأَةِ ، قَالَ : وَأَخَذَ الْقِدْرَ فَجَعَلَ فِيهَا دَقِيقًا وَشَيْئًا مِنْ شَحْمٍ وتمر ، وجعل يحركه بيديه ، وَيَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ ، قَالَ أَسْلَمُ : وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ عَظِيمَةً ، فَرَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِ لِحْيَتِهِ ، حَتَّى طَبَخَ لَهُمْ ، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ وَيُطْعِمُهُمْ حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَبَضَ بِحِذَائِهِمْ كَأَنَّهُ سَبُعٌ ، وَخِفْتُ مِنْهُ أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى لَعِبُوا وَضَحِكُوا الصِّبْيَانُ . ثُمَّ قَامَ ، فَقَالَ : يَا أَسْلَمُ ! تَدْرِي لِمَ ربضت بحذاهم ؟ قُلْتُ : لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : رَأَيْتُهُمْ يَبْكُونَ ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْهَبَ وَأَدَعَهُمْ حَتَّى أَرَاهُمْ يَضْحَكُونَ ، فَلَمَّا ضَحِكُوا ؛ طَابَتْ نَفْسِي " ( الدينوري في المجالسة وابن عساكر في تاريخه ) أ.هـ
نريد رئيساً يعلم أنه مجرد بشر وليس فرعونا .. عن زيد بن ثابت قال: " رأيت على عمر مرقعة فيها سبعة عشرة رقعة فانصرفت إلى بيتي باكيا ثم عدت في طريقي فإذا عمر وعلى عاتقه قربة ماء وهو يتخلل الناس ، فقلت : يا أمير المؤمنين! فقال لي : لا تتكلم وأقول لك ، فسرت معه حتى صبها في بيت عجوز وعدنا إلى منزله فقلت له في ذلك فقال: إنه حضرني بعد مضيك رسول الروم ورسول الفرس فقالوا : لله درك يا عمر ! قد اجتمع الناس على علمك وفضلك وعدلك، فلما خرجوا من عندي تداخلني ما يتداخل البشر فقمت ففعلت بنفسي ما فعلت" أ.هـ
نريد رئيسا يعلم أن الله سيسأله عن العشوائيات في إمبابة وشبرا والوراق وحلوان وقري الصعيد .. يقول الفاروق : لو أن بغلة عثرت في أرض العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر " أ.هـ
نريد رئيسا يسأله الناس من أين لك هذا .. خطب عمر بن الخطاب يوما وعليه ثوبان فقال أيها الناس ألا تسمعون فقال سلمان لا نسمع فقال عمر ولم يا أبا عبد الله قال إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك ثوبان فقال لا تعجل ، يا عبد الله .. يا عبد الله .. فلم يجبه أحد فقال يا عبد الله بن عمر فقال لبيك يا أمير المؤمنين فقال نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك قال نعم اللهم نعم .. فقال سلمان أما الآن فقل نسمع . أ.هـ
نريد رئيساً يطلب من الشعب أن يعارضه وقت الخطأ يقول الفاروق يوم تولي الخلافة : إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول : الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه " أ.هـ
نريد رئيساً يحكم بالعدل ولا يعطل المرور ويغلق الطرق والكباري من أجل أن يمر بسيارته خوفا من غضب الناس .. قدم المرزبان (رسول كسرى) إلى المدينة يريد مقابلة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فأخذ يبحث عن قصر الخلافة وهو في شوق إلي رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت خوفا منه عروش كسرى وقيصر ولكنه لم يجد في المدينة قصرا ولا حراسا فسأل الناس : أين أمير المؤمنين عمر؟ فقالوا لا ندري ولكن لعله ذاك النائم تحت الشجرة فلم يصدق الرجل ما سمع فذهب إليه فإذا به عمر رضي الله عنه قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه بردته القديمة فوقف المرزبان مشدوها مستغربا وقال :حكمت ... فعَدلت ... فأمِنت ... فنِمت ... يا عمر " أ.هـ
نريد رئيساً لا يخشي في الحق لومة لا ئم .. لا يهادن اليهود والنصاري علي حساب الإسلام .. لا يهادن الغرب علي حساب الإسلام .. لا يفرط في قضايا أمته .. لا نريد رئيسا يتكلم بعجرفة .. لا نريد رئيسا يعاند شعبه ويأمر زبانيته بتعذيب الناس واعتقالهم ..
تعلّموا يا من تعتقدون أن رئاسة الجمهورية مغنما وليست مغرماً .. سيدنا عمر بن عبدالعزيز الذي حاكي تجربة الفاروق رضي الله عنه ، قام بتعيين عمر بن مزاحم مستشاراً خاصا له ، و قال له : " كن معي ، وراقبني ، فإذا رأيتني ضللت ، فأمسكني من تلابيبي ، وهزني هزاً شديداً، وقل لي اتقِ الله يا عمر فإنك ستموت " .
من منكم يقبل أن يخاطبه مسشاره بهذه اللغة ؟! بل من منكم يقبل أن ينزل إلي منطقة عشوائية ليحمل جوالا من دقيق فوق ظهره ليقدمه لامرأة فقيرة ؟!
إن مصر الآن تحتاج إلي رئيس يسير علي خطي الفاروق عمر بن الخطاب .. مصر ليست بحاجة لـ شبيحة ساويرس وسدنة شنودة .. مصر تحتاج إلي العدل والحرية والكرامة .. مصر تحتاج إلي رئيس تُكتب عنه أبيات مثل التي كتبها حافظ إبراهيم عن سيدنا عمر بن الخطاب في قصيدة العمرية الشهيرة :
وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا بين الرعية عطلا وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لـــــــــها سورا من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ببردة كاد طول الدهر يبليها
فهان في عينه ما كــــــــان يكبره من الأكاسر والدنيا بأيديها
وقال قوله حق أصبحت مثلا وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوما قرير العين هانيها
المصدر: المرصد الاسلامى
ساحة النقاش