تفاعل مع الواقع المرير للفقراء حيث قاده تفكيره إلى تأسيس جمعية ومستشفي مجاني من اجل مد يد العون للمحتاجين بمختلف الطرق وإدخال البسمة علي وجوه مريضة، فكان د. حمدي محفوظ أستاذ الكبد والجهاز الهضمي الذي اختار اشد المناطق فقراً بالصعيد لإقامة مشروعه "دار الخير" الذي مازال متعثرًا يبحث عن تمويل مادي أو تبرع بالأجهزة الطبية لافتتاحه في اقرب وقت.
افني د. حمدي حياته في خدمة المرضي ولكنه أراد أن يترك بصمة اكبر فقرر إنشاء مستشفي يقدم خدمات طبية مجانية لأهالي منطقة زرزارة بأسيوط التي تعد أفقر مناطق الصعيد حيث يعيش بها 300 ألف نسمة تحت خط الفقر. انشغاله بعمله كمدير مستشفي طب الأزهر الجامعي بأسيوط ورئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي جامعة الأزهر وما يقع عليه من أعباء ومسئوليات لم تقف عائقاً بينه وبين العمل الاجتماعي، فقد خصص جزءاً من وقته من اجل إتمام مشروعه الخيري الذي ظل يحلم به سنوات طويلة لاسيما انه يؤمن بأهمية التكافل الاجتماعي ويعتبر ذلك واجبًا علي كل فرد بالمجتمع.
بدأ د. حمدي المشروع من خلال تبرعه بقطعة ارض مساحتها 350 مترًا، وتمكن من تأسيس مبني المستشفي المكون من أربعة ادوار تضم كل التخصصات من مخ وأعصاب، كلي، جهاز هضمي، وحدات مناظير ومركز غسيل كلوي مجاني بالإضافة إلى ثلاثة طوابق أخرى شملت دار مسنين وفصول محو أمية وحضانة للأطفال ومسجدًا ليكون بذلك مجمعًا شاملاً يهدف إلى توفير الخدمات الأساسية وتغيير خريطة المنطقة والمساهمة في الارتقاء بها.
كما أن د. حمدي يسعي إلى تيسير زواج الفتيات و توفير مطالبهن عن طريق بنك العفاف الذي أسسه إلى جانب إتاحة فرص تدريب للشباب علي الحرف اليدوية، وأكد انه تمكن من التعاون مع عدد من أصدقائه الأطباء الذين ابدوا استعدادهم للتبرع بساعات عمل للكشف مجاناً علي الفقراء أسبوعيا.
يقف التمويل عقبة في وجه د. حمدي لاستكمال حلمه فمازال المستشفي في حاجة إلى الكثير من الأجهزة الطبية والمعدات ليكتمل المشروع ويصبح واقعًا ملموسًا يمتلئ بالمرضي الذين يبحثون عن العلاج، ولكنه يتمسك بالأمل في التواصل مع رجال الخير من الباحثين عن الأعمال الإنسانية.
نهي عابدين
المصدر: جريدة روز اليوسف
ساحة النقاش