اسامه ابوالسعود عبدالعال الزمرى

مدرس العلوم والاحياء


الحمد لله الذي خلق فسوى ، والذي قدّر فهدى . والصلاة والسلام على معلم الناس الخير الذي ما ترك شيئاً فيه نفعٌٌ وصلاح للأُمة إلا دلنا عليه وأرشدنا إليه . وبعد ؛

فإن لكل عضو في جسم الإنسان وظيفةً يؤديها ، ومهمةً يقوم بها ، لا فرق في ذلك بين عضوٍ صغيرٍ أو كبير ، ظاهرٍ أو باطن ، بسيطٍ أو مركب ، ولعل خير شاهدٍ على ذلك قوله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ( سورة القمر : 49 ) . وما روي في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل سُلامى من الناس عليه صدقة " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 2707 ، ص 442 ) .

 ولأن فضل الله تعالى على خلقه فضلٌ عظيم فقد يسّر لكل عضو من أعضاء جسم الإنسان كيفيةً معينةً ، أو طريقةً مُحددةً يمكنه من خلالها أداء طاعةٍ من الطاعات ، أو عبادةٍ من العبادات . وقد أشار إلى ذلك الشأن العلاّمة ابن القيم في كتابه ( الفوائد ) ، بقوله :
" لله على العبد في كل من أعضائه أمر ، وله عليه فيه نهي ، وله فيه نعمة ، وله به منفعة ولذة ، وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تُقدمه إليه وتقربه منه ، فإن شغل وقته بالعبودية تقدم إلى ربه ، وإن شغله بهوىً أو راحةٍ أو بطالةٍ تأخر ، فالعبد لا يزال في تقدم أو تأخر ، قال تعالى : } لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ  { ( سورة المدثر : 37 ) .

من هنا فإن على كل إنسان مسلم أن يستعمل هذه الأعضاء في مرضاة الله تعالى ، وأن يسخرها لطاعته جل في علاه ليلاً ونهاراً ، سراً وجهاراً دائماً وأبدا . وهنا تحضرني مقولةٌ طالما رددها فارس المنبر في عصرنا فضيلة الشيخ / عبد الحميد كشك ( رحمه الله وغفر له) في أشرطته المسجلة مبيناً فيها أن ذكر الله سبحانه وتعالى عبادة وطاعة غير مقصورة على اللسان وحده ، وإنما تشمل البدن كله كما يقول ، إذ إن ذكر العينين البكاء ، وذكر الأذنين الإصغاء ، وذكر اللسان الثناء ، وذكر اليدين العطاء ، وذكر البدن الوفاء ، وذكر القلب التسليم والرضاء ، وذكر الروح الخوف والرجاء  ، فيكون الإنسان بذلك ذاكراً لله تعالى كله .

فتأمل أخي في الله كيف اشتركت كثيرٌ من أعضاء الجسم في عبادة واحدة هي ذكر الله جل وعلا ، ثم قس على ذلك الصلاة التي يشترك فيها الإنسان كله جسمه وروحه وعقله ، والصيام الذي يشترك فيه البدن كله سمعاً وبصراً وبطنًا وفرجًا ولساناًُ وأطرافًا.

فأين نحن يا إخوة الإيمان من هذا الفضل العظيم ؟! .
وأين نحن من تسخير ما وهبنا الله تعالى من أعضاء لطاعته ورضاه ؟. 

وكيف نرضى أن تمر علينا الأوقات الطويلة دون أن نُشغل أنفسنا فيها بذكر الله تعالى وشكره على كريم فضله وعظيم نعمه ؟
وفق الله الجميع إلى صلاح النيات ، والمُسارعة إلى الخيرات ، والحمد لله رب الأرض والسموات .

elfananosama

mr.osama

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2011 بواسطة elfananosama

اسامه ابو السعود عبد العال الزمري

elfananosama
وقل رب زدني علما »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

36,601