جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
بلغة الأرقام والدراسات؛ فإن الطفل العربي يقرأ بمعدل 7 دقائق في السنة مقارنة مع الطفل الأمريكي الذي يقرأ بمعدل 6 دقائق يومياً |
استقراء ميول القراءة وما يقرؤه الأطفال"استقراء ميول القراءة ومايقرؤه الأطفال"؛ هذا العنوان يفترض أن أطفالنا يقرؤون، ولكن هل يقرأ أطفالنا حقاً ......؟؟بلغة الأرقام والدراسات؛ فإن الطفل العربي يقرأ بمعدل 7 دقائق في السنة مقارنة مع الطفل الأمريكي الذي يقرأ بمعدل 6 دقائق يومياً. أما الكتب والمطبوعات المخصصة للطفل في العالم العربي، فهي لاتتجاوز 400 كتاب في العام، في حين يبلغ نصيب الطفل الأمريكي مثلاً من الكتب في العام 13.260 كتاباً. ولئن كانت هذه الأرقام المرعبة تفجعنا في العالم العربي وتؤرقنا، فإن العالم الغربي يدق ناقوس الخطر أيضاً مع أن هذه الأرقام تبقى مشجعة بالنسبة إلينا، والمفارقة أن بلداً مثل الولايات المتحدة تتراجع فيها معدلات القراءة الحرة (الاطلاعية) بين صغار السن على نحو يعتبرونه مخيباً للآمال. كما أظهرت دراسة (عادات القراءة لدى الأمريكيين) الصادرة عن المنظمة الوقفية للفنون (NEA)، علماً أن أحد الأهداف الرئيسية التي طرحتها منظمة اليونسكو في اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف يوم 23 أبريل (نيسان)، هو تشجيع القراءة بين الناس، وخاصة الشباب. حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الأمريكيين يشاهدون التلفاز يومياً لمدة ساعتين تقريباً، ويمضون من الوقت في تصفح الإنترنت والاستماع إلى الموسيقا أو الاشتغال بأجهزتهم النقالة أضعاف المدة التي يقضونها في القراءة كما نشرت جريدة بوسطن جلوب Boston Globe) ) .ولكن لمَ كل هذه الضجة حول القراءة.... ؟؟؟ ولم تعقد كل هذه المؤتمرات والندوات، والأبحاث والدراسات..... ؟ وهل يهمنا فعلاً أن ندخل بهذا المريض المحتضر إلى غرفة العناية المشددة، ونستدعي كل الخبراء والمختصين لوضع خطة معافاة عاجلة ....؟؟أقول ربما ... ربما أننا لا نعي تماماً أهمية القراءة في حياتنا فهي ليست مجرد هواية نمارسها يومياً، بل إنها من أنبل الحاجات البشرية، وأول الأوامر الإلهية التي خاطب الله تعالى بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...( [العلق96/1] ثم تتكرر مرة أخرى في نفس السورة )اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ... ( [العلق 96/3] ففيها دعوة إلهية صريحة للإنسان أن يقرأ ويتفكر، وبقراءة أعمق كأن الخطاب الإلهي يشير إليها على أنها مفتاح للحياة الخيّرة. ومهما تجاهلنا الكتاب (إلا أننا في عصر المعلومات وتفجر المعارف وثورة الاتصال لن نستطيع أن نحتفظ بجهلنا أو تجاهلنا للكتاب، لن نستطيع أن ندخل حلبة السباق العالمي من دون كتاب. لقد أصبحت الأمم تقاس بمقدار ما تحمله من ثروة المعلومات، لا بمقدار ما تملكه من ثروة المال وقوة السلاح وتطاول المداخن الشاهقة وناطحات السحاب).[أولوية القراءة في حياة الإنسان: محمد عدنان سالم].وفي عام 1823 قال ستامفورد رافلز Stamford Raffles مؤسس سنغافورة: إن التعليم يجب أن يتسابق مع التجارة حتى يتوازن الخير مع الشر. وفي تلك السنة قام بتأسيس أول مؤسسة تعليمية في الجزيرة، وأصّل بذلك لأهمية العلم والمعرفة في تلك البقعة المنسية من العالم.ولئن كانت القراءة أداة الإنسان الرئيسية لاكتساب المعرفة والاتصال بالآخرين، ووسيلته للرقي والتقدم، فإن عزوف الناس عن القراءة، بات أمراً يؤرق قطاعات عديدة في جميع أرجاء العالم، وهو معطى له ارتباط وثيق بتطورات التقنية وثورة المعلومات وتعدد وسائط المعرفة، حيث بات بإمكان الفرد أن يشبع نهمه إلى المعرفة بوسائط بديلة، وتقنيات جديدة ومرنة تؤمن له المعلومة بكبسة زر.وتبدو هذه المشكلة متأصلة لدينا بشكل أعمق؛ فلا المؤسسة االتعليمية تنمي من قيم القراءة الحرة أو البحث، أو ترسخ لثقافة الخلق والإبداع عند الطلاب والنشء، ولا الأسرة على مستوى كافٍ من الوعي لتدرك أن البدايات التربوية الجيدة تبدأ دائماً في المنزل، وأن (الرضيع بحاجة إلى الحليب و الحنان، وإلى الحكاية). فالطفل عند ديوي مثلاً هو محور البداية، والمركز والشمس التي ينبغي أن تدور حولها العملية التربوية، بعد أن أثبتت الدراسات أن الطفل في هذه المرحلة يتمتع بـ 70% من نسبة الذكاء، وبالتالي فإن تميزه في السنوات الأولى من الدراسة يعزى إلى حرص الأبوين على تزويد ابنهما بمهارات القراءة والكتابة، والمعارف التي تصقل قدرتَه وتطور ميولَه. فحب القراءة يفعل مع الطفل أشياء كثيرة ، فإنه يفتح الأبواب أمامه نحو الفضول والاستطلاع ، وينمي رغبته لرؤية أماكن يتخيلها ، ويقلل مشاعر الوحدة والملل ، ويخلق أمامه نماذج يتمثلُ أدوارها. وفي النهاية ، تغير القراءة أسلوب حياة الأطفال. فالهدف من القراءة أن نجعل الأطفال مفكرين باحثين مبتكرين؛ يبحثون عن الحقائق والمعرفة بأنفسهم ، ومن أجل منفعتهم ، مما يساعدهم في المستقبل على الدخول في العالم كمخترعين ومبدعين.وبالتالي فإن الدول المتقدمة تهتم بهؤلاء الأطفال وتراهن على المستقبل من خلالهم، هؤلاء الأطفال بينما تعيش الدول العربية في خطر حقيقي لأنها لاتهتم بطفل ماقبل المدرسة، إلا مارحم ربي من المجتمعات التي أدركت ضرورة العمل على تطوير القدرات العقلية لأطفال ماقبل المدرسة وكان لها برامج مميزة في هذا المجال.فلنلق نظرة الآن على الواقع القرائي الجديد والعوامل التي أثرت فيه، فالتقدم التكنولوجي في وسائل الإعلام من تلفزيون وإنترنت ووسائط متعددة، فرض هيمنة معرفية وثقافية معينة، تعتمد عناصر جذب جديدة من حيث الصورة واللون والحركة تحتل 75% من الصورة الذهنية عند الإنسان، مما أدى إلى تراجع الكتاب بصورته التقليدية كوسيلة اتصال قديمة، وكأنه كان أصلاً بحاجة إلى هذه المنافسة. لكن من يدري قد تكون هذه المنافسة في مصلحة القراءة آخراً إن قامت بثورة حقيقية على أطرها التقليدية لربطها بآخر معطيات الحضارة ......وبعد هذه المقدمة الطويلة العريضة التي أردت أن أبين فيها حقيقة تراجع نسبِ القراءة وأسبابها، قبل أن أصل لاستقراء ميول أطفال اليوم فيما يقرؤون وفيما يجذبهم من عناوين أو مواضيع، ومايحكمُ قراءاتِهم، وأين وصلت العلاقة بين الطفل والكتاب.وهنا لابد من الاستعانة بمحركات البحث على شبكة الإنترنت للاطلاع على آخر الدراسات والإحصائيات المنشورة في هذا الخصوص، وآخر المستجدات في عالم القراءة.ففي دراسة قامت بها مؤسسة رينيسانس Renaissance Learning نشرت بتاريخ 20/10/2010 بعنوان(كتاب عادات القراءة للطلاب في المدارس الأمريكية، 2011) تذكر أن أكثر الكتب قراءة الآن تتأثر بصناعة الأفلام، فطالما اشتهر فيلم ما يعتمد على قصة ما، ترتفع نسبة مبيعات هذه القصة بسرعة خيالية، وهذه النتيجة تعطينا فكرة واضحة عن أهم الاتجاهات في ميول القراءة عند الأطفال والناشئة الآن. فأفلام هاري بوتر وسيد الخواتم، وسلسلة Twilight التي تعتمد على قصص مصاصي الدماء، حققت نسب مبيعات عالية بالنسبة لأعمار المراهقين...... وكذلك أحدث الأفلام مثل (مذكرات الطفل ويمبي) ، و فيلم (سارق البرق) التي استطاعت أن تتفوق على سلسلة قصص Twilight وتزيحها بسرعة عن القائمة التي تربعت عليها العام الماضي. وفي تقرير شركة Scholastic الذي قدمته بالتعاون مع شركة Yankelovich في عام 2008 وقامت فيه بإجراء مسح لدراسة العوامل التي تشكل علاقة الطفل مع الكتاب والقراءة الآن ، وعلى أعتاب القرن الحادي والعشرين؛وكانت هذه بعض نتائج الدراسة:- أغلبية الأطفال يقولون إنهم يقرؤون من أجل متعة القراءة، ومعظمهم يرون وجود علاقة بين القراءة والنجاح ، فالقراءة شرط أساسي للنجاح.- واحد من أربعة أطفال في سن مابين 5-7 سنوات يقرؤون يومياً من أجل متعة القراءة، بينما أكثر من نصف الأطفال المشمولين في هذا المسح يقرؤون مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً من أجل متعة القراءة أيضاً.- تساعد الإنترنت على الإندماج في القراءة أكثر، فالأطفال يلجؤون للبحث عن عناوين أخرى أعجبتهم من نفس السلسة أو لنفس المؤلف، ويتواصلون مع المؤلف عبر موقعه، وقد يتشاركون في مناقشة مايقرؤون مع قراء آخرين.- ينخفض عدد الكتب التي يقرؤها الأطفال بشكل مطرد كلما تقدم بهم العمر، وعند الصبيان أكثر من البنات.- يدرك الأطفال تماماً أن القراءة هي شرط أساسي للنجاح ، وتسعة من أصل عشرة أطفال يدركون تماماً أن عليهم أن يكونوا قراء جيدين ليتمكنوا من الالتحاق بالجامعة مستقبلاً.- يعتقد الأطفال أن التكنولوجيا سترفد عملية القراءة ولكنها لن تلغي الكتاب.- غالبية الأطفال بنسبة 62% يفضلون قراءة كتاب ورقي على القراءة على أجهزة الكمبيوتر.- اثنان من ثلاثة أطفال في سن مابين 9 – 17 سنة يمارسون تجربة القراءة على الإنترنت.- هناك علاقة واضحة: الآباء الذين يقرؤون كثيراً، من المرجح أن يكون أطفالهم قراء جيدين.- 82% من الأهل يرغبون أن يقبل أطفالهم على القراءة، ويلجؤون إلى استراتيجيات جديدة لتشجيع أطفالهم.- 78% من الأهل يستمتعون بمشاركة أطفالهم قراءة هاري بوتر، و84% من الأطفال الذين قرؤوا هاري بوتر أصبحوا شغوفين بالقراءة. أما في اللاذقية فقد قام مركز "زاد ترين للتدريب والتنمية" بدراسة ميدانية احصائية حول المطالعة عند الأطفال والعادات المتعلقة بها، وقد اعتمد على عينة من 242 عائلة من اللاذقية ذات مستوى تعليمي ومادي جيد، و ذلك بهدف التعرف على حال المطالعة والكتاب عند الأطفال ونوعية قراءاتهم، بالإضافة إلى التعرف على بعض العاداتالمتعلقة بالقراءة عند العائلات، وتوجيه أنظار الأهل لأهمية الموضوع و ضرورة زرع عادة القراءة في أطفالهم :وقد بينت الدراسة ما يلي:85% من الأسر يملكُ طفلُها مكتبةً خاصةً بهِ في المنزل أو حتى رفاً خاصاً بكتبه (غير المدرسية)أما عدد الكتب الخاصة بكل طفل منها فتتراوح :24% من هؤلاء الأطفال لديهم أقل من عشر كتب، 30% لديهم أقل من 25 كتاباً، و 34% منهم لديهم أقل من 50 كتاباً، و 11% فقط يملكون أكثر من 50 كتاباً.وبالنسبة لنوعية الكتب التي هي موضوع نقاشنا اليوم فنسبة 30% منها قصص وروايات، 22 % كتب دينية، 19% ألغاز ومسابقات وألعاب، 13% كتب علمية ، 7 % كتب داعمة للمنهج المدرسي ، 5 % كتب تاريخية و 0.77% مجلات أطفال.يبقى لدي أخيراً تجربتنا المتواضعة في موقعنا على الإنترنت، موقع عالم زمزم من خلال باب نادي القراءة. وقد استطعنا من خلال استبيان لزوار الموقع استقصاء ميولهم القرائية، والموضوعات التي يقرؤون فيها، وهذه الدراسة كانت بين عامي 2007 إلى عام 2010، وكان غالبية زوارنا بين عمر 10 سنوات إلى 17 سنة معظمهم من سورية، فلسطين، السعودية، الجزائر وبلدان الخليج العربي.وقد خرجنا من هذه الدراسة بالأرقام التالية:القصص الخيالية و المغامرات: 51%الكتب العلمية: 15%القصص: 10%المواضيع الدينية: 9%جميع المواضيع: 8%الكتب التاريخية: 7%ختاماً، ومن تجربتنا صباحاً في ورشة استقراء ميول القراءة، ومن عدة نشاطات نظمناها في دارالفكر للقراءة للأطفال أقول أن أطفالنا بحاجة إلينا:لتحبيبهم بالقراءةلتخليصهم من أسلوب التلقيلإطلاق العنان لإبداعاتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهموهم بحاجة لتضافر جهودنا، أوأكثر من ذلك لإعلان حالة الاستنفار. |
|
|
أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
ساحة النقاش