أبي.....أبتسم لأجلي
التفتت حولي والهم يغلفني
والحزن اصبح جداراً لغرفتي
سمعت صوت الباب يغلق....
إذاً ذهبت يا أبي إلى العمل كما في كل يوم.
نظرت من نافذة الألم لأرى شبح والدي
يبتعد رويداً رويداً
ودعتهُ بعيناي الوداع الأخير
مسحت دموعي بكمي قميصي
أمسكت قلمي الذي أصبح صغيراً
ودفتري الذي بقيت منهُ صفحتاً واحدتاً
وكتبت...
أبي آسفة ....سأتركك اليوم..فجاءه مثلما جئت لهذه الحياة فجاءه
سأتركك مع صمتك ...
لتعاني الحزن والوحدة ...
لكن هذا ما شاءهُ لي من ترجع لهُ الأرواح الطاهرة...(أمسكت قلبي الذي زادت نبضاتهُ...ثم مسحت
جبيني الذي بدأت تسيل منهُ حبات العرق...لكن ليس من الحر هذه المرة...بدأت يدي تنتفض لكني لازلت ممسكة بقلمي..)
أبي الحبيب..لن أقول لك إنساني ..بل سأقول تناسيني..وعش حياتك على إني لم أكن يوماً هنا...
لقد شقوتك في الحياة ..اعترف..لكن آن لروحي إن ترجع لربها وترتاح وتريحك...
.سأموت و أنا أتذكر آخر دمعه ذرفتها صباحاً على الإفطار....لكنك يجب إن تتذكر عندما
أموت آخر بسمة وجهتها لك على الإفطار ذاته....
أبي ابتسم من اجلي..فالحياة لا تتوقف على أنساناً واحد.
ابنتك أنا.
سقط القلم من يدها ..ووقعت يدها على كوب الماء ليمحي كل كلامها إلا... فالحياة لا تتوقف على أنساناً واحد
ساحة النقاش