أنا والرئيس السابق.. جيران!
منذ عام 1984 وحتى قبل أيام، حضرت مناسبات عديدة شارك فيها الرئيس السابق حسنىمبارك، ولم يخطر ببالى أبداً أنه سيأتى يوم أتواجد فيه أنا والرئيس فى مستشفى واحد لتلقى العلاج!.
أول مرة شاهدت فيها الرئيس السابق مباركعن قرب كانت عام 1984 فى الاحتفال باليوبيل الماسى لجامعة القاهرة، أى ذكرى مرور 75 عاماً على إنشاء أهم وأعرق جامعة فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط.
أقيم الاحتفال بقاعة الاحتفالات الكبرى فى جامعة القاهرة، كانت تسمى قاعة جمال عبد الناصر، ثم تغير اسمها فى عهد سلفه السادات إلى قاعة جامعة القاهرة، مثل بحيرة السد واستاد القاهرة الدولى، وغيرها من المنشآت التى كانت تحمل اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وإضافة إلى ما يطلق عليهم كبار رجال الدولة، الحكومة ومجلسى الشعب والشورى، حضر الاحتفال عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، وبعض الأستاذة من جامعة القاهرة، ورؤساء اتحادات الطلاب، ومنت علينا الجامعة بشراء بدلة وقميص وكرافتة، حتى يبدو أعضاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة آخر شياكة.
أتذكر جيداً أنه تم تجميعنا فى كلية الهندسة قبل بدء الاحتفال بساعات، حيث جرى تفتيشنا بدقة، ثم خرجنا فى طابور تحت حراسة مشددة من الحرس الجمهورى إلى مبنى جامعة القاهرة، حيث خضعنا للتفتيش والتدقيق عدة مرات، قبل أن ندخل قاعة الاحتفالات، ويبدأ الاحتفال بالعيد الماسى لجامعة القاهرة.. وقررت بعدها ألا أحضر أية مناسبة يحضرها الرئيس، ولم أحافظ على هذا القرار أبداً، لا مع مبارك ولا مع غيره من رؤساء آخرين التقيتهم.
كانت هذه المرة الأولى، أما الأخيرة فكانت قبل أيام، حين دخلت المركز الطبى العالمى بطريق الإسماعيلية لإجراء جراحة.. لم أختر مكانها، وإنما فرضها الطبيب الذى لا يجرى جراحاته سوى فى هذا المستشفى.
أقمت فى الطابق الرابع، بينما يقيم مبارك فى الطابق الخامس، لم أشاهده، ولم أحاول التسلل إلى حيث يقيم، باعتبارى صحفياً، وبما أننى قريب من الرئيس السابق ويفرق بيننا دور واحد، فما المانع من المحاولة، لكننى كنت فى مهمة علاجية وليست صحفية.
تحيط بالرئيس السابق إجراءات أمنية غير ملحوظة، لكن الوضع يتغير حين يخرج للمحاكمة، أو يعود، عندها فقط تغلق أبواب المستشفى، ويتحول إلى ثكنة عسكرية، وتظهر المدرعات والمصفحات فى كل مكان، بينما لا يلحظها أحد فى غير هذين التوقيتين.. أما كل من أعرفهم فعلقوا قائلين: "أنت والريس بتتعالجوا فى مستشفى واحد!
ساحة النقاش