جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اعلام الغرب بين الفرحة والصدمة ..
ردود الأفعال حول محاكمة مبارك
|
|
|
مبارك في قفص الاتهام |
|
|
سلطت كافة وسائل الإعلام في العالم الغربي الضوء على محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك التي بدأت وقائعها يوم الأربعاء الماضي، بين من يرى أن مبارك حاول استدرار عطف المصريين بظهوره داخل قفص الاتهام ممد على سرير طبي، وبين من يؤكد أن محاكمة مبارك تعتبر إهانة كبيرة له بعد ثلاثة عقود قضاها رئيساً لأكبر دولة عربية.
إلا أن الجميع أتفق على أن محاكمة الرئيس المصري السابق تعد حدثاً تاريخياً وعظة لكافة حكام الدول العربية الذين تناسوا أنهم في خدمة شعوبهم وراحوا يقتلون أبناء وطنهم للتمسك بالحكم طيلة الحياة.
صدمة كبيرة
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها، يوم الخميس أن حالة من الصدمة لا تزال يعيشها المصريون جراء ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قفص المحكمة.
وقالت الشبكة البريطانية في تقريرها الذي إن الحوار الذي تتداوله السنة المصريون في شهر رمضان وحتى على مائدة الإفطار هو ظهور مبارك في قفص المحكمة .
ولفتت إلى حالة التخبط والمزيج بين السعادة والتعاطف معه حيث يرى البعض انه يستحق ما يجري له والبعض يطالب باحترام «أب الأمة» وقائد حرب 1973 على حد قولهم .
وأشارت إلى تهكم الكثيرين على دخول مبارك إلى قفص المحكمة على سرير العلاج ، لافتين إلى أن هذه ليست سوى تمثيلية يلعبها هو ومحاميه فريد الديب لكسب تعاطف المصريين.
وقالت انه بالرغم من تباين آراء الشعب المصري حول محاكمة رئيسهم السابق إلا أن الجميع اتفق على أن هذه المحاكمة تعد نقطة تحول ونقطة فارقة بالنسبة للتاريخ المصري لكونه أول رئيس جمهورية يمثل أمام المحكمة ويدخل قفص المحاكمة .
الديكتاتور وأبنائه
من جانبه، أكد الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك الخميس أن مثول الرئيس المصري السابق حسني مبارك أمام المحكمة أثبت للثوار أن ثورتهم حقيقية، فالمشهد الذي ظهر فيه مبارك وأبنائه في قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة يعتبر حدثاً تاريخياً في تاريخ مصر.
وقال فيسك - في مقال له بصحيفة «الاندبندنت» البريطانية - الذي حمل عنوان «الديكتاتور وأبنائه يواجهون غضب الأمة التي لطالما روعها»، إنه رغم المحاولات الكثيرة التي قام بها مبارك لإبعاد عيون الكاميرات عنه ووضع يده في انفه وعلى فمه عدة مرات إلا انه عيونه مازالت متغطرسة.
ويضيف الكاتب أن مبارك مازال لديه نفس نزعة الكبرياء، فعندما أجاب على القاضي "أفندم أنا هنا" فكأنه يقول لكم الشرف بأنني بينكم.
وتابع فيسك: "إن أبناؤه بدوا في زيهم الأبيض كأنهم في مباراة تنس وكانوا يحاولون الوقوف أمام والدهم حتى يخفوا أعين الكاميرا عنه".
بداية الإصلاحات
رأت صحيفة «التايمز» البريطانية أنه "كان من الممكن خدمة أمن الغرب ورخاء الشعوب العربية إذا تم تسوية النزاعات الاجتماعية في إطار حكومات دستورية وعدالة نزيهة".
وأوضحت الصحيفة أن "محاكمة مبارك جزء من دافع الإصلاحات التي أثارت الحركات الاحتجاجية في المنطقة"، إلا أنها ربطت تحقيق هذا الإصلاح بنجاح تحقيق العدالة على أرض الواقع.
وأشارت إلى أنه إذا تم المماطلة في القضية بدون حكم أو إذا مات مبارك قبل انتهاء القضية "فإنه لن يكون هناك بالنسبة للمصريين مسئولية معروفة عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم"
الإهانة الكبرى
وتحت عنوان "مبارك الراقد في سرير يدفع ببراءته" وصفت صحيفة واشنطن بوست المشهد الذي خرج فيه الرئيس السابق للعالم في أولى جلسات محاكمته.
وقالت الصحيفة إن مبارك بدا "شاحب اللون ومريضا في سريره وعيناه محمرتان إلا انه كان واعيا بما يدور حوله ولم يظهر إلا القليل من المشاعر حول ما يجري, شأنه في ذلك شأن نجليه اللذين بذلا جهدهما في الوقوف أمام سريره لمنع الصحافيين من التقاط أي صور له".
وترى الصحيفة أن الظهور الأول لمبارك للعلن منذ العاشر من فبراير الماضي عندما أعلن رفضه الاستقالة, ومثوله الآن لمحاكمة علنية تعتبر «أكبر إهانة» لمبارك منذ تخليه عن الحكم إلا أنها ترضي الثوار المصريين لأنها تعتبر المطلب الأساسي للثورة.
قيمة تاريخية
أما صحيفة «لو فيجارو» فرأت أن محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، التي بدأت بالقاهرة أمس تحمل قيمة رمزية وتاريخية في المنطقة العربية.
وقالت الصحيفة: "إنه في العالم العربي ، حيث يبقى المستبدون للأبد ويسلمون حكمهم لأبنائهم، تحمل محاكمة مبارك قيمة رمزية عالية".
وتعتقد الصحيفة أن العسكريين الذين يتولون إدارة شئون البلاد منذ تنحي مبارك عن السلطة في فبراير الماضي يرضون الرأي العام بهذه القضية دون التخلي عن شيء عن سلطتهم أو الاضطرار إلى الاستجابة لمطالب المعارضة بالإصلاح.
وذكرت أن "مبارك لا يحاكم على طريقة حكمة على مدار الثلاثين عاما الأخيرة، بل على الثراء غير الشرعي".
عقود الديكتاتورية
|
|
|
ثورة يناير |
|
|
وصحيفة «زالتسبورجر ناخريشتن» النمساوية أكدت أن محاكمة مبارك ستسهم في إقامة المستقبل السياسي لمصر.
وأشارت إلي أنه لا أحد يمكنه أن يتوقع انه عقب عقود من الديكتاتورية أن تتحول مصر سريعاً عبر ثورة إلي دولة ديمقراطية راسخة.
وأضافت أن الطريق إلي الاستقرار السياسي والنظام الديمقراطي ومشاركة جميع الطبقات الاجتماعية في المسئولية السياسية مازال طويلاً, حيث يتعين علي مصر تعلم كيفية التعامل مع توترات اجتماعية وثقافية كبيرة.
أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
ساحة النقاش