مازالت د سلوى حمادة تتحفنا بأفكار لخدمة اللغة العربية والقرآن الكريم.
ففي مؤتمر عن النماذج الجديد وتقنية المعلومات والذي أقيم بالغردقة الأسبوع الماضي قدمت بحثا بعنوان قياس مدى تأثر الكتاب بنص القرآن الكريم .
وإجابة عن سؤال عن سبب اختيارها لهذا الموضوع قالت: اعتدت أن ينشر لي مقالات باللغة العربية على النت سواء في مواقع علمية أو صحفية أو منتديات وفوجئت عند بحثي عنها لمعرفة تعليقات الناس أنها تنشر في مواقع نضالية مثل الفلسطينية أو ثورة السودان ومواقع في دول أخرى وتعجبت مال أبحاثي وهذه المواقع وبعد بحث وتفكير اكتشفت أن نسبة استخدامي لألفاظ إسلامية وعربية كثيرة مما يجعل محركات البحث الخاصة بهذه المواقع تفترض في هذا النهج.
أي أن شخصيتي المسلمة والعربية تظهر جدا في كلامي وأبحاثي ومقالاتي. ومن ثم قررت أن أتجنب ظهور هذه الشخصية في البحث العلمي وأبرزها في المقالات الحياتية أو كتاباتي العامة.
وتذكرت بحث قديم اسميه ما وراء الكلمات أو مغزى الكلام وهي سياسة الخطباء في المناصب العليا والمؤثرة.
إن خطب الرؤساء الأمريكان لا تكتب هكذا من وحي خبرتهم أو خبرة من يكتب لهم بل تقاس بالقلم والمسطرة وما مدى تأثيرها على السامعين طبقا لمواصفات السامعين .
فمثلا في أحد خطب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كان يخطب خطبة عن تحسن العلاقات الأمريكية العربية وما اتهم العرب قط إلا أنه كان وراء كل جملة تذكر العرب يذكر جملة ضمن السياق يهاجم فيها الإرهاب والتطرف.
وبحصر الكلمات التي تخص العرب وجد أنها تطابق في العدد الكلمات التي تحمل مفهوم الارهاب. ومن هنا يتم ربط العرب بالإرهاب في تفكير المستقبل للخطبة.
ومن الطريف أنه وجد أن الكاتب نجيب محفوظ -والذي اتهم بالعلمانية من قبل البعض - من أكثر الكتاب تأثر بالقرآن الكريم بلفظه ونحوه وتراكيبه ودلالاته. وأيضا تمكنه من التحوير في كتابة بعض الآيات لخدمة نصه.
وهذا مقترح البحث المقدم للمؤتمر يفيد في اكتشاف السرقات النصية وتحقيق المخطوطات وحفظ حقوق المؤلف ويفيدك عزيزي القارئ في فهم توجهاتك الكتابية وتأثرك بالقرآن أو أي نص آخر.
وطبعا نعاني من نقص الموارد اللغوية للبنية التحتية لهذه البرامج من حيث قواعد المعلومات وبرامج التحليل الصرفي والدلالي ولكن كان علينا أن نبدأ ولو بفكرة والعمل عليها ونأمل أن يكتمل مشروعنا ويرى النور.
