جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أنين جسد المصريين المباح
حامد عبد الحليم الأطير
(جريدة شباب مصر)
4/1/2008 12:37:00 AM
الى متى يظل جسد الشعب المصرى الطيب منتهكا ًو مباحاً من قوى الدمار والظلام فاقدى الضمير والحس الإنسانى وإلى متى يظل مشرطهم مشرعاً ومسلولاً لتقطيع أوصال هذا الجسد المنهك دون خوفاً من حساب أو عقاب أو مسائلة .
لقد تآمرت على هذا الشعب الطيب مافيا الثراء المحرم والتربح الحرام وكونت ما يشبه الطابور الخامس وجعلت حياته جحيماً وسممت له مأكله ومشربه ودوائه .
وأصبح من النادر أن يمر يوماً دون أن يفقأ أعيننا خبراً عن ضبط أحدهم وقد يكون أحدهم هذا مصنع أو شركة أو فرد وهو يبيع اللحوم الفاسدةً ومنتجاتها أو غيرها من المواد الغذائية منتهية الصلاحية .
والمصيبة الكبرى أن تلك المافيا لم تتورع عن غش الدواء وبيعه للمرضى المتألمين المتوجعين والتى قد تكون حياتهم متعلقة بقرص الدواء والذى قد يكون أملهم الوحيد لنيل الشفاء إلا أن هؤلاء السفاحون يأبوا لهم هذا الشفاء بل ويرسلونهم إلى قبورهم بآلامهم وأوجاعهم على غير موعد دون وازع من ضمير .
وصور الغش وأساليبه تتعدد عند هؤلاء المجرمون فأصحاب مزارع الدواجن مثلاً يخلطوا طعام وشراب الدواجن بحقن منع الحمل وأقراص التتراسيكيلين لزيادة الوزن والتحصين ضد الأمراض وهذه الأدوية ضارة بالأنسان ويظل تأثيرها السام باللحوم حتى بعد طهيها كما أنهم يضعون الملح بطعامها قبيل البيع لتشرب ماء بكميات كبيرة ليزيدوا من أوزانها .
وأصحاب مزارع الأسماك يقوموا بتجميع مخلفات مزارع الدواجن والحيوانات والطيور النافقة ويلقوا بها للأسماك تتغذى عليها كما أنهم من أجل زيادة الوزن والحجم يغذوا الأسماك بالهرمونات لتجعله وحيد النوع أى إناث فقط حتى لايكون هناك ذكور غير مهذبة تفقد وزنها بممارسة الجنس مع الإناث !!
والجزارون يقوموا بتسريح عدد من السماسرة لإبلاغهم عن المواشى المريضة والتى يأس أصحابها من علاجها وأوشرفت على الموت فيشتروها من أصحابها بثمن بخس ويذبحوها خارج المجازر ويقومون ببيعها إلى مطاعم الكباب والكفتة وبأسعار خاصة جداً لأنهم يعلمون مصدرها وقد يبيعوا جزء منها بمحلاتهم وعند الوزن يضعوا لكل زبون قطعة وسط اللحمة السليمة.
وقد يبيعون لحم الخيل والحمير والقطط والكلاب على أنه لحم بقرى أو جاموسى ويعتقدون أننا مثل بعض دول آسيا التى يستسيغ أهلها تلك اللحوم ويستمتعوا بأكلها.
كما أنهم يحصلون بواسطة صبيانهم على الحيوانات النافقة ويقوموا بسلخها ويسلمونها لمصانع اللحم المفروم ليصنع منها اللنشون والسجأ والبيفى وغيره .
ومصانع الألبان وبائعيها يستخدمون آلاف الحيل لإبقاء اللبن حليب غير متجمد وإضافة الماء اليه ويستخدمون الفورمالين وماشابه من مواد مدمرو للصحة فى صناعة الجبن ويحرمون الرضع من البانهم ويستخدموا هذه الألبان المستوردة والمدعومة من الدولة فى صناعتهم ويغشون الزبد البلدى حيث يضيفون للسمن الصناعى نكهة البلدى للطعم ولبن البودرة ليبقى مورتة بعد تسييحه والخميرة لإعطاء اللون المطلوب.
وزيوت السيارات وشحومها يتم غشها وتعبئتهأ فى عبوات ماركات معروفة وتطرح للبيع هى وقطع الغيار المغشوشة لتفسد السيارات وتتسبب فى حصد أرواح الأبريا .
ورغيف الخبز يتم السرقة من وزنه ولإخفاء هذه السرقة يتم تهدئه النار وتسريع السير الحامل للخبز داخل بيت النار فلا يأخذ وقته المطلوب لخبزه ولايجف الماء بالرغيف فيخرج غير ناضج و ثقيل الوزن بسبب الماء وعليك أن تتركه أو تعيد خبزه إن أردت أن تأكله .
تلك كانت أمثلة قليلة لما تفعله عصابات القتل وكتائب السفاحين ومافيا مصاصى الدماء وغيض من فيض لما يجرى لنا تحت سمع وبصر كل الأجهزة الرقابية التى يبدو أنها تمارس عملها فى بلد شقيق وليس فى بلدنا أو أنها متواطئة ومتحالفة مع هذه القوى المدمرة بدافع الإتاوات التى تدفع لهم أو بدافع الخوف من نفوذ تلك القوى الظلامية خاصة وأن كثيراً من أصحاب المصانع والصناعات أصبحوا ألآن من متنفذى هذا البلد وحاكميه وأسألوا عن سعر الحديد والأسمنت وحتى الفول والفلافل وحزمة الجرجير لتعلموا كم يتحمل هذ الشعب الصابر ًمن غلاء وإبتلاء ووباء .
ورغم هذا تجده ينتظر غداً لن يأتى أبداً أبداً أبداً
ساحة النقاش