لماذا تطالبون اسرائيل بالتفاوض ورد الأرض ؟حامد الأطيرجريدة شباب مصر 4/2/2010 |
الكثير من الساسة والكتاب العرب يتهم اسرائيل بأنها لا تريد السلام ولا تسعى اليه .. وبأنها تلتف وتراوغ للهروب من المفاوضات مع العرب اصحاب الأرض المحتلة .. وذلك لتكسب الوقت وترسخ وتكرس احتلالها للأرض .. ويلومونها على سياستها واساليبها المراوغة .. وأنا بدورى اسألهم .. وما الذى يجبر اسرائيل على مفاوضة العرب ورد ما استولت عليه من اراضى ؟ وما الذى سيعود عليها من ذلك ؟الحقيقة انه لاشئ ولا احد يجبر اسرائيل على السلام ولا على رد ما سلبته من العرب .. فلا العرب اصحاب الحق لهم من القوة والإرادة ما يجبرها .. ولا لهم حلفاء اقوياء كأمريكا ليجبروها على ذلك ..ولا هم يحسنون حتى استغلال امكاناتهم و ادواتهم الفعالة التى بين ايديهم .. واهم تلك الأمكانات على الإطلاق النفط .. العصب الأساسى والمحرك الرئيسى للحياة المدنية والصناعية والإقتصادية لكل دول العالم .. فهم الى الان لم يستخدموه كأداة سياسية ضاغطة للتحصل على مطالبهم المشروعة والقانونية .. وهى انهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض العربية .. والمرة الوحيدة التى استخدموه كأداة فعالة لمصلحتهم كان اثناء حرب اكتوبر 1973 .. كما انهم اغفلوا اداة اخرى فى منتهى الأهمية والخطورة .. وهى العوائد النفطية الضخمة والمتراكمة منذ ارتفاع سعر النفط بعيد حرب اكتوبر ..بل المؤسف اننا نجدهم قد منحوا تلك العوائد المالية الخرافية لأمريكا والدول الأوربية .. وهى الدول المساندة والداعمة لإسرائيل والضامنة لوجودها.. وبلا ادنى مردود سياسى للعرب ..رغم ان تلك ا الدول تستخدم تلك لأموال بشكل اساسى فى تحقيق نموها الإقتصادى و فى تحقيق رفاهية شعوبها .. وحتى امست مصدر اساسى من مصادر التمويل لا يمكن الإستغناء عنه أو اغفاله .. وللدرجة التى لا تستطيع أى دولة من الدول العربية النفطية سحب اموالها إلا بتنسيق وموافقة تلك الدول .. وايضاً لم يستغل العرب موقعهم الإستراتيجى والذى يتوسط العالم ويتحكم فى منافذ بحرية وبرية استراتيجية .. تحلم بها أى قوة فى هذا العالم ..والحاصل ان العرب لم يحسنوا استخدام أيا من الأدوات الفعالة التى يمتلكونها .. بل على العكس من ذلك اهدوها مجاناً لمن يساعد ويساند اسرائيل فى الإستقواء عليهم .. واخص بالذكر امريكا .. والتى سيطرت على الخليج ونفطه وجعلت منه قاعدة عسكرية ضخمة .. كذلك لم يحسنوا استخدام القوة البشرية لهم أو للدول الإسلامية وهى المساندة لهم ولحقوقهم .. لتمثيل أى ضغط أو الحصول على مكاسب .اذا فاسرائيل غير مجبرة على السير بطريق الضعفاء ولا بدرب المتخاذلين الذى يطلق عليه العرب خيارالسلام .. ولا تجد غضاضة فى ذلك البته .. وهى تراهن على الزمن ..فكلما مر الوقت مكنت لنفسها وفرضت روؤاها وغيرت فى الجغرافيا والديموجرافية لصالحها ..وما يشجعها على عدم التجاوب مع الدعوات والمبادرات التى تطرح لتحقيق السلام بينها وبين العرب .. هو العرب انفسهم .. لأنهم نبذوا الوحدة بينهم بل وكفروا بها .. وفضلوا ان يعيشوا كأقوام متنافرة متناحرة متحاربة فيما بينهم .. وترى صورتهم اقرب ما تكون الى القبائل العربية ايام الجاهلية .. رغم مرور حقب زمنية على عصرهم الجاهلى هذا .. الا انهم دائماً ما يستدعوه ليحيوا فى ظل قوانينه .. ومازالت الدول العربية تحيا بروح القبلية فيما بينهم .. ولم ينف عنهم القبلية ان قامت كل دولة باتخاذ اسماً ولواء ونشيد وطنى وإعلام خاص بها .. ومن العجب العجاب ان بعض هذه الدول هرولت وهرعت لتمد جسور العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع اسرائيل.. وقبل ان يرد الإسرائيليين شبراً للعرب .. فقط عند سماع صفارة مؤتمر اوسلو .. مما جعل امين الجامعة العربية عمر موسى يصرخ قائلاً كفاكم هرولة .. للأسف العرب هانوا على انفسهم وعلى الناس والدول .. وصاروا يتلقون الصفعات من كل حدب وصوب ومن كل اجناس الأرض .. لأنهم اشتهروا بأنهم لا يجيدوا الا الجعجعة والصياح والكلام .. ولا فعل لهم أو حتى رد فعل يُحترم غير ذلك .أما الشئ المبكى والمحزن والعبثى فى آن .. والذى يعتبر خيانة وطنية هو الإقتتال الفلسطينى الفلسطينى .. ذللك الإقتتال الذى قدم اعظم خدمة لإسرائيل وساعدها على المراوغة والمماطلة .. ولما لا تسوف وتماطل ؟ اذا كان اهل الدار واصحاب الحق متشيعين و منقسمين على انفسهم ... فعباس يوالى اسرائيل هو وفتح .. ومتهم بالخيانة خاصة بعد موقفه من تقرير جولدستون بشأن مجزرة اسرائيل فى غزة .. خاصة بعد اعلان اسرائيل صراحة انه كان من المحرضين على ضرب غزة .. للقضاء على حماس أو اضعافها.. بسبب مناوئتها له .. وتمسكها بحقها وشرعيتها فى الحكم .. خاصة انها جاءت اليه بموجب انتخابات حرة ..وفى المجمل فإن الطرفان مدانان .. عباس .. لأنه لم يحقق شئ للفلسطينيين طوال حكمه .. ولم يسترد شبراً من الأرض المحتلة .. و قادة حماس لم يقدموا ولم يغلبوا مصلحة الشعب الفلسطينى على شهوتهم للسلطة .. حين اعلن العالم الغربى مقاطعتهم والإمتناع عن التعامل معهم كحكومة شرعية منتخبة .. بل ان حماس حين وجدت العالم ينفض من حولها ويطالبها بالتنحى من اجل المصلحة العليا للشعب الفلسطينى .. خططت للمجزرة الإسرائيلية البشعة على غزه !! .. نعم خططت حماس لها وسعت لحدوثها .. وذلك باطلاقها صواريخ لاتقتل اسرائيلى ولا تقطع رأسه ولاتجرح حتى اصبعه .. لأنها صواريخ مثيلة لصواريخ الألعاب النارية التى تطلق للزينة فى الإحتفالات .. ولقد كانت حماس على يقين تام من رد الفعل الغاشم لإسرائيل .. بل وتمنت ان يحدث هذا الرد الإجرامى ..لتستدر عطف العرب والمسلمين والعالم مع اهل غزة وبالتالى مع حماس التى تحكم غزة .. ومن اجل اكتسابها شرعية وتعاطف كانت قد فقدته .. لقد خططت ومهدت عن وعى وعن عمد بأفعالها لمجزرة غزة .. التى أريق فيها الدم الفلسطينى الطاهر وتناثرت وإحترقت فيها الاشلاء الفلسطينية .. لقد استخدموا دم واشلاء الشعب الفلسطينى كوقود من اجل دفع مركبتهم نحو الحكم .. وها هم اليوم لا يكتفون بما فعلوه بشعبهم و بغزة .... بل انتقلوا الى المرحلة الثانية من المشروع الحمساوى الذى يملأ روؤس قادتها .. وهو السعى الى اقامة دولة بقطاع غزه مستقلة عن الضفة الغربية .. فأداروا ظهورهم للعدو الإسرائيلى .. مغتصب ارضهم ومشردهم وقاتلهم .. وتوقفوا عن حربه .. وانصرفوا عن استخدام معابرهم التى بينه وبينهم وعددها 6 معابر .. وولوا بأسلحتهم ووجوههم واحلامهم شطر مصر .. ورفعوا لواء الجهاد والإستشهاد فى وجهها .. يريدون اجبارها على هدم الحدود والفواصل بينها وبين غزة .. ليرتع بأرض مصر وخاصة سيناء المباركة .. جيش حماس وانصارها .. والخطوة القادمة هى مطالبتهم مصر ان تفتح لهم رفح كميناء بحرى عوضاً عن ميناء غزة التى تحتله وتسيطر عليه اسرائيل .. وكذلك مطالبتها ببناء مطار لها برفح .. لتكتمل بهذا لغزه اركان الدولة الحمساوية .. ووقتها يستطيعوا ان يخرجوا لسانهم للرئيس عباس ولفتح .. ويتنصب الأخ مشعل أو ابو هنية رئيساً لدولة غزة الحمساوية الفلسطينية .. وعلى مصر التنازل عن ارضها وسيادتها من اجل عيون وجمال واحلام وطموح الأخ مشعل ورفاقه .. ومن اجل دولته المنتظرة .. ولتعش اسرائيل حرة مستقلة على الأرض الفلسطينية المقدسة .. ولتحيا الارض المصرية وطناً بديلاً لمن تخلوا عن ارضهم وكفاحهم ..ولمن اسقطوا راية الجهاد ضد اليهود المغتصبين .. ولترفع راية الجهاد ضد مصر ..التى تعمل على حماية ارضها من المتسللين والارهابيين والمخربين والمتاجرين .... والتى قررت ان تنشأ فاصلاٍ يبعد عنها شرور الإرهاب والإرهابيين والمهربين للبشر والسلاح .. الذين قد يدفع بهم عدو اسرائيلى أو جار حمساوى ..هناك خلط ولغط متعمد من الحمساويين بين الإخوة وحقها وبين السيادة ومتطلباتها .. وهم لا يريدوا ان يفرقوا بينهما.. ولقد جن جنون الحمساويين بسسب بناء مصر لهذا الفاصل الحدودى الفولاذى .. لأنه قلص مساحة حلم دولتهم المستحيلة فى غزة ..ووئده فى صدورهم وعقولهم .. ولا اعرف كيف جال بفكر الحمساويين ان مصر ستسمح بقيام دولة دينية موالية لإيران ومدعومة منها على حدودها واطرافها الشرقية بالغة الحساسية والأهمية ؟ .. فى الوقت الذى نجدها تحارب بشراسة التيار الدينى والجماعات الدينية من امثال جماعة حماس بداخلها .. و أظن ان حماس ترتكب خطأً فادحاً حين تعمل على تأجيج المشاعر السلبية وتعبأها ضد مصر نتيجة هذا السور .. وستخسر كثيراً اذا ما استمرت فى ذلك .. فمصر تلك أرضها ..والحدود حدودها .. والسيادة سيادتها .. والقرار قراراها .. لها ان تبنى أو تحفر أو تهدم أو تردم أو تنشأ ما تشاء من اسوار حجرية أو فولاذية .. فلا سلطان لأحد عليها ولا مسائلة من مخلوق لها .. وانصح الحمساويين ان يكون تنسيقهم مع أسد سوريا مُنصب على تحرير الأرض ومحو عار الإحتلال .. لا التنسيق من اجل قذف مصر الشامخة السامقة الأبية بالحجارة .. وألا يفعلوا كما يفعل الصبية والأطفال .. وانصحهم ان يتوجهوا الى معابرهم مع اسرائيل .. ويكون عبورهم منها .. وان يحطموا أسوارها التى بناها عدوهم على ارضهم .. لا ان يحطموا اسوار اخوانهم المصريين التى يقيمونها على حدودهم وداخل ارضهم ..والآن وبعد ماسبق هل اتضح سبب مراوغة اسرائيل وهروبها من المفاوضات مع العرب .. لأنه كما قلنا فى البدء لا أحد ولاشئ يجبرها على ذلك . لا العرب بحالهم المائل ولا غيرهم . |
ساحة النقاش