اخيراً الخليج بأكمله فى قبضة امريكا

حامد الأطير

 جريدة (شباب مصر ) 2-2-2010

الان وبعد نشر امريكا دروعاً صاروخية فى 4 دول عربية نستطيع القول بأن كل ما ارادته امريكا قد تحقق لها وبصورة اكثر مثالية مما توقعت وبأقل قدر من الخسائر والتضحيات .. فهدف امريكا ومنذ حربها الباردة مع الإتحاد السوفيتى سابقاً ومنذ طردها من ايران بعد ثورة الخمينى وسقوط نظام الشاه الموالى لها .. كان السيطرة على منطقة الخليج .. التى توجد بهااكبر منابع واحتياطى للنفط فى العالم .. فهو عصب صناعتها وحارس تقدمها ولكى تضمن استمرار تدفقه اليها بلا انقطاع وبلا ثمن سياسى يتوجب عليها دفعه .. كان عليها لتحقيق هذا الهدف القضاء أو تحييد الدول القوية والقوى الفاعلة فى المنطقة والتى يمكن ان تكون مناوئة لها .. فعملت منذ زمن على تحييد مصر .. وقد كان لها ذلك بعد ان دفعتها واغرتها وساندتها لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع الإسرائيليين .. ومن وقتها خرجت مصر من كتلة القوى الفاعلة فى المنطقة وانكفأت داخل حدودها مرغمة ومكبلة بهذه الإتفاقية .. ثم قامت امريكا بعد ذلك برعاية الحرب الإيرانية العراقية وحاولت ان تطيل امدها قدر الإمكان .. وذلك ليتم تصفية الدولتين كقوتين فاعلتين فى المنطقة .. وبالفعل خرجتا منهكتان اقتصادياً وعسكرياً .. واستمرت امريكا فى تنفيذ مخططها للإجهاز على ما تبقى من القوة العراقية بعد الحرب مع ايران .. فكانت ان حاكت مؤامرة للوقيعة بين العراق والكويت .. كانت بطلتها ومنفذتها السفيرة الأمريكية ببغداد فى ذلك الوقت .. وقد تم لها ما ارادت .. فحدثت الوقيعة وتم الغزو العراقى للكويت .. ووجدت امريكا الفرصة السانحة والذهبية للقضاء على القوة العراقية وحشدت خلفها اجماع اوربى ودولى كان يمثل كارتل للمصالح .. واستصدرت قرارات من مجلس الأمن التى تسيطر عليه .. تبيح لها وتعطيها الحق فى طردالعراقيين من الكويت وتعقب قواتهم .. وتهادت السفن الأمريكية تمخر عباب مياه الخليج .. وقامت امريكا بأكبر عملية انزال لقواتها أو ماسمى بالقوات الدولية على ساحل الخليج .. وتحقق حلمها اخيراً بان تضع اقدامها وقواتها على الارض النفطية .. بعد ان كانت تجوب البحار حول المنطقة بالحاملات العسكرية العملاقة .. ولم تكتفى بهذا الحد.. بل عملت على طمر وطمس العراق ومحوه من خريطة القوة الخليجية والعربية .. فاستصدرت قرارات جديدة من مجلس الامن التابع لها وحشدت الدول خلفها .. واحتلت العراق بعد ان دمرته وهدمت بنيته الأساسية .. واستولت عليه كلياً وعلى نفطه بالكامل .. وكانت حجتها البليدة والمكشوفة هى وجود اسلجة دمار شامل بالعراق .. ولما لم تجد منها شئ بعد احتلاله غيرت حجتها وأخفت عن العالم اهدافها الحقيقية وقالت اتها دخلت العراق من اجل القضاء على الديكتاتورية والقضاء على الحكم الإستبدادى فى العراق ونشر الديمقراطية فى ربوعه .. واكتملت لها بهذا الإحتلال حبات العقد الثمين .. الذى سعت لسرقته ونهبه من اصحابه .. وقد اصبحت الان متواجدة بالإمارات والسعودية وقطر والكويت والبحرين وتحتل العراق .. وصار ت منطقة الخليج الإستراتيجية باكملها قاعدة امريكية ضخمة وحيوية ومستودع لأسلحتها .. و بهذه القواعد وهذا التواجد سيطرت تماماً على الدول الخليجية وثرواتها البترولية .. وسيطرت على الدول العربية الأخرى .. لأن هذا التواجد العسكرى زاد من شل وعجز الدول العربية المعروف عنها والذى كانت تعانى بالفعل منه و اصبح سكين على رقبة كل دولة عربية وخنجراً فى خاصرتها.. اذا ما عن لإحداها ان ترفع صوتها لتعارض امريكا..أى ان الوطن العربى كله اصبح بقبضة امريكا .. و كل ما عليه هو السمع والطاعة وتنفيذ ما يصدر له من اوامر .. والاهم انها وفرت الحمايةالكاملة لحليفتها الأولى اسرائيل .. كما انها باقامتها قواعد للصواريخ فى الخليج قد اقتربت من روسيا وجعلتها فى مرمى صواريخها وصارت تلك القواعد عنصر جديد لردع روسيا .. وفى الأخير نعتبر تلك الصواريخ رادع لإيران .. اذا ما فكرت فى مهاجمة او ايذاء اسرائيل .. ولا اظن انها ستستخدم ضد ايران طالما التزمت سلامة اسرائيل .. ولا استبعد ان تغير امريكا من موقفها وتدور حول محورها 360 درجة وتحالف ايران اذ ما تأكد نجاحها النووى وصار امر واقع .. وقتها ستعمل على ضمها لحلفائها حتى لا تهدد المصالح الأمريكية بالمنطقة .. ويبقى العرب هم الخاسرون على الدوام مهما تغيرت واختلفت خريطة التحالفات .

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 140 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2010 بواسطة elatiar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,388