لجان التفتيش الأمريكية لا سلطان لها على مصر
حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
(المصرى اليوم)٢٦/١/٢٠١٠
لايجب ان يتم السماح لتلك اللجنة أو غيرها بان تأتى الى مصر وتقوم بتحقيقات وتحريات ولقاءات بهذا الشكل السافر ، لأن ذلك تدخل مباشر وسمج فى شئوننا ومهين لنا.. لأنها بما تفعله الان تحولت الى لجنة تفتيش على مصر وليست لجنة استماع .. لقد اكسبناها الحق فى التدقيق علينا والتحقيق معنا حين سمحنا بدخولها بصفتها .. ومن ثم قد تنصح وتوصى باتخاذ قرارات سلبية ضد مصر والمصريين .. و لنا ان نتسائل هل تم التفتيش على امريكا حين اعتقلت عدد لا حصر له من المسلمين واودعتهم جوانتانامو ومارست ضدهم اسوء انواع الإيذاء والتعذيب ؟ وهل حاسبها احد على اضطهادها الدينى للمسلمين وقتلهم فى افغانستان والعراق ؟ وهل حاسب احد اوروبا التى يوجد بها انواع شتى من العنصرية ضد المسلمين ؟ وما المعارك ضد النقاب والحجاب والمآذن الا قمم لجبال الكره والعنصرية المستتر للمسلمين .. والسؤال الأهم هل سارعت تلك اللجنة أو غيرها الى اسرائيل النموذج الأسوء فى العالم للعنصرية والإضطهاد الدينى .. والتى ارتكبت كل انواع الجرائم بحق المسلمين الفلسطينيين .. وهل تم التحقيق معها ومعاقبتها عن قيامها بطردهم من ارضهم والاستيلاء عليها و عن ارتكابها المذابح والمجازر الوحشية ضدهم و عن قيامها بهدم بيوتهم ومساجدهم على روؤوسهم و عن حرقها زرعهم وضرعهم و عن حصارهم داخل ارضهم وقطع سبل الحياة عليهم الى لحظة كتابة تلك الكلمات .. يجب الا نسمح بتلك الزيارات التفتيشية ولا يجب ان نجعل منهم اوصياء علينا لأن هذا ينال من سيادة الدولة ويهيننا كمصريين .. ولأننا نعلم انها لجان مشبوهةاغراضها سياسية بحتة وليست انسانية كما يدعون .. تنشط حين الحاجة لذلك وتغمض العين حين تؤمر بذلك .. اننا دولة غير مذهبية ولا عنصرية ولا تساند فئة او طائفة على حساب الأخرى ودستورنا يساوى بيننا كأفراد بغض النظر عن دياناتنا .. اما وقوع خطأ من احد الأطراف تجاه الآخر فان القانون المصرى القويم والبعيد عن التحيز لفئة على الأخرى والمنبثق عن الدستور هو الحكم والفيصل بينهم وليست لجان التفتيش الامريكية المشبوهة والتى يجب ان يتوقف سلطانها وسلطاتها داخل بلادها ولا يمتد الى مصرنا الغالية .
ساحة النقاش