جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نور يتقزم ويطلب الصفح والغفران من اسرائيل
حامد الأطير
مجلة الفكر القومى العربى
|
ايمن نور ذلك الرجل الذى عاش الوهم ومازال ،عاش وهم ان يكون يوما رئيسا لمصر ، وهو لا يعلم أو يعلم ان مصر اكبر منه بكثير واكبر من امثاله ، لكن ماذا نفعل وقد تلبسته هو الآخر غواية السلطة والسلطنة مثل كثيرين ، لم يقدموا لمصر غير جهاد حنجورى ومواقف ساذجة من نوع الوقوف على سلم نقابة الصحفيين وترديد بعض الشعارات الخائبة والكلمات الجوفاء و يظنون انهم بذلك قد افتدوا مصر الوطن بكل ماهوغالى ورخيص وان تلك هى الوطنية الحقة ، هل صدق نور نفسه حينما ترشح عن حزب الغد لرئاسة الجمهورية الأخيرة منافساً للرئيس مبارك ، وهل جال بفكره ووجدانه انه قد يصبح رئيساً لهذا البلد الأمين ، الم يدرك انه كان ممثل درجة ثالثة ممن تم اختيارهم بعناية بمعرفة النظام ككمبارس لتمثيل دور المنافسون على رئاسة الجمهورية هو وآخرون كنعمان جمعة وخفيف الظل والوزن الصباحى رحمه الله ، وان النظام أراد من تلك المسرحية ان يوهم المصريين الطيبون بأن مقعد رئيس الجمهورية أصبح بالإنتخاب والإختيار وليس بالإستفتاء ، بعد ان تم التعديل الهزلى للفقرة 76 من الدستور المغلوب على امره والخاضع للتغيير والتبديل بأمر الحاكم حسب اهوائه ورؤيته ، لا حسب هوى الشعب ورغبته ، وعلى الرغم من فطنة بسطاء المصريين وادراكهم لأبعاد تلك المسرحية الهزلية ، إلا فطنة ايمن نور لم تسعفه لإدراك ما ادركه المصريون ، وليس معنى ان يسجن نور لبضعة شهور بسبب قيامه بالتزوير ، انه اصبح بطلاً شعبى أو الثائر جيفارا أو عمر المختار ، وليس معنى منادتنا بتداول السلطة ومطالبتنا بالديمقراطية سبيلاً ومنهجاً لحكم الدولة ، وليس معنى وجود مآخذ للشعب على النظام الحالى ، وليس معنى المناداة بالتغيير ، ليس معنى هذا كله ان يكون ايمن نور هو البديل والبطل المنتظر، لأنه لا يمكن ان يكون هو البديل ولا يمكن ان يكون هو المنتظر لأن امكانياته لا تسعفه ان يكون ولوحتى محافظ لأحد اقاليم مصر، إن مصر تحتاج الى باعث للروح الوطنية الكامنة والى ملهم يشحذ همم وعزم المصريين ليقفز بها الخطوات التى تخلفتها وتأخرتها وليضعها فى مكانها ومكانتها التى تستحقها ، لا الى ايمن نور التى تسوق لنا الأيام ما يدلل على عدم صلاحية وهمه لرئاسة مصر ، ايمن نور أرتد على عقبيه عند أول منعطف فى السباق ، و يحاول ان يقدم فروض الطاعة العمياء و يُظهر خضوعه و مذلته للدولة الإسرائيلية .. لعلها مع امريكا تساندان وتؤيدان موقفه وسعيه و وهمه نحو الرئاسة ، وقد اختار ان تكون ذلته ومذلته علنية مكتوبة مقروءة ، فقام بالتصرح لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، قائلاً بملئ فمٍ جفت منه الكرامة وبإرادة غد منكسرة «حزب الغد يؤيد معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، ولذلك أعارض بشدةالعدوان على الدولة اليهودية» .. ماذا يعنى ذلك ؟ انظر الى تصريحه حين يصف اسرائيل بالدولة اليهودية ، أى انه يتبنى ويؤيد تأييداً مطلقاً مطالب اسرائيل من الفلسطينيين بان يعترفوا بيهودية الدولة الاسرائيلية لتكون خالصة لليهود حراماً على الفلسطينيين الموجودون بالداخل أو فى الشتات ، كما انه لايقبل العدوان على اسرائيل ،، السيد موشى نور المتدثر فى مسوح ثائر مصرى اسمه ايمن نور لايقبل بالعدوان على اسرائيل .. إذاً فلتظل فلسطين والجولان محتلة ولتظل اسرائيل ترتكب المجازر بين الحين والآخر كما فعلت فى غزة وقبلها فى لبنان ، واذا ما حاول يوماً ان يردها احداً اعُتبر ذلك عدوان على اسرائيل لا يقبل به الأخ موشى نور !! ورغم عدم وجود صفة رسمية لصاحب هذه التصريحات ، الا انها مصيبة ان يردد ذلك احد من توهموا حكم مصر ، انه يعارض العدوان على اسرائيل ، ولكنه لا يعارض بل قد يؤيد عدوان اسرائيل على غزة والضفة والقدس والجولان ولبنان وأى دولة عربية اخرى ، الى هذا الحد تريق كرامتك وتتنازل عن رؤيتك ومعتقداتك وثوابتك الوطنيه ليمنحك اليهود صك الغفران والصلاحية .
يا نور لا تغرنك الهلوسات ولاالخيالات ولا التصورات التى قد تزورك أو تراودك بين الحين والآخر ، فتتصور ان مصر تقزمت الى الدرجة التى يمكن ان تصبح لها رئيساً أو تكون لشعبها قائداً ، فهذا والله لن يكون ابداً لك او لأمثالك ، ولك الله يامصر ايتها البلد الأبية العظيمة الجبارة الشامخة السامقة ، وارجوك اصبرى ولا تحزنى من هلوسات وتجاوزات وطفوليات بعض ابنائك الصغار . .
|
ساحة النقاش