بيانات الحرب الكروية المصرية الجزائرية العبثية

حـامد الأطـير

جريدة شباب مصر 

11/21/2009


 

 

بيان رقم (1)

 

قامت قواتنا الكروية المصرية  الباسلة بالإشتباك  أرضياً مع القوات الكروية الجزائرية المعادية مساء يوم الأربعاء الموافق  18/11/2009 على ارض ستاد المريخ بدولة السودان الشقيقة .. وكانت المباراة داخل الملعب طوال تسعون دقيقة خالية من أى لمحة فنية أو جمالية وغابت عنها الناحية الخططية خاصة من جانب الفريق المصرى .. هذا وقد انتهت المباراة بفوز القوات الكروية الجزائرية بالمبارة بهدف لاسعاً لادغاً خاطفاً لم تفلح دفاعات القوات الأرضية المصرية فى التصدى له.

هذا وقد اصيبت الجماهير المسافرة خلف القوات المصرية بصدمة شديدة لعدم تحقق النصر و لضياع  الأمل فى السطو على هذا النصر وخطف فرحة الشعب المصرى المرجوة والاستحواذ عليها من بلد  المنبع السودان وقبل وصولها لبلد المصب مصر .. وقد ذهُل اعضاء الإتحاد الإشتراكى أقصد الحزب الوطنى الذى جيش خيرة شبابه ليحملوا راية هذا الوطن ويرفعوا لوائه عالياً خفاقاً براقاً وليعودوا الى مصرنا الحبيبة سارقين وخاطفين للنصر.. وليقصوا ويرووا عن السياسات العبقرية التى شرحوه وعلموها ودرسوها للمدرب حسن شحاته ولاعبيه ولفتوا انتباههم اليها .. وليصدروا توجيهات وتعليمات مشددة لأعضاء الحزب فى عموم البلاد بضرورة ان يرفع كل عضو بالحزب رأسه عالياً لتعانق عنان السماء .. لأنهم  هم من خططوا ودربوا ولعبوا وفازوا.. وقبل كل هذا فهم اعضاء الحزب الوطنى وما عداهم من المصريين من الحزب غير الوطنى .. والأخوة الفنانون والأخوات الفنانات الذين واللائى وطوال مايزيد على الأربعين عاماً يصدعون روؤسنا ويفقأوا اعيننا بأعمال فنية ركيكة ومكررة ومملة ويحصدوا ملايين الجنيهات مقابل تعذيبنا بركاكتهم وهيفاتهم .. لم تكفهم أو تشبعهم كاميرات السينما و التليفزيون  ..

فأبوا هم الآخرون إلا ان يسطوا على الفوز المنتظر وأبوا إلا ان يسرقوا كاميرات كرة القدم هى الأخرى ليكتموا على انفاس الشعب المصرى حتى فى مباريات كرة القدم  وحتى آخر لقطة .. والأخوة المطربون المكافحون الذين يبذلون مجهوداً مضاعفاً حيث يرقصون بمؤخرتهم علاوة على الغناء بحناجرهم ..  أبوا هم الآخرين تفويت الفرصة وذهبوا لأم درمان  ليرقصوا بمؤخراتهم على ارض المعركة لعل أم درمان ترد اليهم التحية فترقص وتغنى لهم فى فرح ابنها درمان عند زواجه.. ذهبوا الى الخرطوم ليرقصوا هناك ولو تطلب الأمرالرقص على الخرطوم نفسه لفعلوا من اجل مصر الوطن  .. فالتضحية والفداء مطلوبان .. فليس من الكفاح هزالمؤخرات والرقص على ارض الوطن فقط .. بل ان حق الوطن والمواطنة يفرض علينا البذل والفداء فى الساحات الدولية حتى ولو بهز المؤخرات .. وزاد على ذلك بنات مصرية كلها شهامة وجدعنة .. تركن خدورهن وابائهن وامهاتهن واخوانهن واعمامهن واخوالهن وخالتهن وعماتهن وذهبو للسودان ليدافعوا عن حياض الوطن ولينيبن عن اهلهم المتخاذلون المتقاعسون عن الذهاب للخرطوم أو حتى للحنفية لصد غارات العدو المدبرة .. كما ان كثير من الصناعات تواجدت وكثير من الصناع  احتشدوا بالخرطوم على ارض المعركة .. صناع السياسة والهمبكة والبكش .. فالصناعات الثقيلة تمثلت فى حضورعز وحديد عز والصناعات والمتوسطة فى ابو العينين وسيراميك ابو العينين والفنية وتمثلت فى كوكبة الممثلون والمطربون والمهرجون اهل الأنس والفرفشة ، والصناعات الخفيفة تمثلت فى علم مصرذى العصا البلاستيكة الخائبة التى لم تهش أو تنش ذبابة حين بدأت معركة " أم درمان المجيدة " وحين حمى الوطيس واشتعلت نيران المعركة .. فى هذا المعترك تضافرت وتضامنت وتواجدت كثير من الأطياف التى ذهبت لتأكل وتلتهم  تورتة فرح الشعب المصرى وتتلذذ بها نيابة عنه .. واصرت ان تعطيه كتفاً غير قانونى لتقذف به خارج اطار الفرح إذا ما تحقق له النصر .. ولتتصدر الصورة بدلاً عنه وتسوق نفسها كصانعة لهذا الإنجاز المُعجز والمذهل..

بيان رقم (2)

 

تود كل اجهزة الدولة المصرية ان تؤكد وبصدق أن المبارتين التى اقيمتا بيننا وبين المنتخب الجزائرى لم تكن سبباً فى كشف عورتنا وخيبتنا وبلادتنا وسلبيتنا وسوء تفكيرنا وسوء تخطيطنا وانعدام المسئولية وانعدام الحس الوطنى لدينا .. وذلك  لسببين أولهما أن عورتنا مكشوفة وكرامتنا مسفوحة ومهدورة فى كل بقعة من بقاع المعمورة وفى كل دولة على خارطة الكرة الأرضية قبل تلك الموقعة الكروية والكل يعرف مدى صمت البعثات الدبلوماسية على الإهانات التى تحدث لأبنائنا بالخارج وخاصة فى الدول العربية ( الشقيقة )..مضحكة كلمة الشقيقة ولماذا هن شقيقات ولسن بنات عم ؟ هل لأن ابوهم واحد وأمهم واحدة  ؟ ولو كان الأمر كذلك فمن هو هذا الأب ومن هى تلك الأم ؟ وما اسمهما ؟ ولو ان هذا لن يفيد كثيراً الآن .. و نود ان نلتمس العذر لتلك البعثات .. لأن قوتها وقوة مواطنيننا تتأتى من قوة مصرنا الحبيبة .. وكلنا يعلم ان مصر تمرالآن بوعكة صحية وتمر بمنعطف تاريخى حرج من منعطفاتها المستمرة على مدار التاريخ المصرى الطويل والتى لن تنتهى أبداً، وللأسف الشديد فأن هذا المنعطف لا تتوفر فيه اقراص الشجاعة أو اقراص الكرامة أو اقراص القوة .. تلك الأقراص اللازمة للزود عن ابنائها ..  ونأمل ان نجد هذا كله متوفر فى صيدلية الإسعاف على أول ناصية يميناً أو يسارا أو وسطاً بعد إجتيازالمنعطف ..  وننوه ان هذا المنعطف والمنحدر الخطير فُرض علينا .. لأننا لم نكن نتوقع ان الجزائرالشقيقة الصغرى ودلوعة اختها الكبرى مصر ستقدم على ما فعلته هى وجماهيرها بشعبنا الطيب المستكين .. و لم نأخذ الحرب الإعلامية الجزائرية على محمل الجد .. ولم نكن نظن ان توعد الأشقاء الجزائريين لنا بالذبح والقتل جاد وحقيقى .. وظننا انها مجرد ردود غاضبة مؤقتة .. ستزول حتماً وفوراً عند حضورهم لمصر وفور شربهم من نيلها الذى هو ترياق لكل نفس غاضبة أو كارهة.

ونود ان نؤكد ان تحطيمهم لإحدى صالات المطار المصرى عند عودتهم للجزائر بعد المباراة الأولى بالقاهرة .. وتوعدهم علانية بذبح المصريين  .. والغاء بعض المصريين لسفرهم للجزائر ..  اعتبرناه نوع زائد من دلع ابناء الشقيقة الصغرى على خالتهم الكبرى مصر وخوف مبالغ فيه ممن الغوا سفرهم للجزائر ..

ونود ان نوضح اننا لم نأخذ الإشاعات التى اطلقها الجزائريون عن موت احد عشر جزائرياً  بعين الإعتبارأوالإهتمام  لظننا ان الإشاعة ستفند نفسها حين لاتصل جثث أو نعوش الى الجزائر..

ونود ان نؤكد اننا اعتبرنا ان الحملة الصحفية لأبناء الجزائر علينا ووصفهم لنا  باليهود لم تكن إلا نوعاً من زيادة العشم والدلع الماسخ على خالتهم الكبرى مصر ..

كما اننا نؤكد انه حين علمنا بقيام الطائرات الحربية الجزائرية بنقل قوات خاصة .. كنا نظن ان تلك القوات من الشئون المعنوية والترفيهية بالجيش الجزائرى ذهبوا للرقص والغناء مع ابنائنا الفناننين .. ولتتوحد الحناجر للغناء والمؤخرات للرقص   فى شكل وحدوى بديع ..لإدخال الفرحة على جمهور الشقيقتين الصغرى والكبرى ..

لكل هذا لم نعطى للأمر الأهمية التى يستحقها ولم نفكر ان ننسق مع الجانب السودانى لإرسال بعض كتائب الجيش أو حتى بعض كتائب الأمن المركزى لحماية اولادنا ان حاول ابناء الشقيقة الصغرى الحاق الأذى بهم  .. وقد فضلنا ان يهان ابناء مصر الكبرى على شاشات الفضائيات العالمية عوضاً عن حمايتهم لصنع ملف مذل ومهين لكرامة المصريين لتقديمه للفيفا .. لنحصل به على إدانة لشقيقتنا الصغرى  .. وكذلك خوفاً من تفسير تلك التدابير بأنها استعراض أو فك لعضلات الجيش المصرى التى تقلصت بحكم الركنة وعدم الإستخدام طوال ما يزيد على الخمسة وثلاثون عاماً .. أو تفسيرها بأنها استعمال غاشم للقوة أوالإستقواء فى مواجهة شقيقتنا الدلوعة الصغرى الجزائر واولادها .

بيان رقم (3)

 

وتود اجهزة الدولة ان تنوه الى انه ستترتب على تلك الموقعة بعض الآثار السلبية على مصرنا الغالية  والتى تتمثل فى الآتى :

1- تباطؤ قاطرة التنمية وربما وقوفها وتوقفها بأحد  أفنية مصانع القطاع العام المعطلة والمباعة بحكم سياسة الخصخصة.. الى أجل قد يمتد طويلاً بفعل التأثير القوى والمؤثر لتلك المبارة .. ولرب ضارة نافعة .. فقد كنا فى أمس الحاجة لتوقف تلك القاطرة لحين اعادة هيكلة هيئة السكك الحديدية .. وحتى لا تتعرض لحادثة بالعياط أثناء انطلاقها التنموى الصاروخى فتصاب بالشلل وينعدم الأمل نهائياً فى خطط التنمية السنوية والخمسية والعشرية المستقبلية الجبارة  ..

2- سيحدث تراجع لمعدل التنمية من 4% الى صفر%  شبيه تماماً بصفر المونديال ..نظراً لتوقف القاطرة التنموية .. ودخولها ورش السكك الحديدية لإجراء عمرة .. وإتمام عملية الإحلال والتجديد لإجزائها التى عطبت خلال رحلاتها وقفزاتها التنموية المبهرة نتيجة  لتخبطها ما بين خطوط الإشتراكية وخطوط الإقتصاد المختلط وخطوط الرأسماية المصرية المتوحشة التى ليس لها ضابط ولا رابط ولا كابح  .

3- سيرتفع عدد العاطلين من 9 مليون الى 20 مليون نظراً لتوقف انشاء مشروعات جديدة لإنعدام الإيرادات المحلية ولعدم امكانية فرض ضرائب ورسوم جديدة لأنه لم يتبقى لأهلنا شئ  بلا ضرائب سوى الهواء الذى يتنفسوه ، وجارى مشاورات على مستوى القيادات العليا لدراسة هذا الأمر .. و كذلك لعدم تدفق استثمارات احنبية وسحب القائم منها لخارج البلاد بسبب ما اصاب السمعة المصرية فى مقتل بعد تلك الموقعة الكروية .

4- تأثر قطاع البناء والتشييد رغم صموده آنفاً فى وجه الإرتفاعات الجنونية لأسعار الحديد والأسمنت ورغم  سيطرة المحتكرين الذين لم ولن  يردعهم قانون ولا عود ولا جيتار ولا مزمار بلدى ولا حتى فرقة التشريعات  الفنية المصرية بمجلس الشعب ، ولذا وجب التنويه الى انه بعد الموقعة الكروية المذكورة فأنه لن تتوافرالوحدات السكنية بالعدد الكافى والمطلوب سنوياً .. مما سيترتب عليه ارتفاع اسعار الوحدات السكنية يشكل صادم ومروع ..  وسيتحمل الشباب بعض العبء والمشقة لأيجاد وحدة سكنية مناسبة للزواج  .. بعد ان كانت الوحدات السكنية تفى بحاجة هؤلاء الشباب وتفيض .. والأمر قد يصل الى حد التضحية بالنفس فيقوم البعض بالبناء فى احضان الجبال والهضاب غير الآمنة أو فى المناطق التى تلوثها مخلفات المصانع بمائة ضعف عن المسموح به دوليا  .. كأن يبنوا فى احضان هضبة المقطم بمنطقة الدويقة أو بجوار مصانع الحوامدية وحلوان أوغيرها .. وقد يشتط  فكر البعض ويلجأ للسكن بالمقابر ليزاحم الأموات فى مكانهم ..  ويقلق راحتهم ويعكر صفوهم  ..ونتيجة لهذا التجاور بين الأحياء والأموات سينشأ جو بانورامى غاية فى العبث .. يتصادم فيه الأضداد.. نحيب وبكاء اهل الميت بزغاريد واغانى احد العرسان أو العرايس من ساكنى المقابر الجدد .. وقد تلجأ الدولة مضطرة لتخصيص مساحات هائلة من اراضى البناء مجاناً أو بسعررمزى لأحد ديناصورات الوطن ليبنى مساكن شعبية أو تأدباً نسميها بالإقتصادية لمساعدة الفقراء وغير القادرين على توفير اثمان القصور والفلل التى يعلن عنها ليل نهار اذاعياً وتليفزيونياً ..  فيقوم هذا الديناصور الرحيم ببناء بعض الشقق للطبقة القادرة متناسياً الطبقة الفقيرة .. ثم يبنى على اكثر من 90%  من المساحة المخصصة فلل وقصور ملحق بها مولات وملاعب جولف ومدن ترفيهية .. يبيعها للصفوة  ويحصد المليارات من مال الشعب الذى نعلم انه المالك الحقيقى للأرض الممنوحة لسموه .. وقد يسفح هذا الديناصورجزء من تلك المليارات تحت اقدام احدى المغنيات أوالراقصات أوالعاهرات أوالمومسات اللائى اصبحن قدوة وتاج لبلدنا مصر الحبيبة.. ولكم ان تسألوا عالم اضاع عمره وصحته ونظره فى تحصيل العلم أو مخترع عبقرى ، أسألوهم عن دخلهم وقارنوه بما تتحصل عليه راقصة فى الليلة الواحدة.. ستكتشفوا ان راتبه طوال حياته العلمية سيقل حتماً عن ثمن هزة واحدة من راقصة لمؤخرتها ناحية الشمال أو اليمين، للخلف أو الأمام .. أو اسألوا فاروق حسنى وانس الفقى عن ميزانية مهرجان القاهرة السينمائى والمهرجانات الإعلامية والفلكلورية الأخرى وقارنوها بميزانية البحث العلمى لتدركوا كم نقدر الفن والفنانين والى أى مدى نذبح العلم والعلماء .

4-  سيعزف  الشباب عن الزواج لإحتمال عدم توفر امكانيات لهذا الزواج  وسترتفع نسبة العنوسة تبعاً لهذا ..  و قد يندفع بعض الشباب الى الشوارع لأعتراض الفتيات والتحرش بهم جنسياً ومحاولة المساس والإمساك باماكن حساسة من اجسادهن جهاراً نهاراً .. تلبية و اشباعاً لحاجة غريزية طبيعية لم تمكنه الظروف الجديدة من قضائها بشكل شرعى .

5- سيتم وقف انشاء محطات تنقية المياه وخطوط الصرف الغير صحى مما قد يتسبب والعياذ بالله فى وجود بعض الأمراض التى لم نعرفها منذ زمن مثل التيفويد والفشل الكلوى والفشل الكبدى .

6-  تأثر موازنات وميزانيات مراكز البحث العلمى الخلاقة  .. والتى حلقت بنا الى افاق التقدم ورحاب الريادة فى العالم  .. وقد تنخفض ميزانية المركز القومى للبحوث على سبيل المثال الى ما دون الأربعة ملايين جنيه !! مما سيصيب مصانعنا وصناعتنا التقنية المتقدمة وغيرها من الصناعات الملوثة للبيئة بالتخلف عالمياً عن مثيلاتها .. وقد يدفع هذا الوضع الى تخفيض الرواتب الهائلة للباحثين مما سيفقدهم الكثير من رفاهة المعيشة .. وقد يفكروا جدياً فى الهجرة باعداد غفيرة الى دول اخرى تحترم عقولهم وتقدرهم معنوياً ومادياً .

7- وسيتأثر حجم الإستثمار فى قطاع النقل و المواصلات مما قد يوجد زحام وبشكل غير معهود فى الأتوبيسات والمترو والقطارات.. ومما سيوقف وسائل تطوير تلك المواصلات بما قد يؤدى لحدوث تصادم بين القطارات ببعضها بشكل متكرر، وسيكون هناك الكثير من الضحايا .. كما قد يسير احد قاطرات المترو دون سائق فى احياء القاهرة الحيوية داهسة كل ما يقف بطريقها . وكذا سنخفض عدد اللواءات التى   تنظيم المرور بشوارع القاهرة المحروسة وغيرها وستوكل المهمة الى فرد امن عادى كبقية الدول الأخرى مما سينزع عنا التميز والسبق فى هذا المضمار .

8- سيتم تقليص حجم الإستثمار فى قطاع استصلاح الأراضى الصحراوية والقطاع الزاعى مما سيجمد مساحتنا الزاعية .. وبالتالى قد نضطر الى استيراد بعض كميات القمح لسد احتياجاتنا منه ..  وقد تصل تلك الكميات الى ثمانية مليون طن لنحتل مركز مستورد القمح الأول فى العالم بجدارة وبلا منازع .. وكذلك الذرة الصفراء والبيضاء والزيوت وغيرهم الكثيرمن الحبوب ، كما قد يدفع  ذلك الحكومة الى نقل عبء استصلاح الأراضى الى القطاع الخاص فتعطى مساحات تتراوح بين العشرة والمائة الف فدان للأفراد  فيصلح منها مائة فدان أو أقل  ويبقى على بقيتها صحراء جرداء لبعض الوقت ولكن بعقد ملكية أوبعقد انتفاع ..  ليتمكن من بيعها لأفراد الشعب المصرى المالكون الحقيقيون لها ، ويحقق لنفسه ارباح حراماً محرمة .

9- سيتأثر قطاع الثروة السمكية بحيث ستقل الكمية المنتجة من بحارنا وبحيراتنا ومزارعنا السمكية .. مما قد يجعل بعض الصيادين يفكروا فى الصيد خارج حدودنا ..  للبحث عن وفرة سمكية فى المياة الدولية .. وما يستتبع ذلك من مخاطر ،فقد يقبض على بواخرهم بين الحين والآخر ويتم القبض عليهم واحتجازهم ببعض الدول العربية وغير العربية ، كما انه قد يحدث الأسوأ وتقوم مجموعة من القراصنة كالقراصنة الصوماليون مثلاً بالإيقاع بهم واحتجازهم كرهائن وطلب فدية من الحكومة المصرية .. ونود هنا ان ننوه ان ذلك لو حدث لا قدر الله فأننا نعلن ومن الآن اننا  لن نهين سيادة الدولة المصرية ولن نحنى رأسها أبداً و لن نستجيب لمطالب القراصنة.. وعلى المصريين المختطفون تخليص انفسهم بطريقتهم أو المكوث فى ضيافة القراصنة الصوماليين الى ان يقضى الله امراً كان مفعولاً.

10- ستتقلص ميزانيات المدارس والجامعات .. مما سيجمد مرتبات المعلمين والأساتذة.. الأمر الذى سيلجؤهم لإهمال الطالب بالمدرسة والتزويغ اثناء اليوم الدراسى لإعطاء الدروس الخصوصية .. ويُجبر الطالب على الجلوس بمنزله طوال سنوات تعلمه و يجبر على الذهاب للدروس الخصوصية فقط .. وسيستولى الطالب على ثمن طعام وكساء وعلاج اسرته ليمنح اياه للمعلم والأستاذ مقابل دروسه الخصوصية .. وسيتمتع المعلم بهذا المالِ الحرام .. فى الوقت الذى ستذهب اسرة الطالب لمقالب القمامة للبحث فيهاعلها تجد بقايا طعام تسد به رمقها ، ولأن المدارس ستكون خالية فلا مانع من تأجيرها كصالات افراح أو صالات بلياردو وبنج بونج أو كافى شوب لتقديم الشيشة للبنين والبنات.. لتكون  بذلك مصدر دخل وايراد يتم توجيهه لتمويل الكادر الخاص بالسادة المعلمين وعلاواتهم .

11- ستتقلص ميزانية المستشفيات بما سيؤدى حتماً الى مالم نكن نريده .. وهو تجميد مرتبات الأطباء المحترمون وهيئات التمريض..ومما سيؤدى الى هروبهم الى عياداتهم الخاصة أوالى المستشفيات الخاصة ليتحصلوا على مرتبات تعينهم على مواجهة اعباء الحياة وقسوتها..وقد يلجأ بعضهم والعياذ بالله الى المتاجرة بالإعضاء البشرية وانشاء مراكز خاصة بهذا الغرض.. وقد يقوموا بخداع البسطاء ببعض المال مقابل كبد أو كلية أو عين..كما ان المواطن قد لا يجد بتلك المستشفيات أى كادر طبى متخصص ليعالجه وقد لا يجد أى نوع من الأدوية فى ظل الأزمة التى احدثتها الموقعة الكروية .. مما يحتم علينا التنويه الى ضرورة احضار كل مريض لعلاجه وإجراء اشعاته وتحاليله بالمعامل  الخاصة ودفع اجرة العملية للطبيب بعيادته  .. حتى يحس المواطن العادى والفقير بأنه ساهم فى تحفيز وتشجيع القطاع الخاص .. وعلى ان توفر له المستشفى غرفة العمليات غير المعقمة وسريراً خردة ان وجد ..  أو ينام المريض بأحد طرقات المستشفى حال عدم توافر احد الأسرة.

12- سيتم التضييق على الحريات واتخاذ اجراءات استثنائية قد تصل الى العمل بقانون الطوارئ ولسنوات طويلة..وذلك للسيطرة على الغضب الشعبى العارم تجاه الشقيقة الصغرى الجزائر.. وحتى لا نسمح للعامة والدهماء بتكدير صفو الأمن العام واثارة الإضطرابات أو محاولة الإقتراب من سفارة شقيقتنا الجزائر .. كما انه سيتم التشدد فى فرض القيود على الصحافة والأحزاب التى قد تبلبل الرأى العام وتخلق فتنة مدمرة .. وتجنباً لهذه الفتنة فأنه سيتم رفض طلبات انشاء أى احزاب جديدة فالساحة لا تتسع لأكثر مما تمت الموافقة عليه .. والبركة فيما ووجد وحضر..كما اننا سنعمل على منع دخول الصحف المُحرضة على الكراهية الى البلاد كصحيفتى الخبر والشروق الجزائريتان ..اما عن اساءة تلك الصحف لمصر فسنترك الرد وصد الهجوم لأصحاب المصاطب الإعلامية الخاصة كالمصطبة الشوبيرية والمصطبة العمروية الأديبية والمصطبة الغندورية البندقية والمصطبة العلائية الصادقية والمصطبة الشلبية ..فهم من غيروا مفاهيم الإعلام تغييراً جذرياً فجعلوه ردح وسب وقذف ولغة دارجة ومحاكم .. انهم  ممن يقبضون على الميكرفون بلا رحمة ولا هوادة كأنه متهم وقع فى يد امن الدولة ..  

13- سينتشر الفساد ويعم البلاد وسيسكن كل حارة وكل قصر..وسيبيع الشريف نفسه بدراهم معدودة لإشتداد الأزمة الإقتصادية المترتبة على تلك الموقعة الكروية.. وسيسأل كل من سيشغل وظيفة كم حجم وقيمة العمولات والرشاوى والشاى والقهاوى التى سأتحصل عليها وعن مقدار تربحه منها.. وسيضيق خلق الناس وتفسد اخلاقهم وتضيع قيمهم نظراً للضياع المتكرر لأحلامهم الوطنية سابقاً وما تلاه من ضياع احلامهم الكروية حالياً ، بحيث ستختفى كل مظاهر الأدب والإحترام والعطف والتعاضد من التعامل بين الناس بعضهم البعض ، حتى بين الجار وجاره .

14- ستتم مقاطعة بعض الفضائيات المعادية التى اظهرت فرحتها للشقيقة الصغرى الجزائروشماتتها فى الشقيقة الكبرى مصر .. وقد تصل الأمور الى حد مقاطعة بعض الدول التى ابرق رؤسائها بالتهنئة للجزائر .

15- ونبلغكم آسفين ان تلك الموقعة الشرسة سيكون من آثارها الوخيمة توقف البرنامج النووى المصرى وعودته لثلاجة الزمن ليتمدد جنباً الى جنب مع المشروعات الوطنية العملاقة التى لم تنفذ مصرنا منها شئ ..

16- فى الختام نؤكد ان الفريق القومى قد وجد كل الدعم على كل المستويات السياسية والفنية والإقتصادية والإعلامية والصحية والنفسية ، ولم يبخل كبار القوم بأراقة الدماء وذبح العجول لدفع العين والحسد عن حسن ولاعبيه ونفذنا اوامر سى حسن وغيرنا العتبة  فاقامت البعثة فى هيلتون الخرطوم من باب التفاؤل ، وسكتنا كل السكوت عن المباريات السهلة التى تعادل فيها أو خسرها فى اول البطولة وكذلك لم نصارحه حتى لا نجرح مشاعره بأنه لعب بمستوى سئ فى مبارتى الجزائر الأخيرة وما قبلهما ، وفسرنا هبوط المستوى وسوء الأداء بأنه ناتج عن الشد العصبى والتوتر .. وكان الفريق المصرى شادد عصبه على طول الخط ونأمل ان يرخيه الآن فقد فشلنا فى الوصول لكأس العالم2010 .. ونأمل ان ترخوا اعصابكم لحين موقعة اخرى مهينة ومذلة واننا اذ ننهى بياناتنا لنؤكد فى الختام ان الجزائر ستظل دولة شقيقة وكل العرب اخواننا حتى اخر خنجر وسكين  ينغرس فى الجسد المصرى ويريق الدم المصرى الطاهر  وينتهك حرمته وكرامته  ويذله .. وهو خير اجناد الأرض .. .

و نعتذر سيداتى وسادتى عن طول البيان ولكن لخطورة الموقف ولتاريخية اللحظة ولأنها علامة فارقة فى حياة الدولة المصرية ، لزم علينا التنويه والشرح والإيضاح

  • Currently 63/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 3 مارس 2010 بواسطة elatiar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,389