اغتسال .. في أنهار العشق
[ كطفلة مجنونة .. جاءت .. وبعثرت في فضاء الغرفة أوراقي .. ثم أشارت أن أدخل ..
فتسللت عبر أضلاعها ودخلت .. وهناك .. كان الأتون يشتعل
وكنت أكثر طفولة وجنونا منها ..... ]
كنت وحيدا
كان الليل يغطي كل مساحات الأحداق
فلا رؤيا
ولا أمل ..
ولا وجه يسافر في خيالاتي
فيمنحني
مضاء الخطوة الأولى
فكل معابدي شمع
وكل معابري
ورق
وهذي الشمس
كم يوما جلست على حدود الشرق
أنتظر الشعاع البكر ترسله
ليزهر عودي الخضل ..
وهذا البحر
كم وشوشت في آذانه ليلا
وكم أرسلت آهاتي
تواكب موجه العاتي
أريد لمركبي ترسو
بميناء من المرجان
والعنبر
وليس بسامع صوتي
ولست إلى طريق آمن
أصل ..
وهذي الدرب قد طالت
ولا أحد يرافقني
سوى وجهي
ووجهي مثل قرص الشمس
يحترق
فأحضنه
كطفل ضم عيني أمه
وبكى
ولا شيء
سوى وهج من النيران
يلفحني
وحشد من بنات الصدر
في الأضلاع
تعتمل ..
وجاء السيل
من كف
كوجه سحابة حبلى
تمد الضرع نحو الرض
كي تنمو سنابلها
فمات الحزن في قلبي
وأزهر في شراييني
وميض الرعشة الكبرى
فيا أنثى
ببحر عيونها الساجي
رميت المركب الذهبي
كي نبحر
إلى الجزر الخرافية
تعالي وامسحي جفني
وضميني
لنحيا في جنان الخلد
نشرب من سلسالها الصافي
وكوثرها
ونغتسل ....
ساحة النقاش