أخرج الإمام أحمد وابن حبان رحمهما الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال : أحسنكم خلقا". وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني رحمهم الله بسند جيد عن أنس رضي الله عنه قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : "يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : "عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها". وأخرج أبو الشيخ بن حيان رحمه الله في الثواب بسند رواه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا ذر، ألا أدلك على أفضل العبادة، وأخفها على البدن، وأثقلها في الميزان، وأهونها على اللسان ؟ قلت : بلى فداك أبي وأمي، قال : "عليك بطول الصمت، وحسن الخلق، فإنك لست عامل بمثلها". وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أبا الدرداء، ألا أنبئك بأمرين خفيفة مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم تلق الله عز وجل بمثلهما ؟ طول الصمت، وحسن الخلق".
وأخرج الطبراني وابن حبان رحمهما الله عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله، ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : "خلق حسن". وأخرج البزار وابن حبان رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : أطولكم أعمارا، وأحسنكم أخلاقا". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني رحمهم الله بسند جيد عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الفحش والتفحش ليس من الإسلام في شيء، وإنّ أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا". وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه، والخرائطي في مكارم الأخلاق، عن ابن عمرو رحمه الله أن معاذ بن جبل رضي الله عنه أراد سفرا فقال : "يا نبي الله، أوصني. قال : اعبد الله ولا تشرك به شيئا، قال : يا نبي الله، زدني. قال : إذا أسأت فأحسن، قال : يا نبي الله، زدني. قال : استقم، ولتحسن خلقك".
وأخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم رحمهم الله، وصححه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتق الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". وأخرج الطبراني رحمه الله في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنّ هذه الأخلاق من الله، فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا، ومن أراد به سوءا منحه خلقا سيئا". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني رحمهم الله عن أبي ثعلبة الخشاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة، أحاسنكم أخلاقا. وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقا، الثرثارون المتشدقون المتفيقهون". وأخرج البزار والطبراني والخرائطي رحمهم الله عن أنس رضي الله عنه قال : "قالت أم حبيبة : يا رسول الله، المرأة يكون لها زوجان ثم تموت، فتدخل الجنة هي وزوجاها، لأيهما تكون للأول أو للآخر ؟ قال : "تُخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا، يكون زوجها في الجنة، يا أم حبيبة، ذهب حُسن الخلق بخيريْ الدنيا والآخرة".
وأخرج الطبراني رحمه الله في الصغير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما من شيء إلا له توبة، إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه".وأخرج أبو داود والنسائي رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خياركم أحاسنكم أخلاقا". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يُعتدَّن بشيء من عمله : تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اليمن حسن الخلق". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سعادة ابن آدم حسن الخلق". وأخرج القضاعي رحمه الله في مسند الشهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أحسن الحسن، الخلق الحسن". وأخرج الخرائطي رحمه الله عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال : إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق، فإنه لا يدعو إلا إلى خير. وأخرج الإمام أحمد رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : "إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيريْ الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار". وأخرج البيهقي رحمه الله في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الرفق يمن والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق. إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة. ولو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلا يمشي في الناس لكان رجلا سوءا". وأخرج الإمام أحمد رحمه الله في الزهد عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت : بات أبو الدرداء ليلة يصلي فجعل يبكي ويقول : اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي. حتى إذا أصبح فقلت : يا أبا الدرداء، أما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق ؟ فقال : يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يَحسُن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار. وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكمل الناس إيمانا أحسنهم أخلاقا، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم". وأخرج تمام رحمه الله في فوائده، وابن عساكر رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خيار أمتي خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، وكلما مات بدل أدخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه، وأدخل في الأربعين مكانهم فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون. فقالوا : يا رسول الله، دلنا على أعمال هؤلاء. فقال : هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون مما أتاهم الله. قال : وتصديق ذلك في كتاب الله )والكاظمين الغيظ والعافين عن والناس والله يحب المحسنين(". وأخرج الديلمي رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية على الجنة، فقلت : يا جبريل لمن هذا ؟ فقال : )والكاظمين الغيظ والعافين عن والناس والله يحب المحسنين.(
*****************
المؤونة : جمع مؤن، وهي ما يدخره الإنسان
اليمن : البركة
الخرق : العنف
آل عمران، الآية 134
ساحة النقاش