مقدمــة

 

   الإدمان ... عادة يبدأ بتجربة وينتهي بمأساه    

فالإدمان ما هو إلا مخدرات فقط كما يعتقد اغلب الناس بل هو يمتد ليشمل كـل مـن المخدرات والكحوليات وتدخين السجائر " النيكوتين " وبجانب أن السجائر إدمان في حد ذاتها إلا أنها ترمى بظلالها بمشكلة أكبر ألا وهى إدمان المخدرات فعادة يكون التدخين هو مفتاح وبداية مشوار إدمان المواد المخدرة

المادة المخدرة : وهى كل مادة خـام أو مستحضرة منبهة أو مسكنة أو مهلوسـة إذا أستخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجهة إليها ، وتزيد هذه المواد من النشاط عن الحد المعتاد وتجعل الشخص في حالة غير طبيعية " هيجان وعنف وروح عدوانية والتشكك في الآخرين " ، وعند زوال مفعول العقار يصاب الشخص بالهبوط والإرتخاء والقلق والتوتر والإكتئاب مما يضطره لتعاطى جرعة أخرى وتكرار هذه العملية  تؤدى إلى حالة من الإعتماد أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد نفسيا وجسميا وكذلك المجتمع

وتقوم المواد المخدرة بإرتياح عند تناول العقار وتسبب شعورا بالارتياح والرغبة الملحة لتكرار تعاطيه تجنبا للقلق والتوتر وتحقيقا " للذة الزائفة " .

ونتيجة لتناول المخدرات سواء كان لمرة واحدة أو عدة مرات ينتج عنها حالة تسمى

" بالاعتماد الجسمانى " وهى حالة تنتج عنها تعود الجسم على عقار مما يؤدى إلى ظهور إضطرابات نفسية وجسدية شديدة لدى المتعاطي خاصة عندما يمتنع عن تناول العقار بصورة مفاجئة .

ويؤدى تناول المخدرات إلى تدن تدريجي في مفعول المخدر مع نتيجة لتناوله بصورة متكررة بحيث يقتضى زيادة الجرعة للحصول على تأثير يماثل حققته الجرعات السابقة .

 

الإدمان في اللغة العربية

 

هو عبارة عن إضطراب سلوكي يظهر تكرار لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحة الفرد أو حالته العقلية أو حياته الإجتماعية وتلك العوامل تشمل عوامل وراثية وبيلوجية ودوائية وإجتماعية .

ومن أنواع الإدمان :

الإدمان الفزيائى

حيث يحس المريض بأعراض جسمانية في جسمه المختلف عند الإيقاف المفاجئ للدواء أو العقار الغير متدرج .

ويحصل الإدمان الفزيائى عند إستخدام المسكنات المركزية لفترة طويلة بغض النظر عن وجود ألم أو عدمه ، حيث أن الإدمان أمر متوقع للتعاطي وذلك بسبب الكورتيزون الذي يظهر عند الإدمان و الإنقطاع المفاجئ للدواء المسكن أعراض قمة منها رعاش وألم باطني وزيادة في ضغط الدم .

 

توزيع الإدمان حسب عدد المتعاطين

 

يحتل الإدمان الكحولي أكثر أنواع الإدمان في المجتمع ويليه إدمان الحشيش أو الماريجوانا ثم يأتي بعد ذلك بقية أنواع المخدرات " في المجتمعات الغربية " والتي يبلغ فيها نسبة إستعمال الكحوليات لقرابة 90% من الناضجين ولذلك يرتفع فيها بالتبعية نسبة الإدمان على المادة حيث ينظر إليها على أنها مادة مشروع تعاطيها ولكن بالنسبة للمجتمعات العربية المسلمة فإن الحشيش هو المادة الأكثر إستعمالا ويليها المواد المنشطة .

 

أسباب الإدمان

 

الهروب من الواقع بواسطة المواد المخدرة .

ضعف الوازع الديني .

الحالة الإقتصادية .

سفر الشباب للخارج بدون توعية بأخطار الإدمان .

السأم وعدم إحرام الذات .

التفكك الأسرى .

الرغبة في الانتماء إلى مجموعة .

سفر عائل الأسرة للخارج بصفة دائمة .

 غياب دور الأب والأم .

التمرد وجذب الإنتباه .

الفراغ وحب الإستطلاع .

المال الزائد عن حده مع المراهق .

مجاملة الآخرين على سبيل التجربة وعادة ما تبدأ بالسجائر .

إستخدام بعض الأدوية دون إستشارة طبية.

وهم المخدرات والفحولة الجنسية .

وهناك عوامل تؤدى إلى إدمان المخدرات وهى :

عوامل تتعلق بالعقار المستعمل

من حيث تركبيه الكميائى وكميته وتكرار إستعماله فالإدمان يختلف من عقار لأخر فمثلا يدمن الفرد على الهروين بعد ثلاث حقن في أيام متتالية .

ويدمن شخص أخر على المنومات لمدة شهر تقريبا .

عوامل تتعلق بالفرد نفسه

حيث يرى كثير من الباحثين أن أسباب الإدمان يرجع إلى سمات تتعلق بشخصية المدمن نفسه وصفاته الوراثية التي قد تؤثر على درجة حساسيته لبعض الأدوية وتحمل الجهاز العصبي .

حيث إن المدمنين يعانون من إضطرا بات نفسية سابقة للإدمان إذ لديهم شخصية عاجزة قاصرة تجعلهم يهربون من الواقع ويمكن أن يضطر بعض المصابين بالأمراض النفسية أو الجسمية التي تناولت العقار المسكن وبعد مدة يدمن عليها .

عوامل تتعلق ببيئة مجتمع المدمنين

حيث أن البيئة الأسرية تلعب دورا كبيرا في تقرير مصير أطفالها.

حيث يرى علماء النفس أن وضع الوالدين أو عجزيهما عن القيام بدورها بالشكل الصحيح، و الصحبة السيئة تعتبر عاملا مهما في إدمان الأولاد كما أن العوامل الحضارية والقيم الإجتماعية السائدة في مجتمع ما تلعب دورا في إحتمال الإدمان .

فمثلا إباحة شرب الخمر في بعض المجتمعات الأوروبية والأمريكية يساعد على انتشار تعاطيه في حين يؤثر تحريم الإسلام للخمر في منع نشر تلك العادة عند المسلمين .

وأيضا سببت عوامل مجتمعية قاسية مثل الحروب والكوارث التي خلفت الدمار دفعت الكثير إلى اللجوء للمخدرات وتناولها للتخفيف من حالة القلق والحزن التي عكستها هذه المصائب عليهم .

جدير بالذكر أن إحصائية أعدها علاج الإدمان بمستشفى الدكتور عادل صدقي للطب النفسي أن عدد المدمنين للمواد المخدرة من المترددين على عيادات العلاج النفسي يُقدر بجوالي 20 ألف مدمن من جميع الأعمار و تزيد فيها نسبة الفتيات المدمنات بصورة كبيرة !!!

و إحصائية أخرى تشير إلى أن عدد اللاجئين للعلاج يصل لحوالى 10 آلاف من متعاطي المواد المخدرة .
و عن أسباب الإدمان أكد التقرير أنها متنوعة ووفقاً لظروف كل مريض منها
 المعاملة القاسية داخل المنزل .
 التجارب المريرة التي مر بها المريض .
 سيطرة بعض الأصدقاء على المريض أو أصدقاء السوء .
 اللجوء للمخدرات على أساس أنها دواء .
 الهروب من المشاكل كحل مؤقت حتى الإدمان .
 الشعور بإحساس النضج الكامل عند المريض و ميله للتجربة المنفردة .
و أشار التقرير إلى أن أخطر أسباب الإدمان هو محاولة تجربة المواد المخدرة و هي منتشرة في أعمار و مستويات تعليمية و ثقافية مختلفة .

فالمفهوم الخطأ عند بعض الشباب أن تجربة جميع الأشياء واجبة و لا يهتم إن كانت ضارة أو نافعة فكل ما يشغل تفكيره هو أن يفتح لنفسه مجالاً للحرية الزائفة التي يؤدى نهاية طريقها إلى الدمار و ليس دمار هذا الشاب فقط بل دمار أسرة بأكملها .

تأثير الصحبة السيئة

حيث تأثر الصحبة على بداية الإدمان والإنتهاء منه وأهم تعديل سلوكي لمن يريد ترك المخدرات هو ترك الصحبة السيئة وهو أمر كالفطام بالنسبة للطفل.

حيث أكد باحثون على أن تأثير الصحبة على السلوك المنحرف يكون كبير جدا .

وهذه القضية حيوية جدا وبالأخص في المدارس الإعدادية والثانوية لأن الإدمان الذي يبدأ قبل الخامسة عشر هو أخطر أنواع الإدمان .   

 

علامات الإدمـان

تغيير في العادات والسلوك "عزلة وعدوان وعصيان " .

الإصابة بالمرض بسهولة وتغيير الوزن .

حيازة أشياء ثمينة وأموال بدون معرفة مصدرها " السرقة " .

إحمرار العينين ، إنبعاث روائح الكحول والمواد الكيماوية .

إستدانة أموال بشكل مستمر وملفت للنظر .

البدء بالخروج مع أصحاب جدد من متعاطي المخدرات .

الغياب المستمر سواء كان في الجامعة أو المدرسة أو العمل وعدم المشاركة في الأمور الأسرية والإجتماعية .

كثرة السهرات والرجوع متأخرا للمنزل وتركه لهواياته السابقة .

البطء في الكلام والفهم والكسل الدائم .

وجود المعالق والليمون والإبر بشكل مستمر في غرفته الخاصة .

عدم القدرة على تحصيل المواد الدراسية ولا مواصله العمل لفترات طويلة .

وأخيرا وليس آخرا رؤيته وهو يتناول المخدرات . 

 

إحصائيـات

 

 يبلغ عدد المدمنين في العالم  142 مليوناً  ، إستناداً إلى بيان منظمة الصحة العالمية عام (1990) ويعتبر الحشيش أكثر المواد استعمالاً في العالم :
 إ
ذ تقدر حالات متعاطيه ب 32.38  مليون حالة .
تليه المهدئات والكحول ب 21.45 مليون حالة .
وأخيراً المهلوسات ب 3.3  مليون حالة .
فالإدمان على المخدرات مرض وبائي سريع الانتشار ، وقد إرتفعت حدة هذا الإ
نتشار في السنوات العشرة الأخيرة ، في مختلف أرجاء العالم .
وتدل الإحصائيات الحديثة على أن أكثر الفئات التي ينتشر بينها هذا المرض ، هي فئة الشباب من الجنسين ، ففي الولايات المتحدة مثلاً ، يكثر إستعمال المخدرات في المدارس الابتدائية والثانوية .

والجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت مؤخرا أن الدول الفقيرة يصرف المواطن فيها حصة كبيرة من دخله على الخمر بالمقارنة مع الدول المتقدمة وأنه يشرب الخمر أكثر من نظيره الغربي ويعانى أكثر من ويلاتها كالعنف الأسرى و الجريمة والفقر والكرب .

الآثار السلبية للإدمان

أثر الإدمان على المجتمع

يؤدى الإدمان إلى أبعاد اجتماعية أهمها :

الأمراض المختلفة التي تنتشر بالتعاطي والإدمان وأهمها الإيدز .

وفاة العائل من أثر الإدمان وبالتالي فقد أسرته لمصدر رزقها ففي عام 1992 قدر عدد الوفيات بسبب الكحول ب 107.400 ومعظمها كان لمدمنين بين 20: 40 عام أي في العمر الإنتاجي للمجتمع .

زيادة الجريمة حيث قدرت الجريمة المرتبة بالكحول حوالي 19.7 مليار دولار وقدر الكحول بأنه مسئول عن 25 : 30 % من الجرائم العنيفة كما أن إدمان الكحول والمخدرات لوحده سببا كافيا لحصول المواطن الأمريكي على مساعدة مالية من الحكومة " ألغى هذا الإجراء حاليا " .

كما أن معظم تكلفة الكحول والإدمان تلقى على المجتمع يحملها أناس غير مدمنين.

يرافق الإدمان إضطرابات أخرى كالقمار .

وهذا الارتباط الذي ثبت بالإحصاء بين الخمر و القمار يذكرنا بالآية الكريمة .

بسم الله الرحمن الرحيم

" إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان "

" ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير "

صدق الله العظيم

أثر الإدمان على الأطفال و المراهقين

حيث تمثل خطرا كبيرا على حياة الأطفال والمراهقين وذلك بسبب :

ولادة الأطفال مدمنين على المخدرات أو متأذين بالتعرض للكحول وهم في أرحام أمهاتهم ، ثم يعيشون بعد ذلك في فقر وفوضى إجتماعية مع الإهمال والإعتداءات والتشرد لأن آباءهم يعانون من المخدرات أو الإدمان الكحولي .

يكونوا تلك الأطفال أكثر عرضه من غيرهم ليكونوا ضحايا العنف والحوادث وأذى الذات .

وأولاد المدمنين هم المرشحون الأوائل لدخول عالم الإدمان على النيكوتين والخمر والمخدرات ، فالبيئة متوفرة وتقليد الكبار والأصدقاء يسير في هذا الإتجاه .

التسرب من التعليم وإحتمالات متزايدة للأمراض النفسية  .

 

الزواج والإدمـان

الزواج من عوامل الإستقرار التي تقلل من نسب حدوث الإدمان فالمتزوجون عموما أقل إدمانا وأفضل إلتزام بالعلاج إن أدمنوا ، وأقل نكسا بعد العلاج ففي عام 2005 كان أكثر من نصف إدخالات المدمنين للعلاج لم يتزوجوا ومتوسط أعمارهم بين25: 44عاما وذلك بنسبة 52%.

و 28% ممن سبق لهم الزواج .

و 20% متزوجين .

الإيدز والإدمــان

حيث يوجد علاقة وطيدة بين المخدرات والخمر ومرض الإيدز ، وكلاهما يشجعان على السلوك الخطر الذي يجلب الإصابة بالإيدز عن طريق :

مشاركة الأصدقاء في إستخدام الإبر أو أدوات أخرى لتناول المخدرات كالقطن مثلا وقد ثبت أن إستعمال المخدرات له الدور الأهم كعامل أساسى في إنتشار الإديز في الولايات المتحدة حاليا " حسب بيانات وفرها المعهد الوطني للمخدرات بالولايات المتحدة"كالأتي:

- نصف العدد الكلى للإصابات الجديدة بالإيدز في الولايات المتحدة تأتى من مستخدمي المخدرات الوريدية ، ولكن في دول أخرى كإفريقيا الجنوبية تأتى معظم الإصابات من أنشطة الدعارة والفوضى الجنسية .

- لاحظ بعض الباحثين أن الكحوليين كانوا أكثر تعرضا للإصابة بالإيدز نتيجة وجودهم في بيئة ينتشر فيها الزنا واللواط ، ونظرا لأن الخمور والمخدرات تلغى الإحساس الرادع بوجود الخطر الذي يدفع الإنسان للوقاية .

الناحية الإقتصادية للإدمان

 

حيث تكلفة الإدمان تكون كبيرة على المستوى الإقتصادي كما على المستوى الإجتماعى فالإدمان لا يزال من أهم القضايا الصحية إذ يكلف الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات في العديد من المجالات ومن أهمها :

تكاليف الرعاية الصحية .

حيث قدرت تكلفة إدمان الكحوليات والمخدرات عام 1992 حوالي 246مليار دولار أمريكي .

حيث كلف الكحول وحده 148 مليار دولار وتكلفة المخدرات وإدمان الأدوية 98 مليار دولار ، ومن ناحية أخرى قدرت تكلفة حوادث السير الناجمة عن الكحول ب27.4 مليار دولار مما أدى إلى عبء معالجة المدمنين على الرعاية الصحية ب18.8 مليار دولار لمشاكل الكحول .

وتكلفة علاج المدمنين وتأهيلهم 5.6مليار دولار أما تكلفة علاج الحالات الناجمة عن الكحول ب13.2 مليار دولار .

كما قدرت كلفة تناذر الكحول الجينى ب مليار دولار يحث يولد الولد من أم مدمنة متخلف عقليا .

ويقدر شبكة الترصد داون بوجود 1.449.154 حالة إدخال لقسم الإسعاف مرتبطة بسوء إستعمال الأدوية أو المخدرات أو خطأ استعمال .

وتصنف هذه الزيارات إلى :

31% مخدرات غير شرعية فقط ، 27% أدوية فقط .

7% كحول فقط لمرضى دون 21 عاما .

14% مخدرات غير شرعية مع كحول .

10% كحول مع أدوية .

8% مخدرات غير شرعية مع أدوية .

4% مخدرات غير شرعية مع أدوية ومع كحوليات .

حيث يتضح من تلك الأرقام الآتي :

35% من الحالات كان الكحول موجودا كجزء من المشكلة .

49% من الحالات ارتبطت بالأدوية النظامية التي يبيعها الصيادلة ، مما يضع على كاهل الصيادلة مسؤولية مضاعفة في قضية الإدمان وكانت 55% من الحالات متعددة وأهم هذه الأدوية هي المسكنات " الأفيون " .

إنخفاض أو إنعدام الإنتاجية .

قدرت تكلفة إنخفاض الإنتاجية ب 67.7 مليار دولار بسبب الكحول وذلك بسبب ( عمل لم ينفذ ، عمل منزلي لم يؤدى ) .

الوقاية من الإدمان

 

 للوقاية من الإدمان في المجتمع يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تساعد على الوصول إلى هذا الهدف والهدف العام لهذه الإجراءات هو خفض الإستعمال غير المشروع للمخدرات.

وذلك أمر متميز للقضاء على إستعمال للمخدرات الذي ثبت أنه أقل واقعية وغير قابل للتحقيق عادة .

ومع ذلك فإن الخفض يمكن تحقيقه إذا أنقصنا مستوى الإستعمال غير المشروع للمخدرات إلى أقل حد الممكن حيث إن مستوى الإستعمال غير المشروع لمخدرات يثير مشاكل عدة

تقليل عدد الحالات الجديدة للاستعمال غير المشروع .

ولا يمكن إجراء خفض الطلب على نحو فعال دون فرض ضوابط على عرض المخدرات .

 وبصفة خاصة ، ينبغي فرض ضوابط تنفيذية على توافر كل من المخدرات التقليدية التي يساء إستعمالها والمنتجات الصيدلانية الجديدة التي يمكن تحويلها من المصادر المشروعة إلى السوق السوداء وبالإضافة إلى هذه الضوابط ، يتعين توجيه الإهتمام إلى تلك التدابير التي يكون تطبيقها متوازيا ومتمشيا لخفض الطلب غير المشروع على المخدرات.

وحسبما يوضح د. محمود جمال أبو العزائم مستشار الطب النفسي أهم هذه التدابير :

تدابير وقائية تتطلب الوقاية من الاستعمال غير المشروع للمخدرات عناصر محفزة وعناصر رادعة على السواء .

تدابير علاجية .

تدابير لتأهيل المدمنين على المخدرات وإعادة اندماجهم اجتماعياً.

وتسعي هذه  العناصر إلى :

تحسين قدرات الفرد على مواجهة مشاكله بصورة بهناءة .

تغيير العوامل الإجتماعية غير المواتية والتي يمكن أن تؤدي إلى إساءة إستعمال المخدرات .

عناصر الرادعة تتمثل في الآتي :

التهديد بالعقاب .

الخوف من الضرر الشخصي الناجم عن استعمال المخدرات .

أهداف الوقاية .

تتمثل الأهداف الرئيسية للتدابير الوقائية في :

زيادة معرفة وتفهم المخدرات واستعمال المخدرات وأضرارها .

تنشئة مواقف وسلوك سليم فيما يتعلق باستعمال المخدرات .

تطوير القدرات الفردية على المواجهة لمقاومة الضغوط من أجل الإنغماس في الإستعمال غير المشروع للمخدرات .

تعميم مشاركة الفرد والجماعة والمجتمع في البرامج التي تهدف إلى خفض الطلب غير المشروع للمخدرات .

استراتيجيات للوقاية .

للوفاء بإحتياجات حالة خاصة على خير وجه ، يتعين بحث مجموعة واسعة من التدابير. وفيما يلي أكثرها شيوعاً .

تدابير إعلامية

وتتضمن نقل المعلومات الواقعية والدقيقة عن المخدرات واستعمالها .

وهى تتضمن بصفة عامة نهجين :

نهج الترويع الذي يفترض أن زيادة الخوف من عواقب إستعمال المخدرات سيردع من تسول له نفسه تجربتها ، أو أن يواصل إستعمالها .

النهج الواقعي الذي يفترض أن معرفة دقيقة ومتوازنة عن أثار إستعمال المخدرات ستؤدي إلى إستحداث المواقف التي تعزز الوقاية وتثني عن إستعمال المخدرات .

البرامج التربوية

وتتضمن هذه مقررات دراسية مصممة وبرامج للتأثير بطريقة إيجابية على دوافع الفرد ، ومواقفه وسلوكه بالنسبة إلى إستعمال المخدرات وكذلك البرامج التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال التطوير العام للقدرات على المواجهة . وتتضمن هذه أربعة نهج عريضة :

نهج تعليمية مبرمجة .

إدراج برامج تعليمية متكاملة عن المخدرات في المناهج الدراسية.

برامج تعليمية عن الصحة .

برامج تركز على التنمية الصناعية .

برامج قائمة على المجتمع .

وتتضمن الجهود المتناسقة الإستخدام المناسب للموارد الحكومية والخاصة ، في مجتمع لخفض الطلب على المخدرات . وتشمل على سبيل المثال :

إنشاء مراكز لتقديم النصح والمشورة .

توفير وسائل الإقامة للشباب المشردين .

تقديم بديل لإستعمال المخدرات .

تطوير برامج إختيار الوظائف المناسبة والبرامج الإستشارية والتدريبية . [1]

العــلاج

 

إن علاج تأهيل وإعادة الإندماج الإجتماعي للمدمنين على المخدرات ، سلسلة متصلة من التدابير التي تهدف إلى تحقيق وجود متحرر من المخدرات وإعادة وضع هؤلاء الأشخاص في المجتمع مع توفير طريقة حياة كريمة لهم . ورغم أن هذه التدابير قد تختلف عن بعضها البعض ، فأنها تترابط فيما بينها ، ويتعين قبل كل شئ إيجاد وثيقة بين مختلف البرامج في مجتمع ما .

ويتناول العلاج الآثار الفسيولوجية والنفسية والإجتماعية الناجمة عن إساءة الفرد لإستعمال المخدرات ، وكذلك يشير إلى التدابير التي تهدف إلى مساعدة المستعمل ، رجلا كان أم سيدة ، على أن يتحكم أو يسيطر على إستعماله للمخدرات وذلك بهدف تيسير إعادة إندماجه الإجتماعي .

ويهدف التأهيل وإعادة الإندماج إلى الوصول بالفرد إلى حالة يستطيع أو تستطيع فيها من الناحية البدنية والنفسية والإجتماعية مواجهة نفس المشاكل التي يواجهها الآخرون في مجموعته العمرية ، وأن يستفيد من الفرص المتاحة في المجتمع .

حيث أكد  خبراء العلاج النفسي أن العلاج النفسي هو العامل الرئيسي للمريض و ليس الطبي ثم بعد ذلك العلاج الطبي لأن المريض في هذه المرحلة يكون فاقداً السلوكيات تماماً مثل تحمل المسئولية و كيفية التعامل مع الآخرين من هنا يتم الإعداد النفسي السلوكيات و الطبي سوياً و أكدوا أيضا أنه لا يوجد مريض بالإدمان يشفى تماماً و لكن يكون مريض متعافي فقط . 

رؤيتى الخاصة

نهاية الإدمـان

حيث يتلخص نهاية الإدمان في ثلاثة إتجاهات وهى :

-      العلاج

حيث يرغب المدمن في العلاج حتى يكون فرد منتج وفعال في المجتمع .

-      السجن

حيث يؤدى الإدمان بالمدمن للسجن وذلك بسبب :

تناول أو المتاجرة في المخدرات .

القيام بجريمة مثل السرقة أو القتل .

-      الموت

وذلك عن طريق تناول جرعات زائدة عن الحد الطبيعي مما يؤدى إلى وفاة المدمن في الحال .

 

للوقاية من الإدمان

 

-   تقوية الوازع الديني لدى الشباب

- عدم تهميش الشباب والسماح لهم بحرية واسعة .

- النظر في مشاكل الشباب ومعرفة أرائهم وأفكارهم .

- التوسع في ملتقيات الشباب كأسبوع شباب الجامعات وغيرها من الملتقيات الشبابية

- إهتمام الأهل بالشباب والتواجد بشكل مستمر في المنزل أو بشكل شبه مستمر على الأقل .

- ملئ فراغ الشباب عن طريق توعيتهم بأهمية مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والجمعيـات الأهلية والأعمـال الخيرية وغيرها من الأعمال الاجتمـاعية والاقتصادية .

- تذكير الشباب دائما بأهمية الهدف ومشاركتهم الرأي في كيفية الوصول إليه .

- الإنتقال إلى مستوى أعلى في الهدف حتى لا يترك مجال للإحباط والتفكير غير المنطقي وإختيار دائما الأصدقاء الايجابيين لمساعدته في الوصول للهدف المطلوب .

- عدم ترك الأموال بدرجة كبيرة عن الحد المطلوب مع المراهق .

- إعداد دورات وندوات للشباب لتوعيتهم بخطورة المخدرات وعدم صحة الأقاويل بشان إيجابيات المخدرات .

- منع شرب الخمر والسجائر أو حظرها على الأقل .

- التوسع في التوعية الإعلامية عن مخاطر الإدمان .

- إذا كان الفرد مدمن فعليا فعليه أن يغير سكنه وذلك حتى يتثنى له نسيان الماضي بآلامه وبدء حياه جديدة بدون مخدرات وبصحبه جديدة غير مدمنة .

 

 ملخص

  ولذلك

على المجتمع التحرك الفوري للحد من إنتشار المخدرات

وضرورة تكاتف الدول للحد من هذا الوباء

وإلا سنجد كل من الأبناء، الأصدقاء... داخل هذه الدائرة المدمنة

 

 

المــراجع

المصدر: موقع : إيجيبتى http://www.egypty.com/top4/addict.asp موقع : مستشفى أبو العزائم النفسي http://www.elazayem.com/PERVENTION%20OF%20ADDICT.htm موقع : ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki ج لقاء مع سليمان عبد الرحمن : أخصائي مكافحة الإدمان بمستشفى الأمل " منتدى الزاخر " http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=3340 ندوة حول تعاطى المخدرات معهد إعداد القادة " بور سيعد ، الإسماعيلية " موقع : بي سي نيوز http://www.p-s-news.com/documents15-101104.htm موقع : منظمة الصحة العالمية http://www.unicef.org/arabic/index.php
egywolves

احمد عبد الغنى

  • Currently 58/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2010 بواسطة egywolves

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

8,987