النقابة العربية للصحافة والااعة والتليفزيون والاعلام الاليكترونى

اعلام واحد يجمعنا


قصة حقيقية ولكنها أغرب من الخيال.. تجسد كل معاني الحب والعشق والوفاء الذي لا يتكرر إلا نادراً.. لم تحدث بهذا الشكل المأساوي ولم يصورها أي مخرج مبدع من قبل ولا حتي في أفلام السينما. بطلها مهندس عجوز عمره 81 عاماً لم ينجب هو وزوجته التي يحبها بجنون.. ماتت فجأة شريكة العمر داخل شقتهما بمنطقة التوفيقية بوسط العاصمة متأثرة بأمراض الشيخوخة فرفض أن يبلغ أحداً رافضاً دفنها بالمقابر ونام بجوار جثتها علي السرير حتي لا يعيش وحيداً وظل طوال خمسة أيام كاملة يبكي بلا طعام أو شراب بإصرار وعزيمة منه علي الموت بجوارها لكن شاء القدر أن تفوح رائحة الجثة داخل العمارة التي يقيمان بها ويقوم الجيران بإبلاغ قسم شرطة الأزبكية لفشلهما في فتح الباب علي العجوز وزوجته لاعتقادهم وفاتهما.. وبعد كسر الباب عثر علي جثة السيدة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
القصة المثيرة للدهشة والغرابة التي أثارت حالة من الحزن بين الأهالي الذين سمعوا بها تم اكتشافها كما دارت أحداثها من البداية عندما فوجئ بواب العقار رقم 15 بشارع سوق التوفيقية بوسط العاصمة بعدم خروج المهندس العجوز كمال خالد المواردي "81 عاماً" وزوجته جودي فؤاد "82 سنة" من شقتهما التي يعيشان فيها بمفردهما وانبعاث رائحة كريهة من المسكن طوال خمسة أيام أصابت سكان العمارة بالرعب والفزع مع تزايدها بطريقة كادت تخنقهم.
شعر الجيران بتعرض المهندس العجوز وزوجته لمكروه خاصة أنهما بلا أولاد ولم يسأل عنهما أحد فقاموا بالطرق علي الباب للاطمئنان عليهما ولكن لم يرد عليهم أحد مما أكد لهم موتهما داخل الشقة في ظروف غامضة دون أن يشعر بهما أحد طوال تلك المدة لعدم تردد أي شخص من الأهل والأقارب منذ فترة حتي فاحت الرائحة الكريهة بهذا الشكل البشع.
أسرع بواب العمارة ويدعي حنفي محمود محمد "52 سنة" بإبلاغ العميد إيهاب فوزي مأمور قسم شرطة الأزبكية بالرائحة المفزعة داخل العمارة والتي تنبعث من داخل شقة المهندس العجوز وزوجته مؤكداً في بلاغه أنهما يعيشان وحيدين لعدم إنجاب أولاد وعلاقتهما طيبة بالجيران ودائماً في حالهما وأنه يشك في تعرضهما لخطر وربما الموت داخل الشقة لعدم الخروج منها منذ حوالي أسبوع وخروج تلك الرائحة الكريهة من الشقة في العمارة بطريقة لا يطيقها أحد من السكان. مشيراً في نهاية بلاغه بقيامهم بالطرق علي باب الشقة ولكن بلا مجيب.
علي الفور قام المقدم محمد رضا رئيس مباحث الأزبكية بالحصول علي إذن من المستشار محمد حتة رئيس نيابة الأزبكية لكسر باب الشقة لمعرفة سر الرائحة الكريهة والاطمئنان علي أصحابها.
كانت المفاجأة التي اكتشفها الرائد محمد القاضي رئيس التحقيقات بقسم شرطة الأزبكية فور كسر الباب بمساعدة بواب العمارة العثور علي الزوجة "جودي" بسرير غرفة النوم وبجوارها زوجها المهندس "كمال" في أحضانها يبكي وفي حالة إعياء شديد ومازال علي قيد الحياة رافضاً ترك جثمان زوجته والرائحة التي كادت تخنق الجميع وهو يبكي بحرقة ويردد للضباط أرجوكم "سيبوني أموت معاها مش عايز أعيش لوحدي" وقال "أنا لم أتناول الطعام والشراب منذ موتها طوال خمسة أيام ولم أشعر بالرائحة الكريهة التي تتحدثون عنها أنا لا أتصور الحياة بدونها بعد هذا العمر أرجوكم ادفنوني معها".
اضطر الضباط أمام هذا المشهد المأساوي لتهدئة المهندس العجوز وإقناعه بأن إكرام الميت دفنه وأن ما حدث هو قضاء الله وقدره ولابد من ترك جثمانها والتوجه معهم للمستشفي للعلاج.
تم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة ونائبه اللواء علي الدمرداش وأمر اللواء جمال عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للمباحث بإجراء تحريات مكثفة لمعرفة سبب الوفاة وفحص جثة السيدة العجوز والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية وأن الوفاة طبيعية وهو ما ثبت من أقوال الزوج الذي تم نقله للمستشفي للعلاج وإنقاذ حياته في اللحظات الأخيرة.
توصلت التحريات إلي أن الزوجة كانت تعاني من أمراض الشيخوخة التي اشتدت عليها هي وزوجها في الفترة الأخيرة وهو ما أدي لوفاتها فجأة علي فراش المرض بالشقة بجوار زوجها ورفض زوجها إبلاغ أحد من الأهل والجيران وقام بالنوم بجوار الجثة لمدة خمسة أيام حتي لا تبعد عنه ويموت بجوارها كما قرر للضباط بحضور الجيران الذين لم يتمالك أي منهم أعصابه وانخرطوا في بكاء هيستيري حزناً علي جارتهم وتعاطفاً مع زوجها المهندس المخلص في زمن قل فيه الوفاء وأبدوا رغبتهم في تقديم يد العون والمساعدة له أثناء علاجه بالمستشفي مؤكدين أن علاقتهم كانت طيبة بجميع السكان ولم يتصوروا تلك النهاية المؤلمة لهما غير مصدقين ما فعله الزوج المهندس مع زوجته المتوفية ورفضه الطعام والشراب وتحمله تلك الرائحة طوال هذه المدة حتي أنقذه القدر من الموت بجوارها.
أكد المهندس العجوز بعد نقله للمستشفي لإسعافه وإنقاذ حياته بأن حبه لزوجته وعشقه لها رغم عدم إنجاب أولاد جعله لا يتخيل الحياة بدونها ولو لحظة واحدة.. فقد كانت كل شيء في حياته يمرض لمرضها ويفرح لفرحها ولم يؤثر عدم إنجابهما في حياتهما ولو لحظة واحدة لدرجة أنهما لم يتوجها للأطباء لمعرفة السبب في عدم الإنجاب لذلك كان قراره أن يعيشا سوياً ويموتا سوياً وهو متأكد بأن حياته لن تستمر لحزنه عليها ويتمني أن يكون بجوارها بعد مماته بعد أن انتهي المهندس العجوز من حكايته التي أصبحت حديث الناس في كل مكان توافد عليه الكثير من الأهل والجيران حتي الأطباء والممرضات بالمستشفي تسابقوا في خدمته وتقديم كافة سبل الرعاية في محاولة للتخفيف من أحزانه.
تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق وصرحت بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة لتكون أغرب قصة سطرتها محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة حتي الآن.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2013 بواسطة ebrahime

ابحث

عدد زيارات الموقع

255,157

بــيـــان هــــــام

تعلن جريدة الجمهورية عن فتح باب تلقى السير الذاتية لكبار الكتاب نظرا  لحاجة الجريدة بفرع الدلتا - عن التعاقد مع 10 من كاتبى مقال الراى من كل المجالات ولكن تحت بند هموم ومشاكل الناس والجريمة نظرا لتخصص الموقع الالكترونى فى هموم الناس وقضاياهم من خلال الخدمة التى نقدمها لكل اهل الدلتا 
الشروط الواجب توافرها 
1- ان يكون من المؤهلات العليا 
2- ان يكون سبق لة الكتابة كعمود للراى فى اكثر من جريدة خبرة 3سنوات على الاقل ترفق شهادة الخبرة 
3- العمرلايقل عن 35 عاما 
4- الحصول على كراسة الشروط 
5- شهادة حسن سير وسلوك 
6- 6 صور شخصية 4×6 
7- صورة الرقم القومى

8- صحيفة الحالة الجنائية مقدمة خصيصا الى الجريدة 
مع رجاء  الجريدة بالتوفيق للجميع 
للتواصل (01012882211) من الساعة 11صباحا حتى 8مساءا