بقلم / رجاء ربيع عريف
الباحثة في الشئون الإسرائيلية بكلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية
كثيرا ما يعن التساؤل حول قوة دولة اسرائيل المزعومة ، وسر بقائها واحتفاظها بوجودها في الشرق الأوسط ، وكبف تتدخل سيدة العالم وتهب ثائرة ،سواء شاءت ام أبت ، حالما تعرضت إسرائيل لأية عقبات أو مضايقات من أي كيان أو دولة تعاديها . إذن فما سر تلك القوة ، وما هذا الكيان أو المنظمة المسئولة عن ذلك ، وما هي جماعات الضغط الصهيونية ، أو مايعرف باللوبي ، فما هذا اللوبي ؟! ، وما مفهومه ومما يتكون ؟! لا يعقل أن نتصور أن هذا اللوبي يقتصر على مجرد مجموعة من الافراد العاديين أو مجرد تكتل سياسي أو أقلية صغير ة في الولايات المتحدة ، بل هي فكرة أكبر ، واكثر صعوبة و تعقيداً. بل هي جاليات يهودية كبيرة ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ستة ملايين يهودي يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية حيث يشكلوا نسبة 3% من سكان الولايات المتحدة ، ، وتضم تلك الجماعات مجموعة من الأثرياء وكبار الشخصيات التجارية والسياسية في الولايات المتحدة وفي نفس الوقت لها ثقل سياسي وإقتصادي كبير. هذه الجماعات لها من المال والنفوذ ما يمكنها من ممارسة هذا الضغط ، حيث تشير الإحصائيات أن تلك الجماعات تسهم في إقتصاد الولايات المتحدة بنسية كبيرة ، ومدخرات واموال طائلة . واستطاعت تلك الجماعات اليهودية ان يشكلوا جماعات تمارس نوعاً من الضغط الشديد ، على الولايات المتحدة وسياستها الداخلية ، والخارجية بل وتتحكم في اختيار رئيس الدولة أحياناً كثيرة . قد يصدم القارئ العربي لأول وهلة لو علم أن هذا اللوبي الصهيوني ؛ الذي أتناوله بمقالي هذا ، يتألف من مجموعة ضخمة من المنظمات والإئتلافات والروابط اليهودية الكبيرة ، والمدعومة من الولايات المتحدة ، والتي تؤثر بشكل كبير في قرارت الولايات المتحدة ، وعلى سبيل المثال أذكر منها ، منظمة آيباك ( اللجنة الامريكية الإسرائيلية للشئون العامة ) ، ومؤتمر المنظمات اليهودية الامريكية والمعروف بإسم (مؤتمر الرؤساء) ، ومنظمة الفساد الصهيونية ، ورابطة العمل الصهيوني ، ولجنة الدفاع عن الحقوق المدنية ، وغيرها الكثير من المنظمات السرية ، أو الغير معلنة النشاط . كما ان هناك العديد من الشركات التجارية الضخمة ، والشركات المتعددة الجنسيات والدولية ، يمتلكها يهود ، تسهم بشكل كبير في تمويل الكيان الصهيوني ، أو دولة إسرائيل المزعومة . كما تلعب تلك المنظمات دوراً هاما في دعم اسرائيل والضغط على الولايات المتحدة في اية قرارات تتخذها سواء ضد العرب أو ضد الكيان الصهيوني ، بالاضافة إلى أن يهود الولايات المتحدة يسيطرون على أغلب المراكز الاقتصادية والشركات الضخمة والعملاقة والصحف الامريكية ، مما جعل اليهود بوجهون كل ما في حوذتهم لخدمة اسرائيل وضمان تدفق المساعدات العسكرية والاقتصادية لهم ، ومقاومة أي دعم امريكي للدول العربية للمحافظة على التفوق الإسرائيلي . كما لايخفى دور تلك الجماعات اليهودية (اللوبي الصهيوني) حتى اليوم على تفوق إسرائيل عسكرياً وإمدادها بأحدث الأسلحة المتطورة ، كما تضغط تلك الجماعات على الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو في مجلس الامن ضد اي قرار يتخذ ضد إسرائيل في الأمم المتحدة . ولايغيب على العالم بأسره إنتهاك هذه الدولة الحديثة الوليدة ، للقوانين والاعراف الدولية والإتفاقيات والمعاهدات الدولية ، ومعاهدة حظر إنتشار السلاح النووي ، وهي لازالت مصرة على خرق قواعدة ، وتحتفظ اسرائيل بترسانة نووية ، وترفض مجرد تفكير اي دولة عربية أو غيرها في منطقة الشرق الاوسط بإمتلاك أسلحة نووية ، كما تلوح بيبن الحين والآخر بمدى خطورة إمتلاك دولتي إيران وباكستان السلاح النووي . وهذا عن الدور اللوبي الصهيوني في اللعب بأيد خفية في سياسات الولايات المتحدة ، وفي التأثير في دوائر صنع القرار الأمريكي ، وتوجيهه لمصلحة إسرائيل في المقام الاول والأخير ، لحفظ التوازن المادي والعسكري للجانب الصهيوني في مواجهة الدول العربية المجاورة .
<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --><!--[endif] -->
