<!--

<!--<!--

اهلا ومرحبا بكم قرائى الاعزاء فى رحله جديده من رحلاتكم مسافر عبر التاريخ ,رحلات نخوض فيها الى قلب واعماق تاريخنا المصرى العظيم ,مستشهدين من خلال اثارنا على مجد وعظمه تاريخ مصرنا الغاليه ,واليوم سترسو سفينتنا التاريخيه فى معبد بن عذرا اليهودى ,الذى دار حوله جدل فى الاونه الاخيره ,وهو ايضا الضلع الثالث فى مثلث اثباتنا 

بأن ارض مصر احتضنت كافه الاديان السماويه دون تحيز لأى دين او فصيل ,بل بالعكس كانت ومازالت وستظل مصر حاضنه لأى متضهد او مظلوم اومستجير  ,واقرب الامثله موقف الشعب المصرى نفسه من اخوانه السورين حين تركوا ارضهم هربا من بطش الفتنه التى اصبحت كالطاعون فى بلدهم فكانت مصر واهلها خير سند وخير معين.

فهيا بنا قرائى الاعزاء لنتشارك سويا ما اعددته لكم من وليمه حافله بالمعلومات التاريخيه عن هذا معبد او كنيس (بن عذرا)

كنيس بن عذرا هو احد كنيس المعابد اليهوديه المصريه.ويقع فى منطقه الفسطاط(مصر القديمه).ويعد واحد من اكبرها واهمها وخصوصا مع تولى الحكومه المصريه لع برعايته وترميمه وتحويله لاثر ورمز سياحى ,ونظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهوديه التى تؤرخ وجود طائفه اليهود فى مصر .

المعبد فى الاساس كان كنيسه تسمى "كنيسه الشماعين" وقد باعتها الكنيسه الأرثوذوكسيه للطائفه اليهوديه,عندما مرت بضائقه ماليه نتيجه لزياده الضرائب التى فرضت علىها وقتها ,وسمى المعبد بهذا الاسم نسبه الى "عذرا الكاتب " احد اجلاء احبار اليهود,ويسمى بمعبد الفلسطنيين ,او معبد الشوام.

ويعرفه الباحثون واليهود المحدثين ب"معبد الجنيزا" نسبه الى مجموعه وثائق الجنيزا التى وجدت به عام 1890.

يعد المعبد هو اقدم معابد القاهره .وتروى القصص اليهوديه ان موسى عليه السلام كان قد اختار موضعا للصلاه بجوار النيل قديما فيما عرف بعد ذلك بالفسطاط ,ولكن وفقا للمقريزى فان المعبد كان فى الاصل كنيسه مسيحيه ,وبيعت فى وقت ما لليهود والاستناد لذلك يعود الى اخبار رويت عن كنيسه باسم القديس ميخائيل فى نفس البقعه , ولا اثر لها اليوم.

وتشير المصادر الى انها بيعت فى عام 882م لليهود فى سبيل جمع مبلغ من المال كان قد فرضه احمد بن طولون على المسيحين,وقد دفع فيه "ابراهام بن عذرا "وقتها مبلغ 20000دينار, ومؤرخ ان المعبد اعيد بناؤه مره اخرى بعد ان ساءت حاله المبنى كثيرا حتى قررت الطائفه هدمه تماما وبناؤه من جديد عام 1890م,وساءت احواله مره اخرى الى ان جددته الحكومه المصريه بالاشتراك مع المركز الكندى للعماره عام 1991وتحول الى مزار سياحى معروف .

وهناك روايات يهوديه تفيد بان هذه البقعه هى مكان كان موسى قد استخدمه للصلاه بعد ان اصاب البلادالطاعون وفقا للقصه المعروفه.

وتروى قصص اخرى ان النبى ايليا (الياهو) كان قد تجلى للمصلين هناك اكثر من مره ,وان المعبد يحوى رفات النبى ارميا.

وقد استخدمت المعبد غالبيه الطوائف اليهوديه على مر التاريخ فى مصر .فقد استخدمه اليهود العراقيين وهم اليهود القرائيين,واليهود الشاميين ,والشكناز,والسفرديم ,وانتهى به الحال كمعبد لليهود الربانيين بعد انتقال طائفه اليهود القرائيين الى قاهره المعز فى العصر الفاطمى وهم اللذين يتحدثون العربيه كلغتهم الاصليه.

المعبد مكون من طابقين شأن عدد كبير من المعابد والمحافل اليهوديه ,الاول يستخدم للمصلين من الرجال والثانى لصلاه السيدات ,والمعبد يستقبل القدس ويحوى صفين من الاعمده الرخاميه ذات التيجان البديعه ,وينقسم الى ثلاث اقسام اكبرها هو الوسط الذى تعلوه (شخشيخه)او فتحه الاناره والتهويه ,وفى وسطه منصه الوعظوحولها مقاعد المصلين ,والهيكل فى الجانب الشرقى ,ويحوى تابوت العهد ولفائف التوراه.

اما الان قرائى الاعزاء وقد انتهت رحلتنا لهذا الاسبوع وقد اكتمل الاثبات التاريخى بأن مصر حاضنه لجميع الاديان السماويه دون اضطهاد او تفرقه .

اترككم فى رعايه الله وامنه على ان القاكم الاسبوع المقبل لنكمل ما بدأنا من رحلات فى تاريخ مصرنا الحبيب مع رحلات (مسافر عبر التاريخ).