رحلتنا اليوم عزيزى القارئ قمت باختيارها بعنايه كبيره باحثا عن ردا تاريخيا لمن يزعمون بأن الاسلام انتشر بحد السيف, وعلى اساسها يقومون بالتفرقه بين الشعب المصرى ويقسمونه الى العديد من الطوائف حسب ديانته اومعتقداته .
سنرسو بسفينتنا التاريخيه اليوم فى منطقه مصر القديمه والتى تعد مجمعا للاديان السماويه الثلاث,وكـأن الله قد اراد ان يؤكد للشعب وحدته الوطنيه عبر العصور المختلفه,فقد اجتمعت اقدم وأول الأثار المسيحيه والاسلاميه فى مكان واحد وتحت سماء واحده لتصنع مجمعا طبيعيا للأديان لا تفصل بينهم سوى امتار قليله يمثل صوره تؤكد حوارا حقيقيا للأديان
الثلاث الاسلامى والمسيحى واليهودى,فنجد مسجد عمرو بن العاص اول مسجد بمصر وافريقيا والكنيسه المعلقه اقدم كنيسه وكاتدرائيه فى مصر بالأضافه الى معبد بن عذرا اهم المعالم اليهوديه فى مصر وكذلك المتحف القبطى.
وقد اخترت لكم فى رحله اليوم مسجد(عمرو بن العاص),فهو اول مسجد فى مصر وافريقيا تم افتتاحه يوم الجمعه
6محرم عام 21هجريا ويعتبر الرابع فى الاسلام بعد مسجد المدينه والبصره والكوفه.
فعندما تطأ اقدامكم ارض المسجد سيعود بكم الزمن الى عصر الفتوحات الأسلاميه,وتقفز الى مخيلتك صوره الصحابى
الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر وطهرها من فلول الرومان ,وقد اختار عمروبن العاص منتصف مدينه الفسطاط العاصمه وهى مدينه مستديره لم يبن فيها اية قلاع او حصون وذلك لأن اهل مصر دخلو الاسلام عن عقيده وايمان ولم يرونهم اعداء قط.
وكانت مساحه المسجد وقت انشاءه(50ذراعا * 30ذراعا)وله سته ابواب ,وظل كذلك حتى عام 53هجريا/672ميلاديا
حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمه بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل معاويه بن ابى سفيان واقام فيه
اربع ماذن ,وتوالت التوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته نحو اربعه وعشرين الف ذراع معمارى (وهو الأن 120مترا *110مترا).
ابان الحمله الصليبيه على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564هجريا خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينه الفسطاط فعمد الى اشعال النيران فيها اذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتهدم
مسجد عمرو بن العاص .
عندما ضم صلاح الدين الايوبى مصر الى دولته ,امر باعاده اعمار المسجد من جديد عام 568هجريا ,فاعيد بناء صدر المسجد والمحراب الكبير الذى تم كساؤه بالرخام ونقش عليه نقوشا منها اسمه.
ومن ابرز من القى خطب ومواعظ فى هذا المسجد
(الشافعى ,والليث بن سعد ,العز بن عبد السلام,ابن هشام )
وهنا قرائى الاعزاء تنتهى رحلتنا لهذا الاسبوع املا ان اكون قد قدمت ردا تاريخيا لكل من يحاول التفرقه بين ابناء هذا الوطن متخذا من عبارات الجهاد فى الاسلام لتحقيق مطالبه واطماعه الطائفيه فالاسلام منه براء والتاريخ ايضا.
اترككم فى رعايه الله وامنه على ان القاكم الاسبوع القادم ورحله جديده من رحلات (مسافر عبر التاريخ).
نشرت فى 2 أغسطس 2013
بواسطة ebrahime
ابحث
عدد زيارات الموقع
255,207