أخشى ماأخشاه في هذه الآونة، هذا المشهد الذي أنتفض من مجرد توقعه ، وهو التناحر بين الفرق السياسية المختلفة ، وبين ابناء الوطن الواحد ، من أجل صراع زائل ومضمحل ،ألا وهو الوصول إلى كرسي الحكم،
وأحمل كل من تسول له نفسه ذلك ، مسئولية دماء ستهدر ، وأنفس ستزهق وتسأل بأي ذنب قتلت ؟!
وأقول .. إن كل قطرة دم تسيل علي تراب مصر الآن جريمة وكل من يشارك في مسلسل الدم خائن لهذا الوطن ، ولا يعقل ان تتحول دعوات الدين بكل ما فيه من النبل والأخلاق الي اساليب للقتل والدمار، أو دعوات السلام والتحرر والإستقلال إلى طرق للتناحروالإقتتال .
الجيش سيف ودرع الامة ..
لايمكن بأي حال من الأحوال ، ونحن نتنسم الديمقراطية أن يقم بأي عملية عسكرية ضد المتظاهرين ـ كما يزعم الزاعمون ـ في ميدان رابعة العدوية ، وهذا ما عهدناه به ،وأنى لخير أجناد الأرض أن يقترفوا مثل هذه الأعمال
المصالحة الوطنية .. ما أحوجنا إليها..
تعالت أصوات وطنية مخلصة للدعوة للمصالحة الوطنية بين جميع فئات وتيارات وفصائل الأمة ، من أجل مصر ،ولأجل مستقبلها ، فلا إقصاء ولا تخوين ولا هيمنة لفصيل على حساب آخر ، وما أحوج الأمة لمثل تلك المصالحة ، لنعد إلى سابق عهدنا ،يسودنا المحبة والوئام ، وهذا الإستنفار الإجتماعي جديد هو علينا نحن المصريين ، ولكنها السياسة لا سامحها الله .. أوالحرية الفوضوية ، أو إن شئت قل سوء إستخدام للديمقراطية في بلد حديث العهد بها؟!!
مبادرة للم الشمل مسئولية تقع على عاتق الجيش ..
أرى أن الجيش المصري له العديد من المواقف المشرفة ، وهي سجية فيهم غير محدثة ، وله مبادراته ،ومساعيه الحميدة التي لا تخفى عن الجميع ، ولكني أرى أنه لا ضير على القوات المسلحة إن قامت بمبادرة إستباقية ، بين ممثلي التيارات المختلفة ، ولا سيما التيار السياسي الإسلامي ، من أجل الوطن وحقناً للدماء ، وبمساعدة الأزهر والكنيسة والمؤسسات بالدولة ، لاسيما مؤسسة القضاء التي ينتمي إليها السيد الرئيس الحاليس عدلي منصور .
سوء الظن بالمؤسسة العسكرية..
أرى أن التيار الإسلامي ، لاسيما الحشود التي تملأ رابعة العدوية ، تبادر إلى فهمها ، وغلب على ظنهم أنها إرهاصات وبوادر للقيام بعملية إنتقامية ـ على حد قولهم ـ تجتث وتستأصل شأفتهم ، وهذا ما أستبعده كلية ..
بل على جيشنا الباسل .. تقديم هذه المبادرة أولى من المطالبة بالتفويض ، تلك التي توحي بإستخدام القوة أو التهديد بها ، وتؤدي إلى الإنقسام والتفرق ، وذلك كله حقناً لدماء المصريين وتفادياً لحرب أهلية وشيكة الوقوع، ستقضي على الأخضر واليابس ، وستجرنا إلى غياهب الظلام .
مواجهة الإرهاب .. واجب قومي لا يحتاج إلى دعوة أو تفويض.
إن قواتنا المسلحة هي درع الامة وسيفها البتار ، لا ترضى الدنية بوطنها ، ولاتقبل الضيم ، وإن رأت يد معتد أو إرهابي ، تهب واثبة لتضرب بيد من حديد على يد كل آثم ،خارج عن القانون ، دون مزايدات من هذا، أو مطالبات من ذاك .
جماعة الإخوان المسلمين .. تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
بل على حشود الإخوان المسلمين الإمتثال لداعي الوطنية ، ولم شعث الأمة ، ونبذ الخلافات التي تعوق مسيرة وتقدم البلاد ، والرضاء بماقد جرت به المقادير ، ومحاولة تصحيح الأخطاء السياسية ،وتصحيح الصورة القميئة التي قد إنطبعت في أذهان الكثيرين من أبناء الوطن الواحد عن الجماعة .
وأخذ الامور بمنطق المكسب والخسارة السياسية ، خير من أن يقبعوا باكين على اللبن المسكوب ، والإيمان بمبدأ تداول السلطة ، ومحاولة الولوج برفق كرة اخرى في الحياة السياسية بفكر جديد .
حقناً لدماء المصريين وتفادياً لحرب أهلية وشيكة الوقوع.
الوطن فوق الجميع ..
إن تحويل المواجهة والنزاع السياسي في مصر الي حرب دينية شعواء ، أمر يتعارض مع كل القيم والأخلاق التي رسختها الشريعة الغراء ، ولا يمكن إعتبار سقوط الإخوان في مصر ، هو سقوط للإسلام وهدم لأركان الشريعة ، وهذا ما أراه من وجهة نظري ، لأنهم لم يعبئوا بتطبيق الشريعة أوبمجرد إحداث أية تغييرات تشريعية كانت أو إجتماعية في تلك الفترة الوجيزة.
بل إن التيار الإسلامي نفسه منقسم على نفسه ، وهذا ما رأيناه جلياً في مواقف حزب النور السلفي ، ذلك الحزب الذي لازال يحافظ على شعرة معاوية ، وبدت معارضته جلية لسياسة الإخوان المسلمين ؛ ولكن رغم ما كان له من مواقف وطنية لا غبار عليها، شهد بها القاص مع الداني ، إلا أنها كانت سياسته هلامية ،غير واضحة الملامح ، وهم غير ملومين في ذلك لأنهم حديثي عهد بسياسة .
وأخيراً .. أدعوا الله في هذه الأيام المباركة من الشهر الكريم ، أن يجمعنا على كلمة سواء ،وأن يوحد صفوفنا ، وأن يبارك لنا في مصرنا الحبيبة ، وأن يؤمنا فيها ، وأن يحقن دماء المصريين ، وأن يجنبنا شرهذه الفتنة التي ستعصف بنا وبآمالنا ، نحن أبناء الوطن الواحد.
نشرت فى 25 يوليو 2013
بواسطة ebrahime
ابحث
عدد زيارات الموقع
255,199