محمد عبد السلام - منسق برلمان دمياط - باحث دكتوراه في الانتخابات

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

السد العالي ... عصام الحضري

المولد والنشأة :  

     عصام الدين كمال توفيق الحضري، من مواليد 15 يناير عام 1973م في مدينة كفر البطيخ بدمياط .

      بدأت حكاية عصام الحضري مع كرة القدم مثل كل أطفال مصر من الشارع و كان الطفل عصام الحضري البالغ من العمر ست سنوات أهم "فرود" في شوارع بلدته الصغيرة كفر البطيخ و كان يلعب مع أقرانه و جيرانه الأكبر منه سنا كرة القدم يوميا في شوارع البلدة الهادئة.

     وفى إحدى تلك المباريات دفعته الصدفة وحدها لأن يلعب في مركز حراسة المرمى و التي كانت نقطة الانطلاق لتغيير مجرى حياة الفتى و الذي أجاد اللعب في هذا المركز في تلك المباراة حتى أصبحوا يستعينوا به كحارس مرمى في كل مباريات فريقهم لما يتميز به من شجاعة و جرأة في مواجهة الإنفراد و تشتيت الكرة بدون خوف. و كان في لعبه يقلد حراس مرمى مصر الكبار أمثال اكرامى و ثابت البطل و عادل المأمور .

     كان والد الحضري يتمنى وقتها أن يركز اصغر أبنائه عصام في التعليم و لم يرغب في أن يعمل معه في ورشته الصغيرة و كان الطفل عصام يوافق والده في عدم رغبته في العمل في الورشة و لكنه كان ينظر إلى مستقبله بنظرة تخالف نظرة والده الذي كان يرغب بشده في أن يكمل الحضري الصغير تعليمه و يحصل على أعلى الشهادات ....

     كان الفتى الصغير الموهوب يرى مستقبله في كرة القدم و في إجادته اللعب بها. وفعل الأب المستحيل مع عصام لكي يبعده عن كرة القدم و يركز في التعليم حتى انه كان يحرق ملابس كرة القدم الخاصة به أمام عينيه لكي يشعر بفداحة خطأه و يبتعد عن كرة القدم و يركز في الدراسة إلا أن الفتى العنيد أبى أن يترك معشوقته الأولى كرة القدم و يصر على الاستمرار في اللعب.

     حصل عصام الحضري على دبلوم الزراعة بفضل كرة القدم حيث تقدم للمدرسة لأن فريقها كان يشارك في دوري المدارس و كان فريق مدرسة الزراعة يفوز بالدوري في كل بطولة يشارك فيها الفريق و كان الحضري يلعب في مركز حراسة المرمى به و كان دوما ما يلفت الأنظار إليه بسبب شجاعته و إقدامه ضد مهاجمين الفرق الأخرى ...

    كان الشاب الصغير عصام الحضري ينفرد بنفسه دوما ليشاهد مباريات كرة القدم في التليفزيون و يدرس تحركات ثابت البطل و اكرامى و يقلدها في الملعب . و الغريب في الأمر أن الحضري كان يحصل في بطولات دوري المدارس على لقب هداف البطولة بمعنى انه كان يلعب الكرة من المرمى ليدخلها هدف في مرمى الخصم على اعتبار أنها ضربة حرة غير مباشرة. و تنبأ له أساتذته في المدرسة بمستقبل كبير في كرة القدم حتى أن البعض منهم ساعده على الانضمام إلى صفوف فريق ناشئي إستاد دمياط وقتها.

بداية المشوار:

     في ذلك الوقت كان الحاج كمال الحضري كان وصل إلى مرحلة اليأس من إجبار عصام على ترك لعب كرة القدم و كان سلاحه الأخير هو رفض انضمام عصام إلى فريق ناشئي إستاد دمياط بل و قطع عنه المصروف حتى لا يذهب إلى مدينة دمياط و كان عمر عصام وقتها 14 سنة و ذلك في عام 1987 و عام 1988 ... إلا أن الحضري الصغير أبى الاستسلام و كان يسير يوميا 7 كيلومترات ذهابا من مدينة كفر البطيخ إلى محافظة دمياط ليلحق بتدريبات الفريق يجاوره احد أصدقائه على دراجته ليسليه في الطريق و يعود بمفرده ليلا مسافة 7 كيلومترات أخرى من السير ..و اعتبرها الحضري جزء من تدريبه اليومي الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة على تقوية إرادته و عزيمته و الذي اثر على حياته فيما بعد.

     وفى دمياط تدرب الحضري في جميع المراحل السنية في مركز شباب إستاد دمياط حيث لعب في البداية ناشئين درجة ثانية ثم ناشئين درجة أولى و سعى خلال تلك الفترة عدد من الأندية لضمه إلى صفوفها مثل نادي بلدية المحلى التي كان يلعب وقتها في الدوري الممتاز و نادي المريخ و نادي بور فؤاد. إلا أن الحضري وضع نصب عينيه أن يصنع نجومية و شهرة في مدينته أولا خاصة انه كان يلعب وقتها مع ناشئين إستاد دمياط و الذي يعتبر مصنع توريد لاعبي نادي دمياط. حتى حانت الفرصة و طلب مسئولو نادي دمياط انضمام عصام الحضري إلى صفوف الفريق الأول و لعب الحضري مع نادي دمياط ثلاث مواسم 91-92 و 92-93 و94-95عقب انضمام عصام الحضري بدأ الحاج كمال الحضري في الاقتناع بأنه نجله الصغير قد يكون بالفعل صاحب موهبة قد تمكنه من صنع نجومية و مستقبل في عالم كرة القدم.

     وخلال تلك الفترة حصل عصام الحضري على دبلوم الزراعة و قضى فترة تجنيده مع نادي دمياط حيث التحق بالسرية الرياضية في القوات المسلحة و شارك في مباريات هامة ذاع من خلاله صيته الأمر الذي طمأن والده و أسرته .

بداية التألق و بداية الانضمام إلى المنتخب:

     كانت نقطة التحول في موسم 93- 94حيث نجح نادي دمياط في الصعود إلى الدوري الممتاز وفى هذا الموسم حضر الهولندي راوتر لقيادة منتخب مصر الوطني و معه الكابتن محسن صالح و الكابتن حسن مختار مدرب حراس المرمى و حضروا إلى دمياط لمشاهدة عصام الحضري على الطبيعة بعد أن ذاع صيته و كانت المباراة بين نادي دمياط ونادي بورفؤاد في منافسة الصعود للدوري الممتاز و فاز يومها فريق دمياط بهدف وحيد ضد فريق بورفؤاد الذي لعب تقريبا ال 90 دقيقة في منطقة جزاء فريق دمياط و تألق الحضري بشكل لافت للنظر و حافظ على نظافة مرماه ...

     وبعدها انضم الحضري حارس مرمى فريق دمياط بدوري الدرجة الثانية المصري إلى حراسي مرمى منتخب مصر الأول العمالقة ثابت البطل و اكرامى و شوبير و ذلك في عام 1993 . وفي نادي دمياط قفز الجميع من الفرح عندما أرسل اتحاد الكرة فاكسا بطلب استدعاء الحضري للمنتخب.

     وسافر الحضري بعدها إلى الجزائر لأداء أولى مبارياته و كانت مباراة ودية مع المنتخب الجزائري ... ومن المفارقات أن وقتها لم يعرف المنتخب الجزائري من هو عصام الحضري المنضم إلى المنتخب المصري لأنهم لم يسمعوا عن نادي دمياط من قبل ، فخرجت الصحف الجزائرية تذكر حارس المرمى المصري عصام الحضري المحترف الدولي بنادي دمياط الأوروبي . وعم الضحك كل أرجاء معسكر المنتخب على هذه المفارقة.

الانضمام إلى النادي الأهلي:

     وفى نفس الموسم طلب المايسترو صالح سليم رئيس النادي الأهلي الحارس عصام الحضري ليقابله في مكتبه في فرع النادي بالجزيرة و التقى به و صافحه بمكتبه بالنادي و قال له بالحرف الواحد" انت حضرتك نفسك تلعب في النادي الأهلي؟" و رد عليه الحضري بقوله " آه و الله يا كابتن نفسي العب في النادي الأهلي"

     وعلى الفور وقع الحضري على العقود و جلس الحضري مع صالح سليم الذي اخبره برغبة النادي الأهلي في ضمه في ذات الموسم و لكن الحضري رفض الطلب بأدب معلنا رغبته في مساعده فريقه نادي دمياط في الوصول إلى الدوري الممتاز خاصة انه بات قريبا من ذلك و خلال تلك الجلسة لم تتم مناقشة الأمور المالية أو التحدث عنها و كان كل هم الحضري هو الجلوس مع الكابتن صالح سليم الذي يعشقه.

     واستمر تعاقد النادي الأهلي مع الحارس الدولي عصام الحضري في طي الكتمان مدة ستة أشهر حتى صعد نادي دمياط إلى الدوري الممتاز و بدأت الأندية الكبرى مثل نادي الزمالك تحاول ضم الحضري إلى صفوفها ...يذكر أن وقتها كان يلعب للنادي الأهلي ثلاث حراس مرمى هم الكابتن احمد شوبير الحارس الأول و مصطفى كمال و تابان سوتو و الذي كان أفضل حارس في أفريقيا في ذلك الوقت..

     و ظل الحضري يلعب في نادي دمياط في الدوري الممتاز الذي صعد إليه النادي وقتها موسم كامل و كان فريق نادي دمياط يخسر كل مباراة بهدفين إلى ثلاثة أهداف و رغم ذلك كان الجميع يشيد بأداء عصام الحضري، و بعد 15 مباراة في الدوري بدأ خبر توقيع عصام الحضري للنادي الأهلي في التسرب ... و بدأت الشائعات تطارد الحضري و تتهمه بسعيه لتفويت المباراة للنادي الأهلي الذي وقع له على حساب نادي دمياط الذي اقتربت مباراته مع النادي العريق ، فما كان من الحضري إلا أن أعلن انه لن يلعب مباراة الأهلي كحارس لنادي دمياط حتى يخرس كل الألسنة التى تطارده بالشائعات و تتهمه بتفويت المباراة لصالح الأهلي و لكن رضخ الحضري في النهاية إلى ضغوط الجهاز الفني لنادي دمياط ، و لعب يومها الحضري و ذاد ببسالة عن مرماه و لكن ما كان لنادي دمياط أن يصمد أمام تفوق النادي الأهلي.

     عقب هذه المباراة رحل عصام الحضري إلى القاهرة لينضم إلى النادي الأهلي و ذلك عقب توقيعه للنادي الأهلي بعام و نصف. و بدأ مبارياته مع النادي الأهلي احتياطيا للكابتن احمد شوبير الذي ما لبث أن أدركته الإصابة بعد انضمام الحضري بمباراتين ليصبح الحضري الحارس الأول لفريق النادي الأهلي و لعب أولى مبارياته مع النادي الأهلي أمام النادي الاسماعيلى في الإسماعيلية و تحقق يومها فوز تاريخي للنادي الأهلي 6/ صفر. و لم يكن هدف عصام الحضري وقتها أن يحرس مرمى النادي العريق فحسب بل كان يطمح إلى أن يكون الحارس الأول لمنتخب مصر خاصة انه كان وقتها الحارس الأول لمنتخب مصر العسكري و حارس المنتخب الأوليمبي

المنتخب الوطني

     انضم الحضري بسرعة إلى المنتخب الوطني، رغم أنه كان الحارس الثاني في صفوف المنتخب بعد نادر السيد لنحو أربع سنوات أخر. بعدها بدأ الحضري في حصد الجوائز وتحقيق الإنجازات مع منتخب مصر وأصبح الحارس الأساسي أيضا للمنتخب حتى وقتنا هذا حيث لعب مع المنتخب أكثر من 100 مباراة دولية كان أولها مع ليبيريا في 6 إبريل من عام 1997م وهو بذلك سابع لاعب مصري يتم 100 مباره مع المنتخب.

     ويعد الحضري الآن الحارس الأول في مصر فنيا وجماهيريا رغم ما شاب ذلك من أحداث سفره المفاجئ إلى سويسرا وترك الفريق في أزمة حراس المرمى التي يعاني منها حتى الآن ولكنه بعد أدائه المشرف الذي أظهره في كأس القارات في جنوب أفريقيا عام 2009م حيث كان له أكبر الأثر في استحقاق منتخب مصر ولأول مرة الفوز على نظيره الإيطالي الذي دخل البطولة بصفته بطلا للعالم ثم مجهوده الرائع في مباريات المنتخب المصري مع منتخب أمريكا في نفس المجموعة، كل ذلك أدى لرغبة الجماهير في الاستمتاع بأداء هذا الرياضي المتميز في رفع فرص المنتخب المصري في الأعوام الباقية له على البساط الأخضر.

     ويعد الحضري أفضل حراس المرمى في مصر على مر التاريخ وهو الحارس الوحيد الذي سيبقي اسمه محفورا في أذهان محبي وعشاق كرة القدم في مصر والعالم العربي إلى عقود طويلة قادمة نظرا لما يتمتع به هذا الرياضي الفذ من لياقة وسرعة بديهة وتركيز وإخلاص شديد ظهر بشدة في مباراة العمر التي تألق فيها عصام الحضري عندما لعب أمام بطل العالم المنتحب الإيطالي في بطولة كاس القارات التي انتهت بفوز أسطوري للمنتخب المصري 1 \ صفر كان الفضل الأكبر فيها بعد الله سبحانه وتعالي يعود لهذا الحارس العملاق بعد أن أنقذ مرمي المنتخب من أكثر من هدف محقق بالإضافة إلى انه الحارس الوحيد في أفريقيا الفائز ببطولة الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية وهو انجاز قاري لم يسبقه إليه أحد علي مر العصور.

     غير أن شعبيته قد تراجعت منذ انتقاله المثير للجدل إلى صفوف سيون السويسري ، عندما حاول الحضري والنادي السويسري استخدام القانون لإتمام الصفقة ضد رغبة الأهلي. بالرغم من انه في نهاية المطاف انضم إلى سيون، فإن سمعة اللاعب التي لم تكن تشوبها شائبة من قبل، شوهت في المباريات الدولية للمنتحب المصري.

     وواجه الحضري بالفعل منذ ذلك الحين معارضة واستهجانا من قبل مشجعي ناديه السابق خلال مباريات المنتخب الوطني وفقد عددا من اتفاقات الرعاية. ولم يكن الانتقال إلى سويسرا جيدا بالنسبة إلى الحضري الذي أعلن نيته البحث عن ناد أوروبي جديد بعد بطولة كأس القارات المقررة في جنوب إفريقيا هذا الصيف وإن كان قد ساهم في حصول ناديه على كأس سويسرا .

انضمامه لنادي الاسماعيلي

     استطاع مسئولو النادي الإسماعيلي المصري أن ينجحوا في ضم الحارس العملاق عصام الحضري من نادي سيون السويسري بمبلغ 600 ألف يورو وشارك الحارس الدولي مع ناديه الجديد الملقب بالدراويش في موسم 2009\2010.

نادي الزمالك

     انضم عصام الحضري حارس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر بصفة رسمية لصفوف نادي الزمالك بعقد يمتد لثلاث سنوات موسم 2010-2011

نادي المريخ

     انضم عصام الحضري حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر بصفة رسمية لصفوف نادي المريخ السوداني بعقد يمتد لعامين موسم 2010-2011 في فترة الانتقالات الشتوية.

نادي الاتحاد السكندري

      بعد حل مشكلته مع إدارة نادي المريخ ،انتقل عصام الحضري إلى نادي الاتحاد السكندري بعقد انتقال في موسم الانتقالات الشتوية لمدة موسمين ونصف بداية من موسم 2012

انجازاته مع المنتخب

كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1998 في بوركينا فاسو.

كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2006 في مصر.

كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2008 في غانا.

كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2010 في أنجولا.

بطولة كرة القدم في دورة الألعاب العربية2007م

انجازاته مع نادي الأهلي :

بطولة الدوري سبع مرات

بطولة كأس السوبر المصري 4 مرات

بطولة كأس السوبر الأفريقي 3 مرات

بطولة دوري أبطال أفريقيا 3 مرات

المركز الثالث في كأس العالم للأندية في اليابان عام 2006م

كأس سويسرا عام 2009م  مع نادي سيون

برونزيه سيكافا عام 2011 م مع نادي المريخ السوداني

 

الجوائز الشخصية :

أفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2001م.

أفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2005م.

أفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2006م.

أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الأفريقية عام 2006م.

أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الأفريقية عام 2008م.

أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الأفريقية عام 2010م.

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 203 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2017 بواسطة ebnmasr

ساحة النقاش

محمد عبد السلام - معد ومقدم برامج تلفزيونية

ebnmasr
محمد عبد السلام - معد ومقدم برامج تلفزيونية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,684