يتكون الكائن كما قلنا من جزأين أساسيين، الدوال والمتغيرات، وعملية إنشاء الكائن تتلخص في خطوتين، الخطوة الأولى هي تعريف البرنامج بشكل الكائن، والخطوة الثانية هي إنشاء الكائن حسب الشكل الذي حددته في الخطوة الأولى، ففي الخطوة الأولى ترسم الإطارات الخارجية وتكتب الدوال للكائن وتحدد متغيرات الكائن وتبين فيها العام والخاص ويسمى هذا بالصنف Class أي أنك تنشأ صنفا جديدا مثلا صنف السيارات، تحدد في وظائف السيارات ومتغيراتها، وفي الخطوة الثانية تقول للكمبيوتر أريد منك أن تنشأ لي سيارة إسمها LeGrouze مثلا، فسيعرف الكمبيوتر كيف سيكون شكل هذه السيارة لأنك عرفته من قبل كيف تكون السيارة، وتسمى السيارة الجديدة التي أنشأتها بالنسخة Instance لأنها عبارة عن نسخة عاملة من مخطط السيارات.
وقد رافقت فكرة البرمجة الكائنية ثورة عارمة وظهور لتقنيات وأفكار جديدة أهمها :
اشتقاق الكائنات Subclassing
يمكنك بهذه الطريقة عمل كائنات جديدة معتمدا على كائنات موجودة مسبقا، مع إضافة بعض الأجزاء إليها، إذا أردت أن تقوم بعمل صنف جديد لسيارات الجيب، فإنك تذهب إلى صنف السيارات الذي أنشأته سابقا وتضيف إليه ميزة الدفع الرباعي والناقل اليدوي والحجم الكبير وشكل الجيب المميز فيصبح عندك صنف جديد هو سيارات الجيب، ويقال هنا أن صنف سيارات الجيب صنف مشتق من السيارات Subclass وتسمى عملية الإشتقاق هذه بالـ Subclassing، ويقال هنا أن الجيب ترث صفات السيارة وهذه هي ميزة الوراثة Inheritance في البرمجة كائنية المنحى.
تعدد الأوجه Polymorphism
Poly يعني عديد و morphism يعنى الوجه أو الهيئة، تمكنك هذه الميزة من عمل أكثر من دالة لها نفس الاسم ولكنها تختلف في قائمة الوسيطات ( المدخلات ) فإذا كتبت اسم وظيفة فإن البرنامج سيرى ما هي المدخلات التي تريد أن تدخلها في هذه الوظيفة ويرى بعد ذلك ما هي الوظيفة التي تأخذ هذه المدخلات فيجعلها تعمل دون غيرها، ويمكن الإستفادة من ذلك في عدة أمور مثلا عملية الجمع بالنسبة للنصوص تختلف عنها بالنسبة للأرقام وتختلف عنها بالنسبة للكسور الإعتيادية، فهنا يمكنك عمل عدة وظائف بنفس الإسم، وإذا كتب هذا الإسم ووضعت فيه نصوصا كمدخلات فإن الوظيفة الخاصة بالنصوص هي التي ستنفذ وليست الوظيفة الأخرى الخاصة بالأرقام ولا الخاصة بالكسور، وهكذا.
ومن أشهر البرامح التي تعمل بأسلوب البرمجة الكانية المنحى C++ و Java و Visual Basic و Delphi وجميع لغات البرمجة الحديثة، وحتى لغات البرمجة القديمة تم تطويرها تعمل وفق نظام البرمجة الكائنية المنحى.
البرمجة المرئية Visual Programming
البرمجة المرئي هي عبارة عن أسلوب جديد للبرمجة، تستخدم فيه برامج مساعدة لتصميم واجهة الإستخدام ( الأزار والنصوص .. ) وربطها بالشفرة البرمجية، وتسمى هذه البرامج المساعدة ببيئة التطوير المدمجة Integrated Development Environment IDE.
في السابق كانت البرامج تستخدم ما يسمى بسطر الأوامر Command Line أو المحث، فكان يظهر البرنامج في صورة عدة أسطر ثم يتوقف ليقول لك .. ( أدخل اسمك ثم اضغط مفتاح Enter ) ولم يكن له وظيفة إلا انتظارك لتدخل إسمك ثم يكمل عمله طبيعيا، أما الآن ومع الواجهات الرسومية، تظهر أمام المستخدم عشرات الأزرار والخيارات والقوائم وغيرها، ولا يمكن للبرنامج أن يتوقع ما الذي سيحدث في الخطوة التالية، لذا فإن البرنامج يقسم إلى عدة وظائف ينفذ كل منها عندما يحدث ما يسمى بالحدث، نقرة الزر مثلا تعتبر حدثا، ضغط أحد المفاتيح يعتبر حدثا، الإتصال بالإنترنت يعتبر حدثا، كل هذه تعتبر أحداث، وتسمى الدالة التي تعمل عند حدوث الحدث بالدالة الحدثية أو الدالة المرتبطة بالحدث.
ومن أشهر بيئات التطوير الرسومية Visual C++ و Visual Basic و Visual J++ و Delphi و Borland C++ و Borland C++ Builder و Java Builder وغيرها الكثير، وتستخدم هذه البرامج نسخ محسنة من لغات البرمجة العادية والقديمة وتدمجها في بيئة التطوير الخاصة بها، لذلك فإن Delphi مثلا ليست لغة برمجة بمعنى الكلمة، وإنما هي بيئة تطوير تستخدم لغة محسنة من Pascal تتميز بميزات الكائنات وميزات أخرى فيطلق عليها مجازا لغة Delphi.<!-- google_ad_section_end -->
ساحة النقاش