بسم الله الرحمن الرحيم
فستان الزفاف حلم أبيض لكل فتاه
فستان الزفاف حلم أبيض لكل فتاة فستان الزفاف
القاهرة / أمر طبيعي أن يأخذ فستان الزفاف الحيز الأكبر من اهتمام ووقت الفتاة في غمرة استعدادها لأهم احتفال في حياتها، عندما يحين الوقت لان تختال مزهوة سعيدة بين المدعوين في حفل زفافها الموعود، وهي تلبس الثوب الذي حلمت به منذ طفولتها، وشاهدته في محلات الأزياء وفي صفحات المجلات حتى غدت شابة وآن الأوان لأن تزف إلى زوج المستقبل.
تزاوج اللون الأبيض مع فستان الزفاف يجعلك تتألقين بإطلالة براقة، وذلك لما له من تأثير ساحر على علاقة العروس بالعريس والمدعوين في ليلة العمر، فهذا البريق يحمل في طياته تأثيرات مزاجية ونفسية غير مرئية لكنها ملموسة، فاللون الأبيض أكثر الألوان راحة للنفس كونه يعكس شعورا بالسكينة والاطمئنان، ويبعث على التفاؤل والسرور والحب وهو أكثر الألوان سطوعا، وفي الوقت نفسه كان يعتبر البياض صفة المرأة الشريفة الأصيلة، وفي صفته هذه كانت ولا تزال العروس في مجتمعاتنا ترتدي فستانا ابيضا إشارة إلى العذرية والطهارة.
إنه حلم جميل مستمد على ما يبدو من قدم وتاريخ فستان الزفاف الذي يعد لدى العديد من المجتمعات المنتشرة تقليدا في أكثر من مكان في العالم، فلبس فستان خاص بيوم الزفاف لا يزال طقسا متبعا، ولا اختلاف على تلك المسألة من حيث الجوهر بل في الشكل.
كان فستان الزفاف لدى بعض الشعوب عبارة عن كومة ضخمة من القماش المزركش المطرز تمتزج فيه الخيوط الذهبية بالفضية وتزينه الأحجار الكريمة، والذي كانت تغرق فيه العروس ولا يظهر منها سوى وجهها.
لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لشعوب أخرى، إذ لم يكن سوى مجرد نسخة هزيلة مقارنة مع تلك الفساتين الفخمة، فقد كانت صاحبته تكتفي ببعض الزركشات الخفيفة والبلورات الزجاجية الملونة، ذلك في الوقت الذي كان فيه فستان الزفاف لدى مجتمعات أخرى مجرد ثوب جديد تمت خياطته لهذه المناسبة حصرا بغض النظر عن مسألة تصميمه أو شكله أو حتى لونه.
ويبدو أن التمييز كان واضحا بالنسبة للأزياء قديما، فكانت ترتبط إلى حد كبير بالمستوى الاجتماعي أو الطبقة الاجتماعية للأشخاص، لذلك تصميم فستان العروس كان يتم في نطاق محدد ليعكس ثراء العريس أو أهل العروس، ما حدد ليعكس ثراء العريس أو أهل العروس، ما حد كثيرا من فرص شيوع أزياء الزفاف بسبب عدم وجود بيئة اقتصادية تسمح بحلول وسط وتصميمات معتدلة تتناسب مع أكبر نسبة من الشرائح المكونة للمجتمع.
وقد استمر هذا الوضع حتى القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، فظهرت ملامح تبدل الأزياء بصفة عامة بما يشبه ما يمكن أن يطلق عليه "موضة" شمل إلى حد ما فستان الزفاف أو الفستان الأبيض الذي أصبح ملازما لاحتفالات الزواج في معظم دول أوروبا وبلدان كثيرا أخرى.
وأمام الهجمات المتكررة التي شنتها "الموضة" بشكل متصاعد على فستان الزفاف، حدثت تبدلات تدريجية في تصميماته وحجمه ونوعية خاماته التي أصبحت تركز على النواحي الجمالية انطلاقا من المثل الفرنسي القائل "البساطة تصنع الجمال".
لم يكن فستان الزفاف موحد اللون في أي زمن بالرغم من تبدل الحضارات، فكانت العروس قبل القرن التاسع عشر ترتدي في حفل الزفاف أجمل فستان يعجبها مهما كان لونه، إلى أن أحدثت الملكة البريطانية فيكتوريا تغييرا جذريا في عام 1840، عندما ارتدت فستانا ناصع البياض في حفل زفافها، وأحدثت صدى كبيرا بين النساء اللواتي سعين إلى تقليدها.
ومن المعروف أن الإجماع على اللون الأبيض بالنسبة لفستان الزفاف كان شبه شامل على خلفية المعاني التي يحملها ذلك اللون الذي يعتبر رمزا للصحة والطهارة والنقاء.
ومنذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين كانت مسألة اللون الأبيض غير قابلة للجدل، وبقي سيد الموقف في جميع فساتين الزفاف بغض النظر عن التبدلات أو التطورات في أزياءه وتصاميمه واكسسواراته، وحتى الجريء من تلك التصميمات لم يكن لديه القدر الكافي من الجرأة لمواجهة اللون الأبيض.
ومع دخول عالم الأزياء ساحة الصراعات والخروج عن المألوف، الذي كان سمة العقود الثلاثة الماضية، نجحت المحاولات الخجولة في جر فستان الزفاف لحوار مفتوح بشكله ولونه وحتى أدق تفاصيله، وبدأت دور الأزياء العالمية الكبرى تعرض في مجموعتها فساتين زفاف ملونة.
لكن في العشرينيات من القرن العشرين تغيرت حياة النساء تغيرا جذريا، فقد بدأ الشباب في هذه الفترة يغيرون كل شيء، حتى أن العرائس الجريئات تركن الملابس التقليدية غير المريحة، واخترن الفستان الأبيض الأقصر طولا والأخف وزنا.وفي الثلاثينيات بدأ ينتشر أسلوب جديد لفستان الزفاف، حيث بدأت العرائس يلبس قبعات صغيرة حديثة مع طرحة زفاف بيضاء ويبدون جميلات جدا.
ولقد أدرك مصممو الأزياء أهمية الطاقة المنبعثة من هذا اللون، لذلك بقيت تصميمات فساتين الزفاف تشع بياضا، خاصة وان الأبيض يرمز بشكل عام إلى الطهارة والنقاء والعفة وصفاء القلب والوضوح، بالإضافة إلى الأمور الايجابية في الحياة والسلام.
ورغم هذه التغيرات التي طرأت على فستان الزفاف، ما زال بعض مصممو الأزياء ومبتكروا خطوط الموضة يصممون فساتين تقليدية لكن أضافوا إليها لمسات عصرية، وبعضهم الآخر يصممون فساتين معارضة للخط التقليدي لحفلات الزفاف.
ومع كل ذلك ما زال فستان الزفاف الأبيض له جاذبية ساحرة، ودائما يرمز إلى الحب الرومانسي الخالد، ويرتبط في الذاكرة بالفرح ويجعل العروس تبدو كملاك طاهر أو أميرة متوجة.
المصدر: المصدر
نشرت فى 17 ديسمبر 2009
بواسطة eLGMAL
<p>جزاك اللة خيرا</p>
<p>ربنا يوفقق</p>
17 ديسمبر 2009
<p>مشروعك جميل للغايه نرجو المزيد</p>
17 ديسمبر 2009
<p><strong>مقال رائع وبالتوفيق الدائم يا منى</strong></p>
17 ديسمبر 2009
عدد زيارات الموقع
88,190
ساحة النقاش