ادمان المخدرات

علاج الادمان من المخدرات يتطلب التوعية من خطورة ادمان المخدرات والبحث عن سبل العلاج من الادمان

متى يمكن التوقف عن المخدرات

غالبية من يتعاطون المخدرات يعتقدون أن بإمكانهم وقف التعاطي  و العلاج من المخدرات متى أرادوا ذلك. إنهم لا يعلمون حقيقة ما ينتظرهم من جبرية تعاطي المخدر والبحث عنه حينما يصابون بمرض الإدمان الذي قد يحدث في أوقات وجيزة من تجربة المخدر الأولى.

إذ أظهر احدث دراسات علاج الادمان الحديث اكتشافات علمية مثبتة عبر الأبحاث المخبرية الطبية. بها تم التوصل إلى أن الإدمان مرض عضال يصيب المخ، ‏‏ويتصف بالتردد المزمن، والذي ينتج عن الاستخدام المبكر للمخدرات والمؤثرات العقلية في الغالب. يشخص بإلزامية السعي القهري ‏‏للحصول على المخدر واستعماله على الرغم من ‏‏معرفة آثاره الضارة.

وادمان المخدرات يعتبر مرض عقلي لأن ‏المخدرات ‏تغير المخ – فهي تغير تركيبته ‏والطريقة التي يعمل ‏بها.

هذه ‎ ‎التغييرات في المخ ‏تستطيع أن تمتد لأمد ‏طويل حتى بعد ترك المخدر، وتستطيع أن تقود ‏إلى سلوكيات ضارة وخطيرة جدا يمكن ‏رؤيتها على من ‏يتعاطون المخدرات.‏

القرار الأول لتناول تعاطي المخدرات في الغالب يتم ‏بشكل ‏طوعي. ولكن عندما يصبح تعاطي المخدرات ‏خارج عن ‏قدرة الشخص، فإن المخدرات تتولى السيطرة علي قرارات الفرد ‏بشكل خطير. ‏الدراسات التي أجريت على مخ ‏المدمنين وتضمنت تصوير ‏مقطعي للمخ، أظهرت ‏وجود تغييرات حاسمة في خلايا المخ ‏ذات بعد سلبي ‏على مسألة إصدار الأحكام وصنع القرار ‏وعلى عملية ‏التعلم والتذكر وضبط التصرفات. إذ يؤمن ‏العلماء بشكل ‏قاطع أن هذه التغيرات تعمل على تغيير ‏طريقة عمل ‏الدماغ ، وهو ما يساعد على تفسير ‏سلوكيات التخريب ‏والأخرى ذات الصفة الجبرية الملازمة ‏للإدمان. ‏

مما يعني أن الفرد يصبح خارج السيطرة على نفسه وسلوكيه بما فيها مسألة الاستمرار في تعاطي المخدر.

هذه النتائج تدل بشكل قاطع على أن مواصلة تعاطي المخدرات الجبري، يعود بالدرجة الأولى إلى ما تتسبب به مادة المخدر من إحداث اعتماد جسدي، وما تحدثه من تغيرات في وظائف المخ، تمارس دورا فسيولوجيا يتطلب تلبية رغبات الجسد اللاإرادية في الحصول على المخدر. معها تنخفض مشاعر البهجة واللذة. فضلا عن وجود محفزات في المحيط الاجتماعي وعوامل نفسية مستقلة تزيد من حالة مواصلة تعاطي المخدر.

فلقد أثبت البحث الطبي الثابت صدقه علميا، أن المخدرات مواد كيميائية تعمل في الدماغ عن ‏طريق ‏سدادة في نظام الاتصال في الدماغ ‏والتداخل مع طريقة ‏إرسال و استقبال الخلايا ‏العصبية ومع طريقة معالجة ‏المعلومات.

بعض ‏المخدرات مثل الماريجوانا والهيروين، ‏تستطيع ‏أن تفعل عمل الخلايا العصبية لأن تركيبتها ‏‏الكيميائية تتشابه مع تركيبة الناقل العصبي ‏الطبيعي. ‏هذا التشابه في التركيبة يخدع ‏المستقبلات العصبية مما ‏يجعلها تسمح للمخدرات ‏بالدخول ومن ثم تفعيل الخلايا ‏العصبية. ومع أن ‏هذه المخدرات تحاكي كيميائية المخ، ‏إلا أنها لا ‏تنشيط الخلايا العصبية كما ينشطه الناقل ‏العصبي ‏الطبيعي ، مما يؤدي إلى نقل رسائل غير سوية ‏‏تصبح مرسلة عبر الشبكة العصبية في المخ. ‏بينما مخدرات أخرى مثل الإمفيتامين والكوكايين، ‏تتسبب ‏في إفراز الخلايا العصبية لكمية كبيرة من ‏الناقل ‏العصبي الطبيعي بخلاف المعتاد، أو تتسبب ‏في منع إعادة ‏التدوير الطبيعي لكيميائية المخ ‏العصبية.

هذا العطل ينتج ‏رسالة مضخمة، في ‏نهاية المطاف تقوم بتعطيل قنوات ‏الاتصال. وهذا ‏الاختلاف في التأثير يمكن وصفه بأنه ‏الفرق بين ‏شخص يهمس في أذنك، وشخص يصرخ في ‏‏الميكروفون.‏ أدمغتنا موصولة أجزائها بطريقة معها يتم ضمان ‏أننا ‏سنقوم بتكرار الأنشطة التي تبقينا على قيد ‏الحياة، ‏وذلك عن طريق ربط هذه الأنشطة ‏بالسرور أو بالمكافآت. ‏فكلما تنشطت دائرة ‏المكافآت هذه يشير الدماغ إلى أن ‏شيئا هاماً يحدث ‏و يجب أن يتم تذكره، ويعلمنا أن نعيد ‏تكرار ذلك ‏العمل مرة تلو الأخرى من دون التفكير فيه. ‏‏

ولكون المخدرات تحفز نفس الدائرة فإننا ‏نتعلم ‏تعاطي المخدرات بنفس الطريقة. وليقف الأمر عند هذا الحد، ولكن عندما يتم تعاطي بعض المخدرات، فإنها تضخ من ‏‏2 إلى ‏‏10 أضعاف كمية الدوبامين التي يتم ضخها ‏في المكافآت ‏الطبيعية. في بعض الحالات، يحدث ‏هذا على الفور تقريبا ‏‏(مثل المخدات التي تستخدم ‏عن طريق الحقن أو تدخن)، ‏والآثار يمكن أن ‏تستغرق وقتا أطول من تلك التي تنتجها ‏المكافآت ‏الطبيعية. فإذا كانت طبيعة العمل في دائرة ‏السرور ‏بالدماغ تحجم تلك الآثار التي تنتجها مكافأة ‏‏السلوك الطبيعي مثل الأكل والشرب الطبيعية.

إلا أن الأثر ‏القوي ‏لمثل هذه المكافأة الناجمة عن ادمان المخدرات يحفز ‏بشدة الناس على تعاطي ‏المخدرات مرة تلو الأخرى نتيجة لما تحدثه من طمر للمخ بكميات زائدة من الدوبامين.

ولذا ‏يقول العلماء أن ‏تعاطي المخدرات في بعض الأحيان هو شيء ‏‏نتعلم عمله جيدا نتيجة لما ينتجه من حفز ‏شديد لنظام ‏اللذة يجعلنا غير قادرين على مقاومة شهوة تناوله.‏

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 255 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2014 بواسطة drugsaddiction

ادمان المخدرات

drugsaddiction
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

49,947