الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – وبعد ...
في ضوء سياسة وزارة التربية والتعليم الجديدة فإن التوجه العام لتطوير العملية التعليمية يعتمد علي عدة محاور ، لعل أهمها "اللامركزية في التعليم " حيث يسمح هذا المحور بالقيام بعملية التطوير علي مستوي كل مؤسسة تعليمية "مدرسة، إدارات ومدريات تعليمية " بِحرية وطبقاً لوضع وظروف كل مؤسسة .
و تتيح اللامركزية في التعليم قيام كل مؤسسة تعليمية بوضع خطط للنهوض بالعملية التعليمية وفقاً لإحتياجاتها ومتطلباتها ، ونتيجة لهذا التطور وتوسيع المشاركة في وضع السياسات التعليمية كان لابد من القيام بتسليط الضوء علي اللامركزية في العملية التعليمة والمعوقات التي تعترض تطبيقها فعليًا علي أرض الواقع ، حتي نقوم بتلفيها ونكون مستعدين جيدا لتطبيق اللامركزية فعليًا متي طلب منا ذلك ، من هنا جاءت أهمية تلك المحاضرة ، والتي ستتناول عدد محاورعن موضوع اللامركزية في التعليم وهي : -
تعريف اللامركزية في التعليم .
أنواع اللامركــــــــــــــــــزية .
أنمــاط اللامركـزية في التعليم .
أهـداف اللامركزية في التعليم .
دواعـي اللامركزية في التعليم .
أبعــــاد اللامركزية في التعليم .
اللامركزية وتطـــــوير التعليم .
شروط اللامركــــــــــــــــزية .
معوقات تطبيق اللامركــــزية .
أولاً : تعريف اللامركزية في التعليم :
تحويل سلطة اتخاذ القرار من المستوي الأعلي إلي المستوي التنفيذي لزيادة مشاركة الأباء ، وتمكين المعلمين ، وتوسيع نطاق سلطات الإدارة المدرسية وتفعيل قدرتها علي التخطيط واستثمار الموارد مماينعكس علي تحسين جودة التعليم .
ومن التعريف السابق يمكن التوصل إلي أن فلسفة اللامركزية في التعليم تركز علي مايلي :-
تحويل سلطة اتخاذ القرار إلي المستوي التنفيذي .
توسيع قاعدة الشراكة المجتمعية .
زيادة نطاق سلطات ومهام ومسئوليات مدير المدرسة .
تمكين المعلمين وتفعيل أدوارهم .
ثانياً : أنواع اللامركزية : تنقسم إلي :
1- إدارية :-
• نقل السلطة : نقل كل السلطات والمسؤليات بصفة دائمة .
• التفـــــويض : نقل بعض السلطات لفترة محددة ، مع سحب السلطة في أي وفت إذا ثبت الفشل .
• عدم التركيز : منح بعض السلطات بصفة دائمة ، ولكن ليس كل القرارات .
• الخصخصـــة : منح كل السلطات للقطاع الخاص .
2- مالية :
• السماح بفرض ضرائب لتمويل التعليم علي مستوي كل محاقظة .
• إنشاء صناديق علي مستوي المحافظة .
3- مجتمعية :السماح بمشاركة المجتمع المدني في اتخاذ القرار .
ثالثا :أنماط اللامركزية في التعليم :
هناك ثلاث أنماط رئيسية من اللامركزية وتتمثل فيما يلي :
1- نقل سلطة اتخاذ القرارات الإدارية فقط مع الإحتفاظ ببعض القرارات للمستوي الأعلي .
2- نقل كل السلطات والمسئوليات لمدير المدرسة مع الإحتفاظ بالسلطات والمسئوليات المالية .
3- نقل كل السلطات والمسئوليات بمافيها التعليم والمنهج والمالية للمدرسة ، وفي المقابل نظام محاسبي صارم جداً .
ملحوظة : النمط الثاني هو الأكثر ملائمة للدول النامية .
المقصود بصانعي القرار :
المديرية التعليمية – الإدارة التعليمية – الإدارة المدرسية – المعلمين – رؤساء الأقسام – المجتمع المدني .
مجالات القرارات :
[ التوظيف – الأجور – الميزانية – المنهج – شئون الطلاب ]
التوظيف :تعيين ونقل وفصل المعلمين والعاملين .
الأجــــور :تحديد المرتب الذي يتعين عليه المعلم وجميع العاملين ، وتحديد الزيادة في المرتب بناء علي المجهود الذي يبذل .
الميزانية :صياغة ميزانية المدرسة ، وتخصيص بنود صرف الميزانية في المدرسة .
المنهـــج :وضع المنهج القومي ومحتوياته ، مع ضرورة مراعاة أن يكون هناك منهج عام للدولة ،مع وضع منهج اضافي يناسب كل محافظة .
شئون الطلاب :وضع أسس وسياسات تأديب الطلاب ، ووضع طرق تقييم الطلاب ليشمل جميع الجوانب .
رابعاً : أهداف اللامركزية في التعليم :
تسعي اللامركزية في التعليم إلي تحقيق الأهداف الآتية :
تدريب القائمين بتنفيذ الخطوط العريضة للامركزية بالمدرسة حول كيفية تطوير التعليم وربطة بالخبرات العالمية وطرق وبنود التمويل .
وضع رؤية مدرسية مشتركة .
وضع رسالة مشتركة للمدرسة .
جعل دور المعلم مسهل لعمليات التعليم .
جعل عملية التعليم والتعلم أكثرفعالية في الفصول .
إعطاء ميزة تنافسية للمؤسسة تمكنها من استثمار كافة مواردها سواء كانت بشرية ، أو مادية أو فنية .
التركيز علي العنصر البشري لإكسابه كافة المهارات والقدرات الت يحتاجها .
تمكين الإدارة المدرسية من خلال إعطائها مزيد من السلطات الإدارية والمالية والتي تجعلها قادرة علي بناء بيئة عمل جديدة وإحداث التحسينات والتجديدات المرجوة .
انتقاء قيادة مدرسية حكيمة لديها القدرة علي اتخاذ القرارات الرشيدة وذلك للتنسيق بين مجموعة معقدة من الوظائف المتكاملة .
خامسًا : دواعي الإتجاه نحو اللامركزية في التعليم :
ان حكومات الدول النامية تعاني من ضعف القدرة علي توفير التعليم والتعيين والأجور والتكاليف المتزايدة للخدمات بالإضافة إلي المنافسة من قطاع التعليم الخاص .
رغبة الكثير من الأباء في إعطاء انبائهم فرصة أفضل في التعليم .
منافسة مدارس القطاع الخاص ، فمعظم الأباء مقتنعين بنوعية التعليم في هذه المؤسسات .
النمو البطئ في الإنفاق علي التعليم ، والتقليص المستمر في ميزانية التعليم ؛ممايؤثر علي عمليات التطوير والتحسين في المدارس .
سادسًًا : أبعاد اللامركزية في التعليم :
[ الدستور والقواعد – فريق العمل – المجتمع المدني ]
سابعًا : اللامركزية وتطوير التعليم :
بالنسبة للقيادات التربوية : لديها القدرة والكفايات لإستثمار المواد ، وقادرة علي الإحساس بالمشكلات المدرسية
بالنسبة لبيئة العمل : يسود بها الثقة ومناخ العمل الصحي .
بالنسبة للمعلمين : هناك تمكين للمعلمين في اختيار طرق التدريس واستخدام التكنولوجيا في تقديم المحتوي الدراسي ، والتواصل المباشر مع ولي الأمر .
بالنسبة للمشاركة المجتمعية :شراكة ولي الأمر وليس مشاركة ولي الأمر بمعني إلزام ولي الأمر بالمشاركة في العملية التعليمية لحدوث التواصل المطلوب بين المدرسة وولي الأمر .
بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني : نستطيع تطوير التعليم بالإستفادة من رجال الأعمال في أعمال البناء وشراء الأجهزة ، والإستفادة من خبرتهم العملية في عمل بعض البرامج التعليمية في المدرسة .
ثامنًا : شروط اللامركزية :
• ارتباط السلطة بالمسئولية ، حيث لايمكن إعطاء المرؤس سلطة دون تحميله بالمسئولية عن ممارسة تلك السلطة .
• مساوة السلطة والمسئولية ، بمعني أن القدر الممنوح من السلطة إلي المرؤس يجب أن يلازمه قدرا مساويا له تماما من المسئولية ، وهنال ارتباط بين السلطة وقدرات المرؤس وخبرته .
• حتمية المساءلة .
تاسعاً : معوقات اللامركزية :
معوقات تنظيمية :
- عدم تحديد الإختصاصات الوظيفية .
- عدم استقرار طرق العمل والإجراءات .
- عدم الإستقرار الوظيفي .
- المركزية الشديدة .
معوقات شخصية :
- التعطش للسلطة .
- قلة الخبرات .
وفي النهاية أحب أن أوكد علي الهدف من اللامركزية هو تحقيق التطوير الحقيقي للعملية التعليمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اعداد
م.باحث /طارق حنيش
باحث بكلية التربية -جامعة المنوفية
مدير وحدة الدعم الفني بإدارة بسيون التعلمية -محافظة الغربية
ساحة النقاش