جهاز الغدد الصماء في الدواجن Endocrine System in Poultry

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

          يتكون جهاز الغدد الصماء في الدواجن من عدد من الغدد والتي تُنتج وتُخزن وتُفرز الهرمونات بالجسم، حيث تتحكم هذه الهرمونات في مُعظم العمليات الحيوية عن طريق تأثيرها على أعضاء الجسم المُختلفة، وتتضمن الغدد الصماء بالجسم: الخصية والمبيض والصنوبارية والدرقية والجار درقية والأدرينال (الكظرية) وجزر لانجرهانز بالبنكرياس، والغدة النخامية والتي يُفرز الفص الأمامي لها هرمونات تُنظم عمل هرمونات غدد أخرى بالجسم مثل إفراز الهرمون المُنشط للغدة الدرقية Thyroid Stimulating Hormone (TSH)، كما يتم تنظيم إفرازات الفص الأمامي للغدة النخامية عن طريق عوامل انسياب هرمونية Hormone Releasing Factor (HRF) تفرز من الهيبوثالامس (أسفل مِهاد المخ)، ويمكن تقسيم الهرمونات المُفرزة من الغدد لقسمين:

·        هرمونات بروتينية Protein Hormones

·        هرمونات استيرودية Steroid Hormones

يُخلق كل من هرموني الأوكسيتوسين والفاسوتوسين في الهيبوثالامس، ثم يُنقل عبر القنوات العصبية إلى الفص الخلفي للغدة النخامية حيث يتم تخزينه، ثم سرعان ما يتم إفرازهما في الدم عن الحاجة. ويتم تنظيم الإفراز الهرموني بالجسم بعدة طرق تُعرف بالتغذية الرجعية Feedback، حيث يوجد نوعين من التغذية الرجعية بالجسم وهما:

التغذية الرجعية السلبية Negative Feedback

          تعتمد عملية التحكم في التغذية الرجعية، على مستويات نواتج التمثيل والهرمونات والعناصر الغذائية بالجسم، فمثلاً عند انخفاض مستويات الكالسيوم بالدم، فإن الغدة الجار درقية تبدأ في إفراز الهرمون المُحرك للكالسيوم من الجسم وبالتالي زيادة تركيز كالسيوم الدم، وهذه الزيادة في تركيز كالسيوم الدم تعمل على تقليل إفراز هرمون الغدة الجار درقية، وهذا ما يُعرف بالتغذية الرجعية السلبية (العكسية).

التغذية الرجعية الإيجابية Positive Feedback

          في هذه الحالة الآلية يعمل الهرمون على تنبيه إفراز مركب أخر يعود إلى الغدة الأصلية ليتم تنبيها لإفراز المزيد من الهرمونات مثل إفراز الهيبوثالامس لعوامل الانسياب الموجهة للفص الأمامي للغدة النخامية لإفراز هرمون الـ LH والذي يتجه إلى المبيض لينبهه لإنتاج ستيرويد معين يُنبه بدوره الهيبوثالامس لإفراز المزيد من عوامل الانسياب لإعادة الدورة مرة أخرى وهكذا.

          ومن الغدد الموجودة بجسم الطائر أيضاً الغدة الثيموسية Thymus gland، وإن كانت لا تعتبر من ضمن جهاز الغدد الصماء بالجسم، نظراً لأنها لا تُفرز أي هرمون، وتنشأ هذه الغدة جنينياً من الجيوب البلعومية الثالثة والرابعة وتظهر في الأجنة عند عمر 11 يوم، وهي ذات فصوص يبلغ عددها حوالي سبعة أزواج من الفصوص على جانبي الرقبة بجانب الأوعية والأعصاب، وقد يختلط أخر فص لها مع الغدة الدرقية، وتفرز هذه الغدة خلايا تي المناعية الليمفاوية T-lymphocytes، وتنمو الغدة الثيموسية مع الكتاكيت حتى عمر 4 شهور ثم تبدأ بعد ذلك في الضمور وتختفي تماماً عند النضج الجنسي.

          غدة حويصلة البرسا والتي تسمي كيس فابريشيوس Bursa of Fabricius نسبة للعالم الألماني فابريشيوس المُكتشف لها، وهي غدة مناعية توجد فقط في الطيور بجانب فتحة المجمع من الداخل ويختلف شكلها حيث تكون مُستديرة في الدجاج، وعلى شكل إصبع في البط وبها ثنايا يتراوح عددها من 10-15 ثنية، وكل ثنية بها من 800-1200 حويصلة، وتنشأ تلك الغدة من الجهاز المَعوي المَعدي وتُفرز خلايا بي الليمفاوية B-lymphocytes، وتعتبر هذه الغدة من أهم الغدد المناعية بجسم الطائر حيث تظل نشطة حتى عمر 10 أسابيع ثم سرعان ما تضمحل بعد ذلك. وتُصاب غدة البرسا بالمرض الفيروسي المعروف باسم الجمبورو والذي يفقدها وظائفها المناعية في بداية عمر الطائر، وتزداد مُعدلات النفوق بشكل كبير في تلك الفترة.