القلش Molting

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

          تُغير الطيور ريشها مرة واحدة كل عام (غالباً في الصيف)، حيث يسقط الريش القديم ويحل مَحله ريش أخر جديد وتُعرف تلك العملية بالقلش، وفي بعض الأحيان قد يُغير الطائر ريشه مرتان في العام، أو قد يُغير ريشه مرة واحدة كل عامان وهذا نادراً ما يحدث.

          تحدث عملية القلش تحت تحكم كل من الغدد الجنسية والغدة الدرقية، حيث ترتبط تلك العملية بانخفاض مستويات الاستروجين وانخفاض معدلات إنتاج البيض. لا يؤثر إنتاج البيض على عملية القلش تأثيراً كبيراً، بل تطول فترة القلش مع إنتاج البيض. يُفضل مُعظم المُنتجين تأخير القلش، ولكن بمجرد توقف الإنتاج، فإن القلش يبدأ وبسرعة. ولعملية القلش آلية إجرائية خلال حدوثها حيث يبدأ القلش بريش الرأس ثم الرقبة ثم أعلى الظهر ثم الصدر ثم الجناحين وأخيراً الذيل. وتؤثر العديد من العوامل على بداية وطول فترة القلش والتي من أهمها:

1-     العناية بالقطيع.

2-     وزن وحالة الطائر.

3-     طول الفترة الضوئية.

4-     تغذية الطائر.

5-     العوامل البيئية (مثل الحرارة والرطوبة).

يتميز الدجاج غزير الإنتاج بتأخر البدء في عملية القلش كما أنه يستمر في الإنتاج حتى أثناء سقوط ريش الجناحين، ثم يتوقف عن الإنتاج فترة لا تتعدى عدة أسابيع إثناء القلش وتكوين الريش الجديد ليعاود بعدها نشاطه في إنتاج البيض. أما في الدجاج رديء الإنتاج فإنه يتوقف مبكراً عن وضع البيض وتستغرق فترة القلش مدة زمنية طويلة تبلغ شهور، ولا تعاود الدجاجة وضع البيض إلا بعد انتهاء القلش تماماً. وقد لوحظ أن انخفاض معدلات الإضاءة عن الحدود الموصى بها للطيور وتعرضهم للتجويع أو لعلائق غير متزنة، يؤدي إلى انخفاض مُتسارع في مُعدلات إنتاج البيض وبداية حدوث عملية القلش.             

القلش الإجباري Force Molting

          قد يلجأ بعض المربين لإجراء قلش إجباري للقطيع البياض نتيجة لظروف تسويقية مثل زيادة الكمية المعروضة من البيض والذي أدى بالتبعية لانخفاض ملحوظ في سعره، أو لاعتبارات اقتصادية خاصة بالمُربي نفسه مثل عدم مقدرة المُربي على مُجابهة ارتفاع أسعار الأعلاف وفي المقابل انخفاض سعر البيض، حيث لا يُغطي بيع البيض تكلفة الغذاء بجانب الاحتفاظ بهامش ربح معقول للمُربي يُمكنه من الاستمرار في العملية الإنتاجية، فيلجأ المُربي حينئذ للقلش الإجباري مع مراقبة السوق لاتخاذ القرار المناسب وهو إما الدخول في دورة إنتاج أخرى بعد القلش أو بيع القطيع.

أهم برامج القلش الإجباري

1- سحب المياه Water withdrawal

          حيث يُسحب الماء من أمام الطيور لمدة يوم أو يومين، ثم يُعاد تقديمها مرة أخرى، أو تقليل كمية الماء المُقدمة، مع الحذر أثناء شهور الصيف الحارة، حيث منع الماء لا يكون لفترات طويلة حتى لا ترتفع نسب النفوق في القطيع نتيجة حدوث الجفاف.

2- تحديد الإضاءة Light restricted        

        في هذه البرنامج يتم خفض عدد ساعات الإضاءة عن الحدود المطلوبة، أي بمعدل أقل من 12 ساعة يومياً.

3- تحديد الغذاء Feed restriction

          في هذه البرنامج يتم تقليل كمية العليقة المُقدمة للطيور بشكل كبير، مع تقليل مُعدلات البروتين والطاقة والعناصر المعدنية والفيتامينات عن الحدود الموصى بها.

4- خليط من البرامج السابقة Combination programs

          وفيه يمكن استخدام كل الطرق السابقة في وقت واحد لإجراء عملية القلش، وحينئذ يُلاحظ بدء الطيور سريعاً في سقوط الريش وحدوث الانخفاض التدريجي في إنتاج البيض، مع مُلاحظة أن حدوث القلش بدرجة سريعة يُصاحب أيضاً بانخفاض سريع في وزن الجسم والذي يُصاحبه زيادة في نسبة النفوق.

5- استخدام العقاقير لإحداث القلش Using Drugs for Molting

          تُستخدم بعض العقاقير لإحداث عملية القلش الإجباري، ولو أن بعضها يُحظر استخدامه في بعض الدول، ومن أهم تلك العقاقير إنهبتين Enheptin، والأيودين Iodine، وهرمون البروجسترون Progesterone، كما تُستخدم بعض العقاقير كمُضادات للتبويض Anti-ovulation Drugs، حيث تُحدث تلك العقاقير نفس تأثير القلش من حيث انخفاض عدد البيض المُنتج بدرجة كبيرة، دون حدوث سقوط للريش أو انخفاض في أوزان الجسم.

برامج القلش الإجباري Force-Molting Programs

          قد يحدث القلش الإجباري للدجاج البياض مرة واحدة فقط بين دورتي إنتاج بيض، أو قد يحدث قلشين إجباريين وثلاث دورات إنتاج بيض كما يوضحها الجدول التالي.

برامج القلش الإجباري.

ملاحظة:

تقل مُعدلات إنتاج البيض في الدورة الإنتاجية الثانية والثالثة مقارنة بإنتاج البيض في السنة الإنتاجية الأولى، ولكن تتحسن مواصفات القشرة والجودة الداخلية للبيض. يجب قبل إجراء عملية القلش إجراء عملية تحصين القطيع ضد بعض الأمراض الوبائية مثل النيوكاسل والتهاب الشُعب المُعدي.