الدجاج

Chickens

 

الأصل والاستئناس The Origin and Domestication

تشير النظريات الحديثة أن الدجاج المُستأنس انحدر من الأنواع البرية والتي مازالت تعيش حتى الآن في غابات الهند وسيلان وسومطرة وجاوة والصين، وأشهر تلك الطيور البرية أربعة أنواع تتبع جنس شبيهات الديوك Gallus، وهم دجاج الغابة الأحمر والذي يُعتقد أنه أصل الأنواع المستأنسة من الدجاج في شمال ووسط وشرق الهند وبورما وكوشين بالصين. ودجاج غابة سيلان الموجود في جزيرة سيلان. ودجاج الغابة الرمادي الموجود في جنوب وغرب الهند. ودجاج غابة جاوة في جزيرة جاوة بإندونيسيا. وبشكل عام توجد نظريتان توضحان أصل الدجاج من الأنواع البرية:

 

نظرية الأصل الواحد Monophyletic Origin

وهي النظرية التي تقول أن أصل الدجاج المُستأنس هو دجاج الغابة الأحمر Gallus Gallus، وذلك للتشابه المظهري من حيث الشكل واللون والصوت بينهما.

 

نظرية الأصول المتعددة Polyphyletic Origin

وهي التي تشير إلى وجود أكثر من أصل بري واحد للدجاج المُستأنس، مُستندة في ذلك للاختلافات العديدة بين الدجاج المُستأنس ودجاج الغابة الأحمر.

 

تصنيف الدجاج Fowl Classification

يُقصد بتصنيف الدجاج هو وضعه في مجاميع تتشابه في صفاتها الشكلية أو الإنتاجية أو الاثنين معاً.

أنواع التصنيف:

أولاً: التصنيف اللوني Color Classification

وهو على أساس اللون، ومنها الوحيد اللون ومنها العديد الألوان، وهذا النوع من التصنيف محدود الأهمية.

 

ثانياً: التصنيف العلمي Scientific Classification

            وهو التصنيف الذي يُحدد وضع الدجاج في المملكة الحيوانية، وهو هام فقط في حالة إجراء عمليات التهجين بين الأنواع تحت الأجناس أو العائلات المختلفة.

 

Avesقسم الطيور	Class
Galliformesرتبة شبيهات الديوك	Order
Phasianidaeعائلة الدجاج	Family
Gallusجنس الدجاج البري	Genus
Gallusنوع الدجاج البري	Species

 

 

ثالثاً: التصنيف حسب المنشأ أو التصنيف الجغرافي أو التصنيف القياسي

Origin or Geographic or Standard Classification                            

يقوم هذا التصنيف على أساس سلالات الدجاج المُنتشرة حول العالم كقطعان مُنتجة للبيض أو اللحم والتي تُستخدم الآن كأصول وراثية (أسلاف وراثية نقية) لإنتاج سلالات هُجن تجارية عالية الإنتاج مُتخصصة لإنتاج كل من بيض المائدة واللحم، ويشتمل هذا التقسيم على كل من:

 

أ- الدجاج الأسيوي Asiatic Fowls

حيث يتميز هذا الدجاج بكبر الحجم وجمال المنظر والقوة، واستخدم في إنتاج بعض السلالات العالمية الأخرى في أمريكا وانجلترا ومن أهم أنواعه:

1- البراهما Brahma

وهو نوع ثقيل موطنه الأصلي الهند، يزن الديك 5-6 كجم والدجاجة 4-4.5 كجم، ولها ثلاثة أصناف الأبيض والأسود والذهبي، وشكل العُرف باسلائي ولون اللحم والجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن حمراء وقشرة البيض بنية.

2- الكوشين Cochin

وهو نوع ثقيل موطنه الأصلي الصين، يزن الديك حوالي 5 كجم والدجاجة 3-4 كجم، وله ثلاثة أصناف الأبيض والأسود والأشقر، وشكل العُرف مُفرد ولون اللحم والجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن حمراء وقشرة البيض بنية.

3- اللانجشان Langshan

وهو نوع موطنه الأصلي الصين، يزن الديك 4-4.5 كجم والدجاجة 3.5 كجم، وله ثلاثة أصناف الأبيض والأسود والأزرق، وشكل العُرف مُفرد، ولون الجلد الأبيض والساق رمادي وشحمة الأذن حمراء وقشرة البيض بنية.

4- الملايا Malay

            ولها ثلاثة أصناف الأحمر والأسود والأبيض، يزن الديك 4.5-5 كجم والدجاجة 3.5-4 كجم، ولون اللحم والجلد والأرجل أصفر ولون البيض بني غامق.

 

ب- دجاج حوض البحر الأبيض المتوسط Mediterranean Fowls

حيث يتميز هذا الدجاج بصغر الحجم وخفة الوزن والحركة والإنتاج المرتفع من البيض علاوة على جودته العالية ويتبعه سبعة أنواع أهمهم:

1- اللجهورن Leghorn

وهو نوع موطنه الأصلي إيطاليا، ويوجد منه سبعة أصناف أشهرها الأبيض والبني، وذو عُرف مُفرد ولون جلد وساق أصفر ولون شحمة أذن بيضاء، وهو من أشهر الأنواع (الأصول) المُنتجة للبيض وقد استخدم بشكل كبير في إنتاج الهجن التجارية المُنتجة لبيض المائدة.

2- المينوركا Minorca

وهو نوع موطنه الأصلي أسبانيا، ويوجد منه خمسة أصناف أشهرها الأسود، وهي أكبر حجماً من اللجهورن، وكذلك تُنتج بيض أكبر حجماً، وذو عُرف مُفرد ولون جلد وساق أصفر ولون شحمة أذن بيضاء.

3- الأنكونا Ancona

وهو نوع موطنه الأصلي إيطاليا، وهو مُنتج من دجاج اللجهورن، وأشهر ألوانه الأسود.

4- الأندلسي الأبيض White Andalusian

وهو نوع موطنه الأصلي أسبانيا، ومنه الأبيض والأسود معاً، أو الأبيض والأزرق معاً.

 

ج- الدجاج الأمريكي American Fowls   

حيث يتميز هذا الدجاج بثقل الوزن، ويستخدم كثنائي الغرض Dual purpose أي مُنتجاً لكل من اللحم والبيض معاً، ويتبعه 13 نوع أهمها:

 

1- الرود أيلاند الأحمر Rhode Island Red

وهو من أشهر الأنواع الأمريكية ويتميز باللون الأحمر اللامع، ويزن الديك 3.5-4 كجم والدجاجة 2.5-3 كجم، وشكل العُرف وردي ولون الجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن أحمر وقشرة البيض بنية.

2- الوايندوت Wayandotte

من أشهر ألوانه الأبيض والفضي والمقلم، يزن الديك 3.5-4 كجم والدجاجة 2.5-3 كجم، وشكل العُرف وردي ولون الجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن أحمر وقشرة البيض بنية.

 

3- البليموث روك Plymouth Rock

ويوجد منه سبعة أصناف، أشهرها الأبيض والمُخطط Barred والأزرق، يزن الديك 4-4.5 كجم، وشكل العُرف مُفرد ولون الجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن أحمر وقشرة البيض بنية. ويُستخدم في إنتاج هُجن اللحم التجاري ويمثل في العادة خط الأمهات في برامج التهجين.

4- النيوهامبشير New Hampshire

ويتميز بلون الريش الأحمر وشكل العُرف مُفرد ولون الجلد والساق أصفر ولون شحمة الأذن أحمر وقشرة البيض بنية. يُشبه في صفاته الإنتاجية الرود أيلاند.

 

د- الدجاج الإنجليزي English Fowls

أهم ما يُميز هذا الدجاج جودة اللحم وإنتاجه المتوسط من البيض، لذا يُستخدم كثنائي الغرض، ويتبعه ستة أنواع من أهمها:

1- الكورنيش الأبيض White Cornish

وهو يتميز بلون ريش أبيض وشكل عُرف باسلائي ولون جلد وساق أصفر ولون شحمة أذن أحمر وقشرة البيض بنية، كما يتميز باتساع الصدر وطول الأرجل، ويدخل في معظم برامج التهجين للاستفادة من هذه الصفة، ويُمثل في الغالب خط الآباء .

2- الساسكس Sussex

وهو من أشهر السلالات الإنجليزية ويتميز بكبر الحجم ومنه ثلاثة أصناف، وشكل العُرف مُفرد ولون جلد وساق أبيض ولون شحمة أذن أحمر وقشرة البيض بنية.

3- الأسترالورب Australorp   

وهو يتميز باللون الأسود ويشتهر بإنتاج البيض، وشكل العُرف مُفرد ولون جلد أبيض وساق إردوازي وشحمة الأذن حمراء وقشرة البيض بنية.

4- الأوربنجتون Orpington

ومن أشهر ألوانه الأصفر والأبيض والأسود، وشكل العُرف مُفرد ولون جلد وساق أبيض وشحمة أذن حمراء وقشرة البيض بنية.

5- الدوركنج Dorking

          وهو ذو لون أبيض أو فضي أو أحمر أو كاكاو وهو من أنواع اللحم ولون اللحم والأرجل أبيض وقشرة البيض بيضاء اللون.

6- هامبورج Hamburg

          وهو ذو لون فضي وأسود وذهبي، ولون اللحم والجلد رمادي ولون الأرجل رصاصي والبيض ذو قشرة بيضاء.

 

هـ- دجاج الأقزام أو البانتام  Bantam Fowls

وهي تتواجد في بعض الأنواع الآسيوية وهي أنواع صغيرة الحجم ومن أهمها الشابوه الياباني أو السيلكي، ويوجد أنواع صغيرة من السلالات العادية مثل سلالات الكوشين.

 

و- بعض الدجاج الأوربي European Fowls

1- الأنواع الهولندية وهي ذات شهرة عالمية مثل الهولندي ذو الخصلة Crested Dutch والفريزلاند Friesland.

2- الأنواع الألمانية والتي منها سلالة البرجش النامية Bergische Grower وسلالة لانكن فلدر Lankenfelder.

3- الأنواع البولندية والتي منها البولندي الفضي Silver Polish.

4- الأنواع الفرنسية والتي منها الهودان Houdan ذات اللون المبرقش والأبيض والتي تعتبر من دجاج الزينة.

  

رابعاً التصنيف الاقتصادي Economical Classification

وفي هذا التصنيف يتم تقسيم الدجاج على حسب الغرض من الإنتاج أو التربية، وهو من أهم التصنيفات بشكل عام، حيث يُقسم الدجاج إلى دجاج مُنتج للبيض، ودجاج مُنتج للحم، ودجاج ثنائي الغرض، ودجاج زينة.

 

1- دجاج البيض Egg Fowls   

ويتبعه دجاج حوض البحر الأبيض المتوسط، وأهم ما يُميز هذا النوع من الدجاج هو:

1-     الإنتاج العالي من البيض (من 200-300 بيضة/سنة).

2-     الوزن الخفيف والجسم ألمثلثي الشكل.

3-     الأرجل الطويلة العارية من الريش.

4-     العصبية وكثرة الحركة.

5-     عدم الميل إلى الرقاد على البيض.

6-     لون فص الأذن الأبيض.

7-     العُرف والدلايات الكبيرة.

8-     النضج الجنسي المبكر.

ومن أهم أنواع الدجاج الأصيل المُنتج للبيض هو دجاج اللجهورن، والذي يُعتبر أصل من الأصول الوراثية الهامة التي تُستخدم في إنتاج الهُجن التجارية الحالية المُتخصصة في إنتاج بيض المائدة، حيث يفوق إنتاج البيض من تلك الهُجن إنتاج البيض من الأصول الوراثية المُستخدمة في استنباطها.

             2- دجاج اللحم Meat Fowls

ويتبعه دجاج القسم الآسيوي، وأهم ما يميز هذا النوع من الدجاج هو:

1-     الإنتاج المنخفض من البيض (من 60-80 بيضة/سنة).

2-     الوزن الثقيل والجسم الكروي الشكل المكتنز باللحم.

3-     الأرجل المكسوة بالريش.

4-     الهدوء وقلة الحركة.

5-     الميل إلى الرقاد على البيض.

6-     لون فص الأذن الأحمر.

7-     العُرف والدلايات الصغيرة.

8-     النضج الجنسي المتأخر.

ومن أهم أنواع دجاج اللحم الأصيل، البراهما والكوشين واللانجشان وهي تعتبر من الأصول الوراثية الهامة بجانب بعض الأصول الإنجليزية والأمريكية والتي تُستخدم في إنتاج الهُجن التجارية الحالية المتخصصة في إنتاج اللحم ذات معدلات النمو والتحويل الغذائي الفائقة.

 

3- الدجاج ثنائي الغرض Dual Purpose Fowls

          وهو الدجاج المُنتج للحم والبيض معاً ولكن ليس بكفاءة المُنتج للحم أو البيض على حد سواء. وأهم ما يميز هذا النوع من الدجاج هو:

1-     الإنتاج المتوسط من البيض (من 150-200 بيضة/سنة).

2-     وزن الجسم المتوسط والجسم البيضاوي الشكل.

3-     الأرجل العارية من الريش.

4-     هادئ الطبع ومتوسط الحركة.

5-     البعض منها يميل إلى الرقاد.

6-     لون فص الأذن الأحمر.

7-     العُرف والدلايات متوسطة الحجم.

8-     متوسط في عمره عند النضج الجنسي.

          ومن أهم أنواع الدجاج ثنائي الغرض، دجاج الأنواع الأمريكية والإنجليزية الأصيلة مثل الرود أيلاند الأحمر والبليموث روك والكورنيش.

 

4- دجاج الزينة Ornamental Fowls

           وهي أنواع تُربى للزينة نظراً لجمال المنظر والشكل غير المألوف، ومن أهم تلك الأنواع: الأنواع الإيطالية، حيث هُجنت تلك الأنواع في العصر الروماني، وتتميز بإنتاج البيض الجيد والألوان المتعددة، ولكن أكثرها انتشاراً ذات اللون البني الرمادي، ويتراوح وزن الدجاجة من 1.7-2.4 كجم، ويزن الديك من 2.2-2.9 كجم، وتُنتج الدجاجة ما يقرب من 180 بيضة في السنة، وتزن البيضة حوالي 55 جم وهي ذات قشرة بيضاء اللون. ومن أهم الأنواع التي يتم تربيتها للاستفادة من لحمها إلى جانب الاستمتاع بمنظرها الجميل، الكوشين والبراهما.

 

          إلى جانب ما سبق ذكره، فإنه يجب الإشارة إلى ما يُعرف بأنواع مُصارعة الديكة، حيث استخدم من مئات السنين الديوك بغرض المسابقات فيما يعرف برياضة مُصارعة الديوك، حيث كانت الهواية المُفضلة لأمراء جنوب شرق أسيا، وكانت تلك الهواية من الأهداف الأساسية لاستئناس الأنواع البرية للدجاج. ويتميز الديك المُقاتل بصغر حجم الرأس والعُرف وامتلاء الصدر والجسم بالعضلات القوية والأفخاذ الطويلة والريش الكثيف القصير شديد الالتصاق بالجسم، ومن أشهر تلك الأنواع: الأنواع البريطانية والبلجيكية والملايا والسلالات الروسية (الأورولف).

 

أنواع الدجاج

هنا سوف يتم تقسيم الدجاج إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول الدجاج المحلي (البلدي)، والقسم الثاني الدجاج الأجنبي (الأصول القديمة والهُجن التجارية الحديثة)، والقسم الثالث الدجاج المُحَوّر نتيجة لوجود عوامل وراثية معينة به.

 

 أولاً الدجاج المحلي  Local Chickens

          وهو خليط من سلالات محلية المنشأ لها صفات معينة مُتباينة في ألوان الريش والأوزان والأحجام ومُعدلات الإنتاج، ومن أهم الأنواع المحلية هو الدجاج المحلي المصري، والذي تم تصنيفه إلى أنواع محلية أصيلة Pure Local Breeds وهي الفيومي والدنداراوي والبلدي الشركسي وسيناء، والتي تم استخدامها في استنباط سلالات محلية مُحسنة Developed Local Strains والتي منها سلالات الدقي4 والمطروح والمنتزة الذهبي والفضي والبهيج والإسكندرية والمندرة والبندرة والمعمورة والسلام والجميزة، حيث استخدم في إنتاج هذه السلالات برامج الخلط والانتخاب مع أصول أجنبية مثل اللجهورن والرود أيلاند الأحمر والبليموث روك الأبيض والكورنيش الأبيض.

 

مميزات الدجاج المحلي

1-     قدرته الفائقة على تحمل الظروف البيئية المحلية.

2-     مقاومته لكثير من الأمراض ولاسيما التي تنتقل رأسياً.

3-     قلة تكاليف الرعاية والتربية وزيادة كثافة التربية في المتر المربع حتى عمر التسويق.

4-     قلة احتياجاته من الأعلاف كماً ونوعاً.

5-     ارتفاع مُعدلات الحيوية والخصوبة والفقس.

6-     جودة اللحوم والبيض المُنتج منه مما يجعلها مرغوبة بشكل كبير لدى المُستهلكين.

7-     ارتفاع أسعار البيض واللحم المُنتج منه مع ثبات تلك الأسعار على مدار السنة حتى مع الهزات السوقية في الأسعار.

 

ولكن وللأسف فإن الدجاج المحلى ما زالت العناية به محدودة في المنازل والريف في مجموعات صغيرة، حيث أدى ذلك إلى عدم تطوره وتحسن صفاته الإنتاجية. وعلى النطاق البحثي رغم إجراء العديد من الأبحاث العلمية على سلالاته المُختلفة، رغم عن ذلك لم يتم فعلياً إحداث التطوير في سلالاته كي تنافس الهُجن التجارية الأجنبية في مُعدلات أدائها، على الرغم من أن مُنتجات الدجاج المحلي ذات صفات جيدة ومرغوبة إلا أن مُعدلات إنتاجه من اللحم والبيض قليلة وغير اقتصادية إذ ما قورن بالسلالات التجارية الأجنبية الحالية.

 

ثانياً الدجاج الأجنبي  Foreign Chickens

1- الأنواع النقية (الأصيلة)     

وهنا سوف يتم تقسيم الدجاج الأجنبي إلى أنواع أصيلة قديمة والتي أمكن الحفاظ على بعض منها، حيث تعتبر تلك الأصول بمثابة المصدر الأصلي لجينات الدجاج، وهي تعتبر بمثابة الجذر لشجرة صناعة سلالات الدجاج التجاري الحالي، حيث تُستخدم برامج الانتخاب والتحسين الوراثي للحصول على بعض الصفات الوراثية المرغوبة الموجودة في تلك الأصول النادرة واستنباط سلالات جديدة عالية الإنتاج وذلك في مزارع مُتخصصة للتربية والتهجين، وهنا تجدر الإشارة أن دور تلك الأصول النقية يقتصر على إنتاج خطوط الجدود ( ساق الشجرة) والتي تنتج خطوط الآباء (فرع الشجرة) والتي تنتج أخيراً الهُجن التجارية (ثمرة الشجرة). ومن أهم تلك الأصول الأجنبية كما تم ذكره سالفاً الدجاج الأمريكي مثل البليموث روك والوايندوت والرود أيلاند الأحمر والنيوهامبشير، والدجاج الآسيوي مثل البراهما والكوشين واللانجشان، والدجاج الإنجليزي مثل الساسكس والأسترالورب والكورنيش والأوربنجتون، ودجاج حوض البحر الأبيض المتوسط مثل اللجهورن والمنيوركا والأنكونا. 

2- الهُجن التجارية الحديثة Modern Commercial Hybrids

          في ظل تنافس مُستمر لا ينقطع بين شركات صناعة الدواجن حول العالم، تعمل الشركات بدأب وسرية لإنتاج سلالات تجارية عالية الإنتاجية سواء في إنتاج اللحم أو البيض، علاوة على ذلك أن تكون أيضاً أكثر مُقاومة للظروف البيئية والعدوى المرضية، وذلك للعمل على إحكام السيطرة على الأسواق العالمية. حيث تنتج تلك الهُجن كما تم الإشارة سابقاً من شجرة صناعة الدجاج،  والتي بدأت بالأصول ثم الجدود ثم الآباء، وهذا يجعلنا نؤكد أن الهُجن التجارية ما هي إلا تراكيب وراثية مُعقدة نشأت عن طريق برامج انتخاب وتحسين وراثي على مدى سنوات، وأن كل شركة تعتبر هي صاحبة الخلطة الوراثية السحرية لسلالتها، كي تجعلها تنافس وبقوة لنشر سلالتها حول العالم، كما أن تلك الشركات لم تقف عند حد تكوين السلالة فقط، بل من خلال معامل أبحاثها دائمة التطوير والتحسين لمعظمة أداء سلالتها التجارية وبالتالي الاستمرار في المنافسة.

 

أ- الهُجن التجارية المُنتجة للحم

حيث تتميز هذه السلالات بسرعة النمو وكفاءة التحويل الغذائي العالية، والتكوين الجسماني القوي والصدر والأفخاذ المُمتلئة باللحم، حيث وصل مع التحسين الوراثي في تلك السلالات إلى متوسط وزن حوالي 2400 جرام عند عمر 42 يوم، بكفاءة تحويل غذائي بلغت1.71. ويتم تربية كتاكيت اللحم إما على الأرض بفرشة عميقة أو في الأقفاص حيث صاحب التربية الأرضية مُعدلات أفضل في أوزان الجسم وخصائص أفضل في جودة الذبيحة وهذا ما أكدته العديد من الأبحاث شريطة إتباع برنامج وقائي وعلاجي أمثل لتجنب الإصابات المرضية والتي من أهمها الكوكسيديا. ومن أشهر كتاكيت اللحم Broiler Chicks المُستخدمة تجارياً الكوب (إنجليزية) Cobb، الهيبرو(هولندية) Hybro، إيزا (فرنسية) ISA، الروس (إنجليزية) Ross، لوهمان (ألمانية) Lohman. وجدول (2-1) يوضح مُعدل أداء أحد أنواع الهُجن التجارية المُنتجة للحم وهي كتاكيت الكوب التجارية.

 

ب- الهُجن التجارية المُنتجة لبيض المائدة (بيض الأكل)

          وهي هُجن تتميز بإنتاجها المُتميز من البيض كماً ونوعاً، حيث يفوق عدد البيض المُنتج منها البيض المُنتج من السلالات الأصيلة المُنحدرة منها، والذي يزيد عدده عن 300 بيضة في السنة بمُعامل تحويل غذائي يتراوح بين 2.1-2.3 كجم علف/ كجم بيض. كما تتميز هذه الهُجن بمُقاومتها العالية للأمراض وتحملها لظروف الإجهاد. تُنتج هذه الهُجن نوعين من البيض: بيض المائدة ذو القشرة البيضاء والذي يُنتج من الهُجن ذات الريش الأبيض والتي من أهم صفاتها العصبية والإنتاج العالي من البيض ذو الجودة الجيدة، ويدخل اللجهورن الأبيض في تكوين هذه الهُجن.

 

والنوع الآخر من بيض المائدة هو البيض ذو القشرة البنية (الحمراء) والذي يُنتج من الهُجن ذات الريش البني والتي من أهم صفاتها الهدوء والاستهلاك المُرتفع من العليقة وميلها للافتراس مقارنة بالهُجن البيضاء، وتدخل سلالة الرود أيلاند الأحمر كأحد الآباء في برنامج الخلط لتكوين تلك الهُجن. ومن أشهر السلالات التجارية المُنتجة لبيض المائدة حول العالم سلالات شيفر (كندية) Shaver، هبرد (أمريكية) Hubbard، بابكوك أبيض Babcock B، هاي سكس أبيض Hisex White، هاي لاين (أبيض وبني) Hy Line، دي كالب De Calb، لوهمان Lohman، روس Ross. وجدول (2-2) يوضح مُعدل أداء أحد أنواع الهُجن التجارية المُنتجة للبيض ذو القشرة البيضاء والبنية وهي سلالة هاي لاين الأمريكية التجارية.

    

ثالثاً الدجاج المُحور  Modified  Chickens

          وهي سلالات من الدجاج أدخل عليها بعض العوامل الوراثية (الجينات) بغرض تحسين مُعدلات إنتاجها، هذا بجانب زيادة قدراتها على تحمل الظروف البيئية السيئة وخصوصاً ارتفاع درجات الحرارة البيئية، ومن أهم تلك الأنواع:

أ- الشركسي أو أبو رقبان أو التركين Turkens

          وهي سلالات الدجاج عارية الرقبة Naked neck، نتيجة لوجود جين جسمي سائد سيادة غير تامة أدخل أثناء التزاوج عن طريق الديك أو الدجاجة، حيث يعمل هذا الجين على اختزال الريش على الجسم بنسبة تتراوح من 25-40%، وذلك على كل من الرقبة والأفخاذ من الداخل والصدر، وتتميز هذه الطيور بأقلمتها العالية لظروف الجو الحار.

 

ب- الدجاج ذو الريش المُجعد أو المُنتفش Frizzling

          وهو نوع من الدجاج يظهر ريشه بشكل مُجعد نتيجة لوجود عامل وراثي سائد سيادة غير تامة يعمل على التواء مِحور الريشة، حيث يتجه الريش إلى الأمام في اتجاه الرأس وليس في اتجاه الذيل كما في الطيور الطبيعية، مع تقليل الحجم الكلي للريش.