<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
كيفَ يَقضي الدواء علىَ البكتريا؟
إعداد: د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
الدواء هو مركب كيميائي ذو خصائص معينة يُعطَى للإنسان أو الحيوان بغرض القضاء على الميكروبات الممرضة (البكتريا- الكائنات وحيدة الخلية- الميكوبلازما ولكن ليس الفيروس). وتجدر الإشارة إلى أن الأدوية المستعملة في مجال الإنتاج الحيواني والداجني تنقسم إلى العديد من المجموعات: المُضادات الحيوية والكيماويات الدوائية- طاردات الديدان- مُضادات الكوكسيديا- مُبيدات الطُفيليات الخارجية- الإضافات الفيتامينية والأملاح.
تتمحور آلية عمل الأدوية وتأثيرها على البكتريا فيما يلي:
1- وقف عمل الحامض النووي للخلية البكتيرية، حيث يحتوي هذا الحامض على بعض المكونات الأساسية والتي إذا تأثرت بفعل المُضادات الحيوية المستخدمة فإن الحامض النووي يتوقف عمله وبالتالي تموت الخلية، وأهم تلك الأدوية التي تؤثر على الحامض النووي للخلية البكتيرية هي:
أ- مجموعة الكينولون، وهى مجموعة أدوية واسعة المدى قاتلة للبكتريا حيث توقف عمل إنزيم "جيريز" فيتوقف عمل الحامض النووي فتموت الخلية.
ب- مُركبات السلفا، وهى من الأدوية الموقفة لتكاثر الخلايا البكتيرية لأنها تُوقف تكوين الثيامين وهو أحد مُكونات الحامض النووي وبذلك تتوقف الخلية البكتيرية أو الطفيلية عن العمل وتموت.
ج- الترايميثوبريم، وهى مجموعة من الأدوية تعمل بنفس طريقة مُركبات السلفا وبالتالي إيقاف تكاثر الخلايا البكتيرية. ويوصى بخلط هذه المجموعة مع مُركبات السلفا لمضاعفة التأثير على البكتريا وتحول المخلوط إلى دواء قاتل للبكتريا.
2- وقف تمثيل البروتينات في الخلية البكتيرية، حيث تحتوي الخلية البكتيرية على نوعين من التكوين ألبروتيني أحدهما صغير الحجم والأخر كبير الحجم، وعليه فإن كل نوع بروتيني يتأثر بمجموعة معينة من الأدوية كما يلي:
أ- مجموعة التتراسيكلين، ومن أهمها أوكسي تتراسيكلين وكلورتتراسيكلين وهما مُضادات مُوقفه لتكاثر البكتريا وتؤثر على مجموعة البروتينات صغيرة الحجم وتمنع التصاق الأحماض الأمينية بالحامض النووي فتختل المكونات الخلوية ويتوقف انقسامها وتكاثرها.
ب- مجموعة أمينوجليكوسيد، ومن أهمها استربتومايسين ونيومايسين وهى مُضادات قاتلة للبكتريا وتؤثر على تمثيل البروتينات صغيرة الحجم مما يؤدي إلى خلل في الخلية وموتها.
ج- مجموعة الكلورامفينكول واللنكوساميد، ومن أهمها الكلورامفينكول واللنكومايسين وهى مُضادات توقف تكاثر البكتريا من خلال تأثيرها على مجموعة البروتينات الكبيرة الحجم وتمنع تكوين سلاسل عديد الببتيد بالخلايا.
د- مجموعة الماكرولويد، ومن أهمها الارثرومايسين والاسبيراميسين والتايلوزين وهى مُضادات موقفة لتكاثر البكتريا من خلال تأثيرها على تكوين البروتينات كبيرة الحجم.
3- تعطيل تكوين جدران الخلية البكتيرية، حيث تؤثر بعض الأدوية على جدر الخلايا من خلال منع تكوين سلاسل الببتيد، ومن أهم تلك المُضادات:
أ- مجموعة البنسلينات والسيفالوسبورين، وهى مُضادات حيوية واسعة المدى Broad spectrum القاتلة للبكتريا وتعمل على إيقاف تكوين جدر الخلايا البكتيرية وتدميرها وبالتالي موت الخلايا لعدم وجود جدار يحمي مُكوناتها.
ب- الباستراسين، مثل الزنك باستراسين القاتل للبكتريا حيث يُدمر جدر الخلايا وبالتالي موتها.
4- التأثير على تسرب السوائل خلال جدران الخلية، حيث تتسم الخلايا البكتيرية بوجود توازن خلوي داخلي بين كل من البوتاسيوم والصوديوم، وتحتوي الخلايا البكتيرية على نسبة عالية من البوتاسيوم ونسبة قليلة من الصوديوم. تعمل بعض الأدوية مثل الكولستين وهو قاتل للبكتريا وبعض مُضادات الكوكسيديا مثل السالينومايسين والنارامايسين على تسريب كميات زائدة من الصوديوم إلى داخل الخلية من خلال جدرانها مع اندفاع كميات كبيرة من الماء مع الصوديوم وذلك ضد طبيعة الخلايا البكتيرية مما يؤدي إلى تضخمها وانفجارها.
5- تخريب جُدران الزوائد البكتيرية، حيث تعمل مجموعة أدوية الماكرولويد مثل الارثرومايسين على منع تكوين البروتينات اللازمة لتكوين الزوائد البكتيرية والتي تتواجد في بعض سلالات ميكروب القولون وبالتالي يتوقف نشاط وتكاثر الخلية البكتيرية.
وأخيرا فإنه يجب التنويه على أنه للحصول على أقصى استفادة من المُضاد الدوائي المُستخدم فأنه لابد من التشخيص المعملي السليم للميكروب المُسبب للمرض من حيث نوعه وخصائصه وذلك من خلال عمل مَزرعة ميكروبية وتحديد المُضاد الحيوي المناسب، حتى نضمن القضاء الكامل على الإصابة الموجودة بالمزرعة.
ساحة النقاش