أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

<!--<!--<!--

المنتجات العضوية الغذائية حول العالم

إعداد: د.صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

 

تضمن تقرير لجنة الزراعة بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) الصادر في 25 يناير 2004 أن الطلب على الأغذية من منتجات الزراعة العضوية يزداد، الأمر الذي يُسهم في توفير فرض تسويقية جديدة للمزارعين ورجال الأعمال في مختلف أنحاء العالم، وأوضح التقرير أنه بإمكان المكاسب المتحققة في ظل الظروف المثلى لنظام الزراعة العضوية، أن تُسهم في تعزيز الآمن الغذائي على الصعيد المحلي وذلك بفضل ما توفره من زيادات متوقعة في دخل المزارعين. ومن المعروف أن الزراعة العضوية هي أحد الأنظمة الزراعية التي تشجع وتحفز على صحة البيئة الزراعية مشتملة على التنوع الحيوي ونشاط الكائنات الحية بالتربة واضعاً في الاعتبار ظروف المنطقة واحتياجات ومتطلبات النظام المحلي المطبق بالمنطقة، وهذا يستدعي ما أمكن استخدام الطرق العضوية والحيوية والميكانيكية والطبيعية مع عدم استخدام المواد المُصنعة لتوفير متطلبات النظام الزراعي العضوي، وتهدف الزراعة العضوية في الأساس إلى توفير الحد الأمثل للصحة والإنتاج وحياة الكائنات في النظام الزراعي البيئي. والمنتج العضوي (الحيوي) هو ذلك المنتج الذي يتم إنتاجه وإعداده وتجهيزه وتداوله في إطار الشروط المنصوص عليها في اللوائح والنظم الخاصة بالإنتاج العضوي ومن مزرعة مسجلة ضمن برنامج تفتيش ومنح الشهادات لدى جهة معترف بها، كما أن المزرعة العضوية هي مزرعة حدودها معروفة وواضحة وذات مساحة محددة ويفضل فصلها عن ما حولها بأسيجة خضراء وهناك ما يمنع تلوثها من المزارع المجاورة أو أي مصادر تلوث أخرى ويتم إدارة المزرعة منفصلة عن غيرها من المزارع تبعاً للقواعد والنظم الواردة بمعايير الزراعة العضوية.

تطورت الزراعة العضوية في كثير من البلدان المتقدمة مثل أمريكا وكندا واليابان والإتحاد الأوربي بسبب اهتمام تلك الدول بالأضرار الناتجة عن الزراعة العادية والتي تدخل فيها المركبات المُصنعة وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة، وبدأ مطالبة المستهلكين في الثمانينيات من أواخر القرن الماضي للإنتاج العضوي مما دعا الحكومات للاهتمام بالزراعة العضوية في هذه البلدان.

*مدى انتشار الزراعة العضوية حول العالم:

تبلغ المساحة الكلية المنزرعة عضوياً في كل من أوروبا وأسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوقيانسية 21287514 هكتار بإجمالي عدد مزارع يبلغ 353757 موزعة كما في الجدول الأتي:

الإقليم

المساحة الكلية بالهكتار

عدد المزارع

أوروبا

5149162

175816

أسيا

590810

60394

أفريقيا

235825

39375

أمريكا اللاتينية

4743813

75799

أوقيانسية

10567903

2373

الإجمالي

21287514

353757

Source: SOEL/FIBL surveys, Feb. 2003

  * أهم الأسواق العالمية للمنتجات العضوية:

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر سوق للمنتجات العضوية حول العالم تليها ألمانيا والتي تعتبر أكبر سوق لتلك المنتجات في أوروبا، حيث تسيطر على نحو ثلث المبيعات تليها فرنسا، وانجلترا، وهولندا، وسويسرا، ثم الدنمارك وايطاليا، وتعتبر النمسا والسويد من الأسواق الصغيرة إلا أن استهلاكها من تلك المنتجات العضوية يزداد بمعدلات سريعة، هذا إلى جانب بعض الأسواق الناشئة في اليابان والأرجنتين واستراليا ونيوزيلندا.

*أمريكا والمنتجات العضوية:

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر أسواق المنتجات العضوية على مستوى العالم، حيث تشكل نسبة تتراوح ما بين 47-52% من حجم السوق العالمي للأغذية العضوية، كما تعتبر من أكبر مصدري تلك المنتجات وبخاصة الحبوب والبقوليات وبعض المنتجات المُصنعة لكل من أسواق أوروبا واليابان، وكذلك تعتبر أكبر مستوردي المنتجات العضوية سواء كمواد خام أو مُصنعة. وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الرابع على مستوى العالم من حيث المساحة العضوية المنزرعة بها، والتي تبلغ نحو 950 ألف هكتار طبقاً لتقديرات عام 2003 وهي تلي بذلك كل من استراليا والأرجنتين وأيطاليا. وبلغ حجم مبيعات الأغذية العضوية بالسوق الأمريكي عام 2003 نحو 12 مليار دولار، كما بلغ حجم واردات أمريكا من الخضر والفاكهة العضوية عام 2000 ما يقرب من 6 مليار دولار.

* ألمانيا والمنتجات العضوية:

يطلق على المنتجات العضوية في ألمانيا اصطلاح Kologisch وتعتبر ألمانيا من أقدم الدول في استخدام نظام الزراعة العضوية وتسويق المنتجات الصحية، وتعتبر ألمانيا من أكبر أسواق المنتجات العضوية في العالم ومن أكبر الدول المستوردة لتلك المنتجات في العالم أيضاً.وتعتبر أهم الخضروات المنتجة عضوياً هي البطاطس والجزر وبنجر المائدة والكرنب والبصل، ومن أهم الفاكهة المنتجة عضوياً هي التفاح والعنب، كما تهتم ألمانيا بمنتجات الحبوب النجيلية والبقوليات العضوية وكذلك الأعشاب الطبية والعطرية. وبلغت حجم المبيعات الكلية للمنتجات العضوية في ألمانيا عام 2000 حوالي 4.5 بليون مارك ألماني. والجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية تدعم بدأب المزارع أثناء التحول للزراعة العضوية لتشجيع التحول والمحافظة على البيئة نظيفة.

 * إيطاليا والمنتجات العضوية:

 يطلق على المنتجات العضوية في إيطاليا اصطلاح Biologico وتعتبر الزراعة العضوية في إيطاليا ناجحة وخاصة في إنتاج الخضراوات والفاكهة العضوية وذلك للمناخ الجيد والأرض الجيدة إلى جانب القرب من الأسواق الأوروبية الرئيسية في التسويق العضوي، لذا ازداد معدل نمو الزراعة العضوية كثيراً، هذا إلى جانب الدعم الحكومي لمنتجي الزراعة العضوية. وتعتبر أهم أنواع الفاكهة العضوية المنتجة في إيطاليا هي الحمضيات وخاصة البرتقال والليمون وكذلك التفاح والخوخ بينما أهم الخضراوات المنتجة عضوياً هي الطماطم والجزر والخس والبصل والفينوكيا. وبلغت حجم المبيعات الكلية للمنتجات العضوية في أيطاليا عام 2000 ما يقرب من 1.1 مليون يورو. كما تستورد إيطاليا بعض المنتجات العضوية من العديد من دول العالم مثل أسبانيا (أفوكادو) والنمسا (البصل) وهولندا (الجزر والبطاطس) ومصر (الجزر والخس).

* هولندا والمنتجات العضوية:

يطلق على المنتجات العضوية في هولندا اصطلاح Biologisch وتعتبر هولندا أكبر ثالث دولة مصدرة للمنتجات العضوية بعد الولايات المتحدة وفرنسا. وتمثل الخضراوات والفاكهة حوالي 30% من منتجات هولندا العضوية وتأتي في المرتبة الثانية بعد المنتجات الحيوانية، هذا وتهتم هولندا بإنتاج عيش الغراب (المشروم) العضوي حيث تضاعفت عدد المزارع العضوية للمشروم من 21 مزرعة عام 1999 إلى 42 مزرعة عام 2000 حيث تنتج حوالي 130- 150 طن مشروم أسبوعياً. ومن أهم الفواكه العضوية الهولندية التفاح والكمثرى، بينما الخضروات فمن أهمها الجزر والفاصوليا والبروكلي والكرنب الأحمر والأبيض والكرات أبو شوشة وبنجر المائدة، ومن العوامل التي تحد من استخدام المنتجات العضوية في هولندا هو ارتفاع أسعارها وعدم انتظام توافرها وتوزيعها بأماكن كثيرة.

* أهم الدول النامية المصدرة للمنتجات العضوية:

 * الأرجنتين والمنتجات العضوية:    

  كانت البداية لإتباع نظام الزراعة العضوية في الأرجنتين مع عام 1985 وكانت أول السلع العضوية المصدرة هو القمح عام 1989. أزدهر الإنتاج العضوي في الأرجنتين مع عام 1996 وأصبحت من أهم الأسواق التصديرية ووصل العائد الاقتصادي من المنتجات العضوية حوالي 20 مليون دولار من تصدير حوالي 85% من المنتجات العضوية (عام 2000) والباقي حوالي 15% من الإنتاج يتم تسويقه محلياً بعائد حوالي 3 مليون دولا في المدن الحضرية. وتعتبر الأرجنتين من أكبر الدول المنتجة للتفاح والكمثرى العضوية من حيث المساحة ويتم تصديرها إلى دول الإتحاد الأوروبي (79%) و أمريكا (19%) بينما التصدير لليابان وغيرها محدود (2%)، ومن الفواكه العضوية المنتجة البرتقال والماندرين والجريب فروت والعنب والليمون. أما عن الخضروات العضوية المصدرة فهي البصل والثوم والأسبرجس والخس والجزر والخيار وبنجر المائدة.

* الكاميرون والمنتجات العضوية:

بدأت الزراعة العضوية في الكاميرون بقليل من المزارعين تحت إشراف شركتي تصدير متعاونتين أحدهما مكتبها بالكاميرون والأخرى مكتبها بفرنسا، وبظهور قانون الزراعة العضوية الأوروبي 2092/91 بدأ الاهتمام بتسجيل واعتماد المنتجات العضوية مما دفع للاهتمام بالتوسع المدروس للإنتاج العضوي في الكاميرون. ومن أهم المنتجات العضوية التصديرية في الكاميرون الأناناس (1500 طن) والأفوكادو (1500 طن) والمانجو (1000 طن) والموز والتين (2000 طن) بالإضافة إلى الباباظ وجوز الهند والكاكاو والبن والكولا، أما الخضروات فأهمها البطاطا والبطاطس والقلقاس وفول الصويا والفاصوليا إلى جانب النباتات الطبية والعطرية مثل الريحان والبابونج والجنزبيل والنعناع الفلفلي. وتعاني الزراعة العضوية في الكاميرون من انتشار الآفات التي لا توجد لها طرق مقاومة حيوية إلى الآن أو تقل فاعلية الموجود، وكذلك قلة توافر الأسمدة البلدية للتسميد العضوي، وعدم توافر الخبرات الإرشادية في مجال وطرق الزراعة العضوية، كما أن صعوبة الطرق بالكاميرون وقلة المساحات المنزرعة عضوياً وضعف جودة المنتج تقلل من التصدير للخارج وتزيد من التسويق المحلي للمنتجات العضوية مما يستدعي تدعيم الحكومة والجهات الأجنبية للإنتاج العضوي بالكاميرون مستقبلاً.

* جمهورية مصر العربية والمنتجات العضوية:

بدأت الزراعة العضوية في مصر مع نهاية السبعينيات في نهاية القرن الماضي (1977) بمزرعة واحدة في الصحراء في مساحة أقل من خمسة هكتار (مزرعة خاصة) واستمرت الزراعة العضوية على نطاق ضيق حتى الآن بسبب عدم توافر القواعد والشروط المنظمة للزراعة العضوية وقلة الخبرة في عمليات الإنتاج والإعداد والتجهيز والاعتماد على الخبرات الأجنبية. وبلغ عدد المزارع العضوية بعد مرور حوالي 26 عاماً على بدءها إلى 460 مزرعة بإجمالي مساحة حوالي 15000 هكتار وهي تمثل نسبة 0.19 % من إجمالي المساحة الزراعية في مصر. ومن أهم المنتجات العضوية المصرية التي يتم تصديرها البطاطس والبصل والثوم والجزر والفاصوليا الخضراء والفلفل والبصل الأخضر إلى جانب قليل من الفاكهة العضوية مثل العنب والبرتقال والليمون كما يتم تصدير أنواع عديدة من النباتات الطبية والعطرية والأعشاب الخضراء والزيوت العطرية. وتصدر مصر حوالي 60 % من منتجاتها العضوية ويتم تسويق الباقي ( حوالي 40 %) في الأسواق المحلية.

 

 

 

والجدول التالي يوضح مساحة الأراضي المنزرعة عضوياً وعدد المزارع العضوية في إفريقيا  طبقاً لإحصاء فبراير 2003.

الدولة

السنة

عدد المزارع العضوية

النسبة من جملة المزارع

المساحة

(هكتار)

النسبة من المساحة الكلية

بنين

2000

119

-

81

0.003

الكاميرون

2001

-

-

2500

0.03

مصر

2001

460

0.02

15000

0.19

غانا

2001

-

-

5453

0.04

كينيا

2000

-

-

494

0.002

مدغشقر

2001

300

-

1230

0.005

مالاوي

2001

6

-

298

0.01

موريشيوس

1995

3

-

175

0.15

المغرب

2000

555

0.01

11956

0.014

موزمبيق

2001

5000

-

-

-

السنغال

2001

3000

-

2500

0.1

جنوب إفريقيا

2001

250

-

45000

0.05

width: 82.3pt; border-
المصدر: - ممدوح محمد فوزي عبد الله- الزراعة العضوية للحاصلات البستانية (الجزء الأول)، أسس وقواعد الإنتاج والتداول والتسويق – 2004 - مكتبة أوزوريس- القاهرة – مصر. - توفيق حافظ عبد المعطي- يوسف علي حمدي- سعيد عبد المقصود- الزراعة العضوية بين النظرية والتطبيق – 2004- الناشر سعيد عبد المقصود- القاهرة- مصر.
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1230 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,089,795