وداعًا لإعدام ذكور الدجاج البياض

ترجمة أ.د. صلاح الصفتي

أظهرت مقالة علمية تم نشرها في مجلة Poultry International  في مارس من العام الحالي 2023 أنه يُمكن لدجاج أمهات البياض المُعدل جينيًا Gene-edited layer hen أن يُنتج بيضًا يفقس عنه إناث الكتاكيت فقط، مما يُساعد في حل مُعضلة التخلص من أخواتها الذكور عند الفقس، وما يُمثله ذلك من إشكالية لصناعة إنتاج بيض المائدة.

فقد قال يوفال سينامون، الباحث الرئيس في منظمة البحوث الزراعية، مركز فولكاني، NRS لاستدامة الدواجن والتعديل الوراثي أنه "تم تصميم هذه التكنولوجيا منذ البداية لتلائم الصناعة"، وعندما تم توجيه سؤال عن ما تُسببه ذكور كتاكيت بيض المائدة من إشكالية لصناعة إنتاج البيض، أوضح الجميع أن هذه هي المشكلة الأكثر أهمية في تلك الصناعة، وهي التخلص من تلك الذكور في المعمل، وقد أوضحت التقديرات أنه يتم التخلص من ما يقرب من 6-7 مليار من ذكور البياض كل عام، حيث يُسبب ذلك الكثير من القلق فيما يتعلق برفاهية الحيوان، فضلًا عن ما يُسببه من خسائر اقتصادية لصناعة إنتاج البيض. يُنفق المُنتجون أكثر من 70 مليون دولار في العمالة والطاقة الخاصة بتحضين البيض وعمليات التجنيس في المعمل، وتبلغ قيمة البيض المُهدر في الولايات المتحدة أكثر من 440 مليون دولار سنويًا.

ما هي الألية التي يتم من خلالها عملية التعديل الجيني بتلك الطريقة؟

تم الترخيص  لتلك التقنية حاليًا من قبل Huminn Poultry، حيث تكمن تلك الألية في تنظيم عمل الكروموسوم Z بواسطة نظام يُسمى optogenetic  والذي يستخدم الضوء الأزرق الذي يُضيء من خلال قشر البيض في المُحضن، وقد أوضح ذلك الباحث سينامون خلال سلسلة الندوات عبر الإنترنت لقمة تكنولوجيا الدواجن لعام 2021.

تجدر الإشارة إلى أنه في الدواجن والطيور الأخرى، لدى الذكور أثنين من الكروموسومات Z والتركيب الوراثي لها هو (ZZ)، بينما تمتلك الإناث كروموسوم z واحد والتركيب الوراثي لها هو (ZW)، وفي تلك التقنية سوف يؤثر التغيير الجيني على الكروموسوم الأمي Z فقط، وتثبيطه في البيض، هذا يعني أن البيض المُحتوي على أجنة ذكور (ZZ) سوف يتوقف عن التطور الجنيني مُبكرًا في حين أن البيض المُحتوي على الإناث ZW لم يتأثر (أنظر التزاوج التالي).

                     P:  ZZ X ZW

                    G: Z      Z   W

<!--<!--<!--<!--                    O: ZZ      ZW  

            (إناث تفقس) (ذكور لا تفقس)         

سُميت الكتاكيت الأمهات الإناث والتي تم تعديلها جينيًا بهذه التقنية لأول مرة باسم "جولدا Golda" وذلك في عام 2021. وقد وصلت هذه الدجاجات الآن إلى مرحلة النضج وبدأت في وضع البيض. وقال سينامون إنه في الاختبارات الأولية، فقد فقست الإناث فقط، وتوقف نمو الأجنة الذكور. كما أوضح أنه لدينا بالفعل بعض المؤشرات الجيدة على أن النظام يعمل بشكل جيد، حيث أننا قد تمكنا الأن من اختبار هذا النظام"، مشيرًا إلى أن الأبحاث السابقة قد أجريت بطريقة زراعة الأنسجة.

يُمكن بيع الدجاج المُعدل جينيًا والبيض الناتج منها في بلدان الاتحاد الأوروبي دون أي تغيير تشريعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية قيد المراجعة حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووزارة الزراعة الإسرائيلية.

يبحث سينامون وفريقه حاليًا عن شركاء تجاريين لاختبار وتحسين تلك التكنولوجيا، وبمجرد تسويق تلك التقنية، سيتم الاحتفاظ بدجاج "جولدا" في مراكز تربية الدواجن، في حين أن نسلها سيكون متاحًا لصناعة إنتاج بيض المائدة.