جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اكدت نتائج التجارب والابحاث التي قام بها علماء جامعة " ماريلاند " الامريكية اختلاف النباتات فيما بينها من حيث قدرتها علي مواجهة تزايد تركيزات الاشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها ... وشبهت ذلك ببني البشر ، فالافارقة والآسيويون مثلا يمكنهم تحمل اشعة الشمس في حين ان الانجليز والاسكتلنديون ذوي البشرة الشقراء لديهم حساسية مفرطة من اشعة الشمس التي تصبغ جلودهم ، وقد تحرقها .
وتشير تلك النتائج الي ان اكثر النباتات ذات الاهمية الاقتصادية تعرضا للاذي من تزايد الاشعة فوق البنفسجية هي : فول الصويا ، الذي ياتي الثالث في الترتيب من حيث اهميته بين المحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة الامريكية ... واشجار الصنوبر ، التي تعد مصدر ثلثي لب الاخشاب المستخدم في صناعة الورق ...ويقدر العلماء النقص المتوقع في انتاج المحصول ب20% ، اذا تناقص سمك طبقة " الاوزون " بمقدار 25% . هذا .. وقد تمكن العلماء من تحديد كيفية تخريب الاشعة فوق البنفسجية للنباتات .. اذ انها تدمر المادة الوراثية في الخلية النباتية ،فيفقد النبات مخزونه من الشفرات السرية التي تنظم عملياته الحيوية ، وبالاضافة الي ذلك ، فان تلك الاشعة تحطم مادة اليخضور ، التي بدونها لا يستطيع النبات استقبال طاقة الشمس الضرورية لاتمام عملية بناء الغذاء ،فيكف النبات بالتالي عن النمو ، ومن ثم يكون النقص في الانتاج .
وقد تعرف العلماء من خلال تجاربهم علي بعض النباتات التي حباها الله بوسائل طبيعية تمكنها من تحمل وهج الشمس الحارق ، والتقليل من التاثير المدمر للاشعة فوق البنفسجية ، فبعض هذه النباتات يعمل علي انتاج كميات كبيرة من المواد الصبغية عديمة اللون ، لها قدرة كبيرة علي امتصاص الاشعة فوق البنفسجية وحماية النبات منها ... وهناك مجموعة اخري من النباتات لها اوراق مغطاة بمادة شمعية ، تنعكس علي اسطحها اشعة الشمس فلا تتاثر بها كثيرا .
وفي مجموعة ثالثة من النباتات يغطي النبات نفسه بزوائد تشبه الزغب او الوبر ، تعمل عي امتصاص جزء كبير من الاشعة ، وتجنب النبات تاثيرها الضار .
اما المجموعة الرابعة فقد وفرت لنفسها سلاحا كيميائيا ضد الاشعة فوق البنفسجية ، حيث انها تفرز مركبات كيماوية تعمل - من خلال تفاعلات معقدة علي اصلاح ما افسدته الاشعة ، واعادة صلاحية جزيئات مادة الحمض الوراثي . وخرج العلماء من حقول التجارب المحدودة الي البحوث الحقلية في البيئة الطبيعية للنباتات نفسها ... ففي جبال ( هاواى ) لاحظ العلماء ان النباتات النامية علي سفوح تلك الجبال تبدي مقاومة هائلة للتاثير المخرب للاشعة فوق البنفسجية . فالنباتات التي تنمو علي ارتفاعات تقل عن 1500 قدم من سطح الارض لديها مناعتها الطبيعية ضد تلك الاشعة . اما تلك التي تنمو علي ارتفاع يزيد عن ستة آلاف قدم فقد جهزت نفسها بالوسائل الدفاعية الطبيعية التي سبق الاشارة اليها .
هذا .. ويامل العلماء ان ينجحوا في استخدام تقنيات الهندسة الوراثية الي النباتات الاخري لتكتسب القدرة علي حماية نفسها من خطر الاحتراق والفناء اذا زادت الاشعة فوق البنفسجية في المناخ الارضي .
المصدر: ثبت علميا للاستاذ محمد كامل عبد الصمد
ساحة النقاش