جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
توضح الدراسات النفسية الحديثة أن المدنية المتحضرة التي أوجدت في النفس الصراع حول المادة وحب التملك والثراء الفاحش قد زادت من حدة الشعور بالوحدة والملل النفسي ، ولا سيما ان الإنسان في سعيه المحموم نحو ارتقاء درجات سلم النجاح قد يطا بأقدامه علي العلاقات الإنسانية فلا يهتم بمن حوله ، متصورا أن العلاقات ستظل علي ما هي عليه حتي يحقق ما يريد ، متناسيا ان أي علاقة تحتاج الي رعاية مثل أي طفل صغير .
وهكذا إلي أن يصل الإنسان للنجاح الذي ينشده فيكتشف أنه فقد الكثير ، وأن يده خاوية .. وأن المال نفسه الذي جمعه لم يعطه الراحة النفسية ، بل صنع حاجزا بينه وبين الآخرين . - ولعل أصدق دليل علي ذلك ما قالته مطربة الاوبرا اليونانية الشهيرة " ماريا كالاس " عن الملياردير أوناسيس : إنه كان يهرب دائما إلي البحر ليجلس إليه في أسي وحزن شاكيا من الوحدة والغربة عن الناس .- ويري المحلل النفسي " أوليفر جيمس " أن الإنسان في سعيه للنجاح يقيم كل علاقاته من خلال عمله ، وبالتالي تكتسب العلاقات الاجتماعية شكل المنفعة المتبادلة ، وتفرغ من مضمونها الإنساني الذي يتمثل في قدرة الانسان علي التصريح بما في نفسه لأصدقائه ، وكشف مواطن الضعف فيها ، ولذا ينصح خبراء علم النفس بضرورة التسلح بالقدرة علي مواجهة النفس ، وعدم الخجل من التعبير عن الضعف والخوف والوحدة ، وذلك أمام من تثق فيهم .
المصدر: ثبت علميا للاستاذ محمد كامل عبد الصمد
ساحة النقاش