جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
السمات الشخصية لكل منا تتحدد خلال مرحلة الطفولة ، وبعض الباحثين يري أن الشخصية تبدأ في التشكيل خلال مرحلة الحمل ، حيث يشعر الجنين بحب أمه وحنانها ، واهتمام الاب به وبعد الولادة وخلال سنوات عمره الاولي تتكون شخصيته .
وهذه الحقائق تؤكدها الدكتورة / سعدية بهادر أستاذ علم نفس النمو في جامعة عين شمس . التي توضح أن الطفل يكتسب صفاته من البيئة التي يتربي فيها سواء كانت متسامحة محبة أو حاقدة أو ساخرة أو ناقدة أو مخادعة أو خجولة .
وتضيف أن الطفولة هي الأساس لمستقبل الشخصية وأن الإطار العام للشخصية الإنسانية يتحدد وتتكون ملامحه منذ اللحظة الأولي لتكوين الجنين ثم ينتقل الوليد الي رحم الأسرة الدافيء الحنون الذي يزوده بما يحتاج اليه من غذاء بيولوجي ونفسي واجتماعي . وتقول إن لسان حال الطفل يقول لمن يقوم علي تربيته ورعايته :
1- ساعدوني في أن أبدا حياتي .. وأحبوني .
2- حاولوا كسب فؤادي .. وطمئنوني حتي أن اكون متزنا في انفعالاتي
3- ثقوا بي .. ولكن راقبوا سلوكياتي .
4- وجهوني لأعرف كيف أعتمد علي ذاتي .
5- لاعبوني .. وأعملوا علي تنمية عضلاتي .
6- شجعوني .. ولا تحبطوا طموحاتي .
هذا .. وتذكر د/ سعدية إنها في أثناء طفولتها لم تتعرض للعقاب أو الضرب أو الإهانة أو الشعور بالتقصير في سلوكياتها أو دراستها .. ولم تشعر بالإحباط أبدا من قبل والديها بل كانت منطلقة وشجاعة واثقة من نفسها معتمدة علي نفسها ، وكل هذا بدوره يصقل الشخصية .
وتهمس د/ سعدية في أذن كل أم أن نراجع معا سلوكنا وأساليبنا في تربية أطفالنا قبل أن نلقي باللوم عليهم ، أو نشكو منهم أو نرفع أصواتنا نستغيث من جيل اليوم أو جيل عصر التكنولوجيا والانفجار المعرفي وجيل الاقمار الصناعية وسفت الفضاء والكمبيوتر والالكترونيات .
وتتساءل : هل تطورت اساليب تربيتنا لاطفالنا بنفس المستوي والسرعة والكفاءة التي تطور بها العصر والمعرفة ؟!!. وتجيب : في الواقع نحن الأمهات لم نراجع أنفسنا لحظة واحدة فيما نفعله وما نتصرف به تجاه أطفالنا وما يجب أن نقوم به في عصر معقد بالعلم والتكنولوجيا فالتربية فن يجب أن يتناسب مع العصر الذي سيعيش فيه أولادنا وبناتنا ، ولا ننسي القول المأثور ( ربوا أولادكم علي غير أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمن غير زمانكم ) فمن الخطأ اتباع أساليب اتبعناها نحن الأباء منذ زمن بعيد واصبحت غير صالحة في زمن اليوم والغد خاصة بعد أن اقتحم حياتنا شريك فرض نفسه علينا ، وتدخل في تربية أطفالنا .. وهو التليفزيون الذي يربي الأطفال معنا دون استئذان فيكسبهم العادات والاتجاهات .
وتوصي الدكتورة / سعدية كل امراة مقبلة علي الزواج والامومة بالقدرة علي العطاء وبذل الجهد بدون توقف ودون انتظار ، فالامومة تحتاج الي الصبر الشديد وتفهم الاطفال والعمل علي اشباع احتياجاتهم الخاصة والاهتمام برعايتهم صحيا ونفسيا وجسميا واجتماعيا وعقليا ، والتوافق مع الزوج في مهام الوالدية .
المصدر: الاهرام اول ابريل 2011
ساحة النقاش