في ظل متغيرات الحياة التي يعيشها المواطن المصري تتزايد الحالات المرضية التي يرجع اسبابها للحالة النفسية للانيان وارتباطها الوثيق بجميع اعضاء الجسم وتاثيرها المباشر عليه.
ويوضح الدكتور اسامة عبد العزيز استاذ امراض القلب بجامعة طنطا : ان جسم الانسان يتحكم فيه شيئان اساسيان هما : الوظيفة العضوية لكل عضو علي حده والثانية العوامل النفسية والعصبية التي يتاثر بها الانسان فكل عضو يتاثر بالجهاز العصبي نتيجة تاثيره بالحالة النفسية وبالنسبة للقلب يتاثر بالفرح والحزن والبكاء والتوتر والقلق وخلافه ويتمثل ذلك في زيادة ضرباته وسرعتها وزيادة قوة انقباضه مما يؤثر علي الشرايين عامة والتاجية خاصة فانقباض الشرايين يؤثر علي الاطراف ونتيجة للتوتر العصبي والضغط النفسي تحدث الاصابات بامراض القلب كالجلطة والذبحات الصدرية والتي تاتي عقب التاثر النفسي والعصبي الشديد مع وجود عوامل اخري كارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون والسكر والتدخين ومع تكرارها واستمرارها يكون هذا سببا مباشرا لحدوث الجلطة والضيق فانفعالات الانسان سواء الدائمة والمستمرة التي تؤدي الي ارتفاع ضغط الدم او الانفعالات الحادة والضيقة يؤثران علي القلب والشرايين بشكل فوري وشديد .
وعن اكثر الفئات تعرضا لهذه الامراض يضيف الدكتور اسامة ان هناك وظائف يتعرض اصحابها للتوتر اكثر من غيرهم بحكم طبيعه عملهم كالمحاسبين والعاملين والبنوك والاطباء والسائقين ورجال الاعمال والصحافة فالتوتر والقلق سمة بارزة لديهم مما يعرضهم للاصابة بالتوتر وامراض القلب واكد علي ضرورة الفحص الدوري والتحاليل لمتابعة ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والسكر ومحاولة الوصول بهذه الاشياء للنسب المطلوبة للاطمئنان علي الصحة والحفاظ عليها .
الحالة النفسية وجهاز المناعة
ويضيف الدكتور محمد شعلان _ استاذ الطب النفسي :
ان التوتر وسوء الحالة النفسية يضعف من جهاز المناعة وبالتالي يصبح الجسم عرضة للعدوي والامراض المختلفة كالسرطان وقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي المستمر ويرجع ذلك لاتصال المخ بالجسم عن طريق الغدة النخامية والجهاز العصبي تحت المهادي فأي تغيير إنفعالي في المخ سواء بالفرح أو بالحزن يصاحبه تغيير في الجسم وتغيير أساسي في الغدد الصماء وجهاز المناعة .
وعن التغيرات الكيماوية للمرض العصبي يوضح الدكتور احمد عكاشة أستاذ الطب النفسي انه لا يوجد مرض نفسي لا يصاحبه تغيرات كيمائية وفسيولوجية في المخ فقد ثبت أن العقل والفكر والعاطفة من السلوك منشاها المخ وأنه يوجد علاقة ايجابية وطيدة بين العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية وتاثيرها البيولوجي علي الجهاز العصبي والتغييرات الكيميائية بالمخ من الممكن ان تكون قابلة للعودة الي طبيعتها وقد تكون ذات تاثير ثابت يحتاج لمدة طويلة لاعادتها للوضع الطبيعي .
هذا .. وقد اكد الدكتور احمد عكاشة علي وجود علاقة بين الحالة النفسية والجسمانية والجهاز المناعي . فقد وجد ان الاكتئاب والغضب بانفعاله او كبته والقلق المستمر والحزن والاسي تخفض من المناعة ويصبح الانسان عرضة للامراض العضوية كروماتيزم المفاصل والسكر البولي وضغط الدم وبعض انواع السرطانات والفيروسات العادية فبعض العقاقير التي تعالج الاكتئاب والفصام تزيد من مناعة المريض بحيث تعالج الامراض النفسية والعضوية .
راي علم الاجتماع
مما لا شك فيه أن الحالة النفسية لدي الام لابد أن تنعكس علي أطفالها وزوجها . يقول الدكتور محسن العرقان _ استاذ الصحة النفسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية : ان عصبية الام المستمرة وتوترها يجعل الاطفال متوترين بالطبع ولا يميزون بين الاشياء التي تحتاج لانفعال وتوتر وبين الاشياء التي تريد ان تعالج بهدوء أعصاب وحكمة بالغة . فعلي الام ان تعطي الامور حق قدرها دون المبالغة عليها ان تقتنع تماما بقدرات اولادها وعدم محاولة فرض المثالية عليهم . فعصبية الام تؤثر بصورة مباشرة علي مناخ البيت كالتالي :-
1- وتجعل الجميع في حالة حذر وقلق مستمر
2- كما انها قد تكون سببا في ظهور بعض الامراض الوهمية لدي الزوج والاولادوتساعد علي ابراز عيوب كلا الطرفين
3- كما يؤدي ذلك للتاخر الدراسي لدي الاطفال مع فقدانهم الرغبة في الاندماج مع الآخرين .
ساحة النقاش