هناك فارق كبير بين العقاب الذي يراد به الانتقام بسبب قيام الطفل بفعل نعتبره اساءة لنا وبين العقاب الذي يقصد به التاديب لانه يمنع قيام الطفل بالسلوك السلبي مرة اخري ، فلا تقومي ابدا بعقاب طفلك وانت في حالة غيظ منه .

كانت هذه اولي نصائح الدكتور عطا بركات رئيس الاكاديمية الدولية لصناعة العبقرية وخبير التنمية البشرية والذي يؤكد ان انجع تعامل مع الاطفال هو الذي يبدا بغرس الثقة بالنفس وبالوطن وتنمية مختلف انواع الذكاء لديه وادراك ان المعرفة هي المرحلة الاولي فقط من سلم التعلم يتبعها مراحل اخري مثل التطبيق للمعرفة ثم النجاح في المهارة المعرفية واخيرا تحويل هذه المهارة من العقل الواعي الي العقل اللاواعي ..وبالنسبة لاطفالنا علينا التعامل معهم باعتبارهم عباقرة ينتظرون كشف مواهبهم خاصة اذا علمنا ان لدي كل طفل 37% من المهارات وهي مهارات مميزة بينما تحتاج 63% من المهارات لديه الي التنمية ويجب ان نضع في اعتبارنا عدة امور عندما نتعامل مع الطفل ومنها ان الواجب ( للتعلم ) عند الطفل يتحقق عبر المتعة وليس عبر الالم ، من هنا يجب ربط التعلم بالمتعة دائما .. وحتي يحب الطفل مدرسته وواجباته يجب ربط المذاكرة بمتعة الحافز لحين ربطها فيما بعد بمتعة المعرفة

 

اولا : عناد الطفل

ان عناد الطفل لا يهدف الي المخالفة دائما ولكن الي اثبات استقلالية ويبدا الطفل في التعبير عن رفضه للاشياء بكلمة * لا* في عامه الثاني ليعلن بذلك عن استقلاله عن الاخرين ، لكن تكرار الرفض ومحاولات اجبار الطفل علي تنفيذ ما يرفضه يؤدي الي عناد الاطفال فيما بعد .. والحل هو اعطاء الطفل خيارات متعددة .. وقد يكثر العناد بين الاطفال لاسباب اخري مثل الاهمال وعدم الاكتراث والحرمان من الحقوق والاستبداد الشديد من الوالدين المعتمد علي القهر ( تربية الاذلال ) التي تقوم علي منح الطفل المزايا او منعه منها والتشدد في ذلك ، وهناك ايضا العناد الذي يقوم به بهدف تجريب والديه وحله الوحيد هو البرمجة ، بالايحاء بمعني ان نقول لاطفالنا افعلوا ما تريدون غير اننا سنفعل امرا افضل ولكنه مخالف وستكونون سعداء به كذلك تعتبر البرمجة والتعود من الاسباب الرئيسية للعناد عند الاطفال ، فالطفل الذي يري والديه في حالة عناد يمارس العند تشبها بهم وللعناد عدة علاجات :-

1- كسر الحاجز

ابدئي بمصادقة طفلك وقصي عليه اخبارك في عملك ومع اصدقائك حتي يعتاد هو ايضا علي القيام بذلك

2- التجاهل او المشاركة

بمعني القيام بنفس رد فعل الطفل او تجاهل موقفه ، وعدم الاستجابة له ، فكلا السلوكين يدفع الطفل لتغيير موقفه .

3- الحوار

ويبدا بترك حرية الاختيار للطفل مع الزامه بتحمل نتيجة اختياراته مهما كانت .

وحتي لا يصل الطفل لهذه المرحلة من العناد يجب علينا اعتماد سياسة متزنة في التعامل معه ليس فيها تسلط ولا تساهل ، فكلاهما يؤدي للعناد كما يجب الحرص علي اشباع احتياجات الطفل الاساسية .

وينبه الدكتور عطا بركات الي ان وراء كل سلوك يقوم به الطفل هدفا ايجابيا غالبا وعلينا ايضا ان نفصل بين سلوك الطفل وشخصيته ، فالسلوك السيء لا يعني ان اطفالنا سيئون لكنه يعني انهم قد اساؤا التصرف .

واعلمي ان الزمن عند الطفل ( زمن نفسي ) وليس اجتماعيا ، فالطفل الذي يرفض ترك اللعب للمذاكرة لا يستوعب انه امضي وقتا طويلا في اللعب ، لذا علينا ان نبدا تعريفه بقيمة الزمن واهمية الوقت .

       

 

 

ثانيا : طفلك يحتاج للتفكيك وليس التركيب

لانه يحتاج الي ان يتعلم ولهذا يجب ان يفهم مكونات كل شيء ، لذا فهو يفك العابه ليفهم مكوناتها وهو هدف مفهوم اذا انتبهنا له غير ان العالم عند الوالدين هو لاستخدام كل ما تم تركيبه ، لذا يغضب الاباء عند اكتشاف ما فكه الطفل وعلينا فقط ابعاد ما نحتاجه ونخاف عليه منه .

ثالثا : رغبات الطفل

رغبات الطفل كلها مشروعات تعلم لكن المشكلة في طريقة التعبير وعلينا استغلال هذه الرغبات في تنمية حب اطفالنا للادخار فيجب الا نقدم له لعبة دون سبب بل يجب اعطاؤه كل يوم بعض المال ومطالبته بالمحافظة عليه يوما بعد يوم حتي يكتمل لديه ثمن اللعبة وبالتالي يصبح قادر علي اقتنائها ويكون قد تعلم اثناء ذلك قيمة الادخار . اما الرغبات التي لا تفيد اطفالنا فيجب اقناع الطفل بعدم جدواها .  يجب ان تفهمي الطفل حتي يفهمك ويجب ان تنصت له حتي يستمع اليك:

1- يجب ان نستمع جيدا لابنائنا حتي نقنعهم عندما نحاورهم وحتي نستطيع الاجابة عليهم ، واليك هذه اللعبة :-

 جربي ان تنظري في وجه طفلك جيدا وتقراي تعبيره ثم تؤدي نفس التعبير بوجهك سيفرح طفلك بهذه اللعبة جدا وستتفاهمان سريعا بعدها .

2- عاملي طفلك كما تحبين ان يعاملك :

عاملي طفلك بادب واحترام وعلميه التحكم في الذات بتقديم القدوة كذلك علميه الالتزام حتي ينشا ملتزما ، ومارسي الاسترخاء نصف ساعة يوميا حتي تستطيعي السيطرة علي انفعالاتك بصورة افضل . واخيرا اعلمي ان اي مشكلة في السلوك هي مشكلة اشباع احتياجات الجوع او الحرمان من المسكن او الملبس او اللعب وغيرها من الاحتياجات النفسية والبيولوجية قد تؤدي بالطفل للانحراف اذا لم نشبعها .

المصدر: الاهرام / 20 اغسطس 2010

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

784,661