كان ياما كان ... كان هناك رجل فقير يعيش مع زوجته واولاده في مكة المكرمة ... وكانت زوجته صائمة قائمة خاشعة لله ( جل وعلا ).
وفي يوم من الايام اشتد الجوع بالزوج والزوجة فقالت له : اخرج والتمس لنا طعاما حتي لا نموت من الجوع .
فخرج الزوج يبحث عن صديق يقترض منه مالا فلم يجد .... فدخل بيت الله الحرام وامسك باستار الكعبة واخذ يدعو ويقول : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك . وبينما هو خارج من الحرم اذ وجد كيسا مغلقا ففتحه فوجد به الف دينار ففرح به واخذه الي زوجته ليسالها ماذا تريد من الوان الطعام
فقالت له الزوجة : ارجع الي الحرم واسال عن صاحب الكيس فان هذا لا يحل لنا ان ناخذه .
فعاد الرجل الي الحرم فسمع رجلا ينادي : من وجد كيسا صفته كذا وكذا ؟
فقال له الرجل الفقير : انا وجدت الكيس لكن اخبرني عن المال الذي بداخله .
فقال له : انها الف دينار .
فقال الرجل الفقير : نعم انها الف دينار فخذ الكيس بارك الله فيك .
فقال له الرجل : بل هو هو لك هدية وخذ فوقه تسعة الاف دينار اخري ليكون معك عشرة الاف دينار .
فتعجب الرجل الفقير وقال : اتسخر مني ام تتكلم بصدق ؟
قال الرجل : والله انا لا اسخر منك ولكني اعمل عند رجل غني فاراد ان يتصدق بهذا المال ولكنه يريد ان يطمئن ان المال قد وصل لمن يستحق ... فقال لي : ضع الف دينار في كيس واتركه في الحرم ثم ناد بعد ذلك فاذا جاءك الذي اخذ الكيس واعطاه لك فاعطه باقي الدنانير لانه رجل امين ... والامين ياكل ويتصدق علي الناس فيكون بذلك قد وصل المال لمن يستحق .
فاخذ الرجل الفقير المال كله واحضر الطعام لزوجته واولاده واحتفظ لاسرته بجزء من المال وتصدق بباقي المال علي اخوانه الفقراء من حوله .
الدروس المستفادة
1- امانة الزوجة كانت سببا في الحصول علي هذا الرزق الوفير الحلال .
2- ان الغني لابد ان يعطي صدقته لمن يستحق حتي يفوز بالاجر العظيم والثواب الجزيل من عند الله ( جل وعلا )
ساحة النقاش