كان ياما كان .... كان هناك طالب من طلاب الاهر قدم من بلاد الصعيد ، فجلس في حلقة شيخه ، وتاخرت نفقته من الصعيد ، ففارق حلقة الشيخ عساه يحصل كسيرات من الخبز ولقيمات يقتات بها ويتقوي عليها ، فبينما هو يسير  اذ دخل في شارع ضيق ، فوجد بابا مفتوحا ، ووجد خزانة من طعام ، فمد يده الي الطعام وكان من المحشي ، ثم بعد ان تناول قطعة منه ووضعها في فمه تذكر انه جاء ليطلب العلم ، والعلم نور ، والاكل من هذا الطعام دون ان يستاذن من صاحبه يظلم القلب ، ولا يمكن ان يجتمع النور والظلمة ، وسيطرد احدهما الاخر ،فترك هذا الطعام ، وعاد لحلقة شيخه وبه من الجوع ما لا يعلمه الا الله .

وبعد ان انتهي الدرس اذا بامراة تاتي ، وتكلم الشيخ كلاما لم يفهمه الحاضرون ، ثم قال الشيخ لطالب العلم هذا : يا عبد الله !! الك رغبة في الزواج ؟

قال الطالب : اتهزا بي ، والله انا من ثلاثة ايام ما دخل جوفي طعام ، فكيف اتزوج ؟!!

قال الشيخ : ان هذه المراة تذكر ان زوجها توفي ، وترك بنتا واحدة ، وكان ذا ثروة ومال كثير ، وتريد ان يتزوج ابنتها رجل صالح ، يعيش معها ومع ابنتها ، وينمي المال ويرعاه ، فقال : ان كان كذلك فلا باس .

فخرج الشيخ والتلميذ والمراة والحاضرون يسيرون حتي دخلوا البيت الذي دخله هذا الشاب من قبل ، فلما وضع الطعام بكي هذا الشاب .

فقال له الشيخ : لم تبكي ؟ هل اكرهناك علي الزواج ؟

قال : لا ، ولكني قبل سويعات دخلت هذا البيت ، لاكل من هذا الطعام الذي وضع بين ايدينا ،فتذكرت انه حرام فتركته لله ، فاكرمني الله بالطعام وبصاحبة الطعام .

الدروس المستفادة :

1- ان المسلم لا ياكل حراما ابدا لانه يعلم ان الله يراه ويراقبه وان الله امرنا باكل الحلال والبعد عن الحرام .

2- علي الاباء والامهات ان يحرصوا علي اختيار الزوج الصالح لبناتهم .

3- ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ... فقد راينا كيف ان هذا الطالب لما ترك الطعام في الحرام اكرمه الله بالطعام وبصاحبة الطعام في الحلال .

المصدر: حكايات عمو محمود - للشيخ محمود المصري
  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
57 تصويتات / 611 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

791,854